x

شهادات في شعر محمود درويش

الإثنين 10-08-2015 11:18 | كتب: ماهر حسن |
الشاعر الراحل محمود درويش الشاعر الراحل محمود درويش تصوير : أ.ف.ب

فاروق شوشة .. شاعر لكل الإنسانية
كان الوصف الذى ارتبط به اسم الشاعر محمود درويش هو شاعر المقاومة بالرغم من وجود شعراء فلسطينيين سبقوه فى سياق شعر المقاومة ومنهم إبراهيم طوقان وفدوى طوقان.

أيضا فإن درويش باستيعابه للثقافة الإنسانية القديمة والحديثة من خلال إتقانه للغة العبرية التى ترجم إليها الفكر الإنسانى كله استطاع أن يكون مثقفا إنسانيا عالميا وأن يتمثل فى شعره ديوان الشعر الإنسانى كله كما ترجم إلى العبرية.

وأخيرا فإن درويش قبل أن يودع العالم نجح فى أن يعطينا الإحساس والوعى بأن شعره لم يكن فقط للفلسطينيين وإنما أعطانا قناعة بأنه شاعر للإنسانية كلها ولكل إنسان يناضل أو تعرض للتشريد أو للعيش فى الشتات كما يعيش شعبه الفلسطينى، إذن فشعر درويش ليس حكرا على الفلسطينيين أو الهم الفلسطينى كما أنه ليس وقفا علينا نحن العرب وإنما هو ملك للتجربة الشعرية والإنسانية فى العالم كله

أحمد سويلم .. الشاعر العظيم يأتى من الألم العظيم

من مقولات الشاعر العظيم وليم شكسبير «الشاعر» العظيم يأتى من الألم العظيم وألم الشاعر هنا يتجسد فى الإحساس بالمعاناة الذاتية ومعاناة الآخرين من البشر ومعاناة الأوطان، ومن ثم يكون الشاعر العظيم شاعرا إنسانيا يعيش حياة البشر ويعيش البشر فى أشعاره ومن هؤلاء الشعراء الذين خلدتهم البشرية شكسبير ولوركا ورامبو والمتنبى والمعرى وأبو فراس الحمدانى ومنهم وبكل ثقة محمود درويش ويحتل محمود درويش القمة الشعرية العربية فهو يمتلك تجربة شعرية عميقة كان الشعر فيها سلاحه الذى يقاوم بها كل شىء ومنها العدو الصهيونى ويسجل به عروبته وأصالته ويسطر بها حضارة العرب وانتصاراتهم ويحذر من يهادن ومن يخون وينقش به على جدار حروفا خالدة لاتقبل الضعف والهوان، وقد جسد درويش فى تجربته سيرته الذاتية لكنه لم يتحدث عن نفسه فى الحدود الضيقة بقدر ما عبر عن جموع أهله ومواطنيه فى مواجهة الظلم والعدوان كما حرص فى تعبيره أن يكون إنسانيا يمتد لتجارب الإنسان الذى يعانى أينما كان مكانه ووطنه.

د. محمد عبد المطلب .. تزوج مرتين

«هناك واقعتان جميلتان تربطاننى بالشاعر الكبير محمود درويش الأولى أنه بعد أن توفى تكلم عنه كثيرون ومما ذكروه ما قاله فى موضع من قصيدته «جدارية» جاء فيه ما معناه أنه بعد موته سيظهر من يقول إنه كان صديقه وتظهر من تدعى أنها كانت زوجته، وقال معظم من قدموا دراسات عنه أنه لم يتزوج إلا أخت نزار قبانى، فترددت طبعا أن أكتب أننى حضرت الزواج الأول لمحمود درويش وكانت تلميذة لى وهى فتاة مصرية تعرف عليها وتزوجها لأشهر ثم انفصلا، أما الواقعة الثانية كنا فى عمان وكانت هناك ندوة له، وعقدت الندوة فى الحادية عشرة صباحا وفوجئت أن عدد الحاضرين فى هذه الندوة لا يتجاوز الثلاثين فملت على محمود درويش أسأله ماهذا؟ وقال ساخرا محمود درويش ليس فى الصباح إذا أردت أن تعرفه انتظر للمساء. وفى مساء ذلك اليوم كانت أمسيته الشعرية وكانت فى المسرح اليونانى والذى يتسع لنحو خمسة آلاف شخص وبدأ يقول قصيدته الأولى «أحمد الزعتر» والمفاجأة التى أذهلتنى أنه لم يكد يلقى القصيدة حتى وجدت المسرح امتلأ عن آخره والحضور يقولون القصيدة معه وهم يحفظونها عن ظهر قلب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية