فى بداية التحضير لفيلم عصفور من الشرق المأخوذ عن حياة الأديب الراحل توفيق الحكيم سأله المخرج الراحل يوسف فرنسيس عن الممثل الذى يرشحه لأداء شخصيته.
لم يتردد الحكيم وقال على الفور: نور الشريف فكان الحكيم يرى أن نور هو أهم ممثل أنجبته مصر فى القرن العشرين، ولأن يوسف فرنسيس فنان تشكيلى ومخرج سينمائى، وكان صحفيا فى الأهرام فقد قدر له أن يكون قريبا من توفيق الحكيم.
وقد فكر فرنسيس فى تجربة سينمائية مغايرة وأمكنه هو ونور الشريف إقناع الحكيم بالتمثيل كأحد أبطال هذه الرواية، ولكن بعد أن تقدم به العمر، حيث هناك شاب يعاود تمثل تجربة الحكيم فى تجربته الشخصية والعاطفية المماثلة فى ذلك الحوار «العاطفى» مع الآخر وفى الفيلم يقوم توفيق الحكيم بتجسيد شخصية توفيق الحكيم يعنى لن يمثل لكنه فى الفيلم يستقبل فى فندقه الباريسى- وهو يستريح من عناء الأعوام- شبابه فى ملامح نور الشريف الذى يقع أيضا فى حب إيفا الجديدة الشابة، وبين حين وآخر يعود لتوفيق الحكيم بعد كل موقف يمر به مع إيفا ليسأله عما فعله الحكيم قديما عن إيفا التى تخص الحكيم أو بطل الرواية.
ويندفع وراء قصة إيفا بائعة التذاكر الحسناء فى مسرح الأوديون، عندما التقى بها توفيق الحكيم لأول مرة فى زيارة له لعاصمة النور، فبهر بها، ومن خلال حبه لها كتب كتابه الذى حرك عواطفنا شبابا.. وجعلنا نتأمل تجربته العاطفية فى كثير من الدهشة، لجرأة الكاتب عندما يتعرف فى سطوره ويندمج نور الشريف فى تمثيل دوره، ويدخل مرتديا بيريه الحكيم. مطلا عليه فى ابتسامة مودة فيسأله الحكيم فى خبث: انت مين عرفنى بنفسك؟
فيرد نور الشريف: أنا توفيق الحكيم- انت توفيق الحكيم أمال أنا أبقى مين؟ المهم أنه لم يفتنى أن أسأل الفنان الراحل نور الشريف آنذاك عن تجربته فى هذا الفيلم، وكيف وافق الحكيم على التجربة فقال لى: هذه من أمتع التجارب بالنسبة لى والتى تمثلت فى إحياء عمل إنسانى رفيع لتوفيق الحكيم، وأن أتمثل شخصيته فى شبابه فى باريس وأعيش تجربته من جديد، وهى مغامرة جميلة تؤكد أن المشاعر والعواطف فى الحب مثل الكثير من تجارب التاريخ الذى يكرر نفسه وناهيك عن الأمر الأكثر إثارة أن نجعل سيد المسرح العربى يمثل فى فيلم، وهناك مشاهد صورناها معه وهو فى المستشفى «وسألته: «كيف تم إقناعه؟» قال لعب يوسف فرنسيس دورا مهما فى ذلك، وكانت له علاقة حميمة بالأستاذ كما أقنعته أنا أيضا بعدما عرفت مفاتيح قبوله للمغامرة.