هناك حملة منظمة من البعض ضد الأدوية الجديدة المقاومة لفيروس سى والتى للأسف تتخذ منطلقاً سياسياً من باب ضرب كرسى فى الكلوب بدون أى مناقشة علمية، هى حملات تندرج تحت باب الابتزاز والتلويش وصناعة الضجيج الذى بلا طحن، يحرك هذه الحملات غيرة مهنية لدى البعض الذين يعيشون دور عبده مشتاق ولم يتم اختيارهم ضمن اللجنة القومية، والبعض الآخر الذى ينظر لمكاسب عيادته الخاصة التى انخفضت بعد أن أحكمت وزارة الصحة من خلال لجنتها القومية لفيروسات الكبد قبضتها على مسار المرضى وتصنيفهم وترتيب أدوارهم... إلخ، وللأسف نجحت الحملة فى خلق بلبلة لدى الكثير من المرضى، خاصة من خلال نشر شائعة أن فيروس سى قد تحور وأصبح مقاوماً للأدوية الجديدة، ولذلك ستفشل هذه الأدوية!!، وهذا كلام غير صحيح بالمرة والإنجازات ونسب الشفاء تتكلم على أرض الواقع، وهناك الجديد والجديد من طابور الأدوية التى ستحقق بإذن الله حلم القضاء على فيروس سى مثل ما يطلق عليها الكبسولة المعجزة التى تحتوى على أكثر من 4 عقاقير فى كبسولة واحدة فى نفس الوقت وتصل نسب الشفاء إلى 100% فى فترة لا تتجاوز أسبوعا واحدا، ومن المنتظر أن تطرح هذه الكبسولة فى أسواق الدواء فى خلال عام 2017.
توجهت بأسئلتى إلى الصديق د. هشام الخياط، أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهارس، وهو مرجعى العلمى فى مثل هذه الحالات التى تختلط فيها الأمور فطمأننى قائلاَ: التحورات المرصودة إلى الآن غير مؤثرة ولا تؤدى إلى ظهور سلالات متطورة متحورة مستقبلية تقاوم هذه الأدوية لأسباب عديدة منها:
أولا: قصر فترة العلاج فى فيروس سى إلى 3 شهور فى أغلب الأحوال أو 6 شهور فى مرضى التليف مقارنة بعلاج طويل الأمد فى مرضى فيروس بى ومن هنا التحور مرصود ومهم فى فيروس بى لكن غير مؤثر فى مرضى فيروس سى.
ثانبا: ثبت أن العلاج بالكبسولات المركبة أو أخذ عقاقير مجمعة مع بعض مثل السوفوسبفير (السوفالدى مع السيمبرفير (الاوليسيو) يحبط تماما ويمنع هذه التحورات المرصودة ويحبط تكوينها وإذا تم تكوينها يحبط استمرارها وتكاثرها، وذلك لأن كل دواء يحبط تكاثر الفيروس فى محور من المحاور الثلاثة اللازمة لتكاثر الفيروس، ومن ثم أخذ هذه الكبسولات المركبة يحبط تكوين هذه السلالات المتحورة.
ثالثا: ثبت فقط أن هذه السلالات المتحورة التى تم رصدها مع السيمبرفير عندما تم أخذه مع الإنترفيرون معه (سلالة Q80K)- هذا اسم كودى لنوع التحور الفيروسى- لا تحدث ولا يتم رصدها عندما يتم إعطاء السيمبرفير مع السوفوسبفير لأن السوفوسبفير يحبط تكوين هذه السلالة وغيرها، ولذا فإن السوفسبفير هو العمود الفقرى لعلاج فيروس سى وباستثناء (مركب الـ3 دى والتريو ومربع ميرك)، هذه أسماء كودية للأدوية الجديدة، فإن السوفوسبفير هو العمود الفقرى للعلاج ومانع السلالات المتحورة.
رابعا: لكى يحدث تحور مؤثر يجب حدوث ما يطلق عليه قدرة للسلالة المتحورة على التكاثر وهذا لا يحدث مع أغلب السلالات المتحورة للسوفوسبفير مثل (S282T) اسم كودى للتحور، حيث إن هذه السلالة وغيرها إذا حدثت لا تتكاثر ولا يوجد لها قدرة على التكاثر ومن ثم فهى غير مؤثرة.
ويتضح مما سبق أنه لا خوف إطلاقا لحدوث مقاومه للعلاج للأسباب الأربعة السابقة، وإذا حدث فى أحوال نادرة جدا سيكون الحل هو أخذ كبسولة مركبة أخرى، وهذه نعمة كبيرة لوجود مجموعة كبيرة من الأدوية البديلة تجعل القضاء على فيروس سى فى المستقبل القريب وشيكاً.