توقع الخبير الاقتصادي محسن عادل مواصلة أسعار النفط هبوطها خلال الفترة المقبلة، ليستهدف مستوى 40 دولارًا قبل نهاية العام الحالي، تأثرًا بحالة الركود الاقتصادي عالميًا، والذي ظهر بشكل واضح في تباطؤ الاقتصاد الصيني وما يتبعه من أزمات متوقعة للاقتصادات العالمية، خاصة الأوروبية والأمريكية والخليجية.
وقال «عادل»، في تصريحات لوكالة «أنباء الشرق الأوسط»، إن الركود الاقتصادي المتوقع أن تظهر آثاره وملامحه بشكل أكبر في الفترة المقبلة قد يؤدي إلى تراجع فرص التوسع الاستثماري في العديد من الدول، مما قد يؤدي إلى تراجع الطلب على النفط، ويتزامن ذلك مع استعداد الأسواق لاستقبال النفط الإيراني بعد توقف دام أكثر من 35 سنة.
وأضاف أن الصين كانت المحرك الأساسي لسوق النفط في الفترة الأخيرة، وليس الولايات المتحدة أو أوروبا كما يعتقد البعض، ومع دخول الصين في موجة تباطؤ اقتصادي، فإن النفط قد يدخل نفق الهبوط المستمر في الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن مؤشرات الاستهلاك والإنفاق الاستثماري تراجعت بشكل ملحوظ في الصين في الآونة الأخيرة، ووصل حجم ديون الشركات الصينية إلى أكثر من 16 تريليون دولار، فضلا عن أزمة الانهيار التي أصابت البورصة الصينية في الفترة الأخيرة.
ورأى أن الاقتصاد الصيني في طريقه لدفع الاقتصاد العالمي لموجة ركود وأزمة مالية، خاصة إذا ما اضطرت الصين لسحب جزء من استثماراتها الخارجية التي تتجاوز تريليوني دولار في سندات الخزانة الأمريكية وحدها.
وأوضح أن اتجاه الولايات المتحدة نحو رفع الفائدة في الفترة المقبلة لمواجهة أي تحركات صينية فيما يتعلق ببيع سندات أمريكية، وكذلك تخفيض الصين لعملتها، قد يؤدي أيضا إلى تراجع الإنفاق العالمي، خاصة أن الأزمة الاقتصادية ليست بعيدة عن أوروبا التي تعاني بسبب ديون اليونان، ودول الخليج العربي التي تأثرت سلبا بهبوط النفط.
كانت أسعار النفط قد هبطت لأول مرة منذ أسابيع اليوم ببورصة لندن، ليسجل خام برنت مستوى 95. 48 دولار للبرميل.