أعلن مجمع البحوث الإسلامية عن انطلاق موسمه الثقافي في الإسكندرية، الاثنين، في إطار مواجهة التطرف والإرهاب وتحصين الشباب، حيث يلقي المحاضرة عبدالفتاح غنيمة، أستاذ الفكر الإسلامي.
وأفاد الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بأن المواجهة مع الإرهاب لا تقتصر على جهود القوات المسلحة والشرطة، بل لابد من مواجهة الفكر بالفكر، وذلك من خلال تفكيك العقلية الإرهابية التي تعمل على إعطاء غطاء شرعي للأعمال الإجرامية باستخدام النصوص الشرعية من القران والسنة في غير موضعها، ومحاولة التعسف في الفهم، والعمل على ممارسة الإكراه في حمل الناس على قبول المفاهيم والأفكار الظلامية والمضللة.
وأكد الأمين العام في بيان أن الإسلام يحث على إعمال العقل وتوظيف المعرفة والثقافة المتنوعة سواء في مجال العلوم الشرعية أو غيرها من المجالات المتعلقة بالعلوم الكونية والاجتماعية والنفسية والاهتمام بفقه الواقع، فلا يمكن بحال من الأحوال أن ينظر إلى النص الشرعي بعيداً عن واقع الناس وظروفهم وطبيعة الزمان والمكان لأن الإسلام تعامل مع الإنسان بطبيعته وبقوته وضعفه ومادته وروحه وما يتعرض له من تقلبات نفسية وتأثره بالواقع الذي يعيش فيه وغير ذلك، وبالتالي فلا يمكن إغفال كل هذه المسائل والحكم على الناس بأنهم كفار يستحقون القتل لأنهم لم يسلكوا مسلك المتشددين والغلاة والمتطرفين.
وتابع عفيفي، «إننا في الموسم الثقافي نعمل على تحليل الواقع في ضوء النصوص الشرعية والرد على شبهات المتشددين والتكفيريين من خلال منهج علمي يعتمد على فقه الواقع، وأهمية تصحيح الموروثات الثقافية الخاطئة التي علقت بأذهان فئات من الناس نتيجة سطحية الفهم وشكلية النظر ممن يجعلون أنفسهم أوصياء على عقول الناس، إننا نعمل على بيان هذه الآفاق لوعاظ الأزهر حتى يستطيعوا مواجهة تيارات الغلو والتكفير والإرهاب».