x

«هفينتجون بوست»: التقارب المصرى- الأمريكى هو الأهم منذ عهد «كيسنجر»

الأحد 09-08-2015 15:47 | كتب: علا عبد الله ‏ |
نسخة ضوئية من تقرير الصحيفة نسخة ضوئية من تقرير الصحيفة تصوير : آخرون

رأت صحيفة «هفينتجون بوست» الأمريكية أن «هناك مؤشرات على إحياء الحوار الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة، بعد 6 سنوات من الانتظار»، في إشارة إلى زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى مؤخراً للبلاد، وهو ما اعتبرته دليلاً على تقارب العلاقات بين البلدين.

وجاء، في التقرير، الذي نشرته الصحيفة للباحثين في الشؤون السياسية إرميا بودين وزياد القلينى، بعنوان: «آفاق العلاقات الاستراتيجية المصرية- الأمريكية»، الأحد، أن هذا التقارب «يوفر فرصة لتوسيع نطاق التعاون بين البلدين، خاصة في المجالات الثلاثة الذي ناقشها كيرى مع نظيره المصرى سامح شكرى، وتمثلت في المخاوف الأمنية، والاتفاق النووى الإيرانى، والإفراج عن المساعدات الأمريكية، مع تحسين وضع حقوق الإنسان في مصر».
ورأى الباحثان، في إطار قراءتهما التحليلية لهذه المحاور الثلاثة، أن «هذه الجولة الأخيرة من المباحثات بين واشنطن والقاهرة تعد من أهم التطورات في العلاقات الثنائية بين البلدين منذ أسلوب (الدبلوماسية المكوكية)، الذي أرساه وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر، بعد حرب أكتوبر عام 1973».
وأرجع الباحثان أهمية هذا الحوار الاستراتيجى بين البلدين حالياً إلى «التطورات الجديدة في الشرق الأوسط، فضلا عن رغبة الإدارة الأمريكية الحالية في ضمان مصادقة الكونجرس على الاتفاق مع إيران، والاستفادة من نموذج القيادة المصرية الجديدة».
وقال الباحثان إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما لا يريد أن تنتهى ولايته دون تحقيق المزيد من الإنجازات في المنطقة، مشيرين إلى أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط «حققت نقلة نوعية بتبنيها مبدأ المشاركة بالوكالة في الأحداث بالمنطقة بدلاً من التدخل المباشر كما كان متبعاً سابقاً».
وأضافا أن «كلا من مصر والولايات المتحدة يعتبران علاقتهما جزءاً لا يتجزأ من استقرار المنطقة، واستئناف عملية السلام، ومواجهة التهديدات الإرهابية العابرة للحدود، على الرغم مما يحدث من توترات بينهما».

وأشار الباحثان إلى دعم الحكومة الأمريكية القيادة المصرية الحالية، أمنياً واستخباراتياً، في مكافحة الإرهاب بسيناء، رغم دعوة منظمات حقوقية مثل «فريدوم هاوس»، و«هيومان رايتس ووتش»، وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى، كيرى للضغط على الحكومة المصرية لتحقيق الإصلاح السياسى في ظل القيود الحالية على المجتمع المدنى وتزايد أحكام الإعدام.

واعتبر الباحثان أن العلاقة بين القاهرة وواشنطن في مجال مواجهة «داعش» والتهديدات الأمنية في سيناء «مهمة جداً، إذ تحتاج مصر كقوة إقليمية رائدة للتنسيق مع أقوى دولة في العالم، فضلا عن أن واشنطن لا تستطيع الحفاظ على مصالحها في الشرق الأوسط دون الدعم المصرى، خاصة أن القاهرة لعبت دوراً محورياً في نزع فتيل النزاعات في قطاع غزة، وليبيا، واليمن».
وعن الاتفاق النووى مع إيران، رأى الباحثان أن الولايات المتحدة «تحاول التأثير في المجتمع الدولى، للاعتقاد بأن العالم سيكون مكاناً أكثر أمناً في ضوء الاتفاق مع طهران، وتسعى لتوفير ضمانات لمصر وحلفائها من دول مجلس التعاون الخليجى لكيفية التعامل بعد تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع».
وفيما يتعلق بربط المساعدات الأمريكية الخارجية بوضع حقوق الإنسان في مصر، قال الباحثان إن «إدارة أوباما لم تفرج عن المساعدات للحكومة المصرية بعد مرسى، لتغيير الصورة النمطية عنها بأنها تدعم الأنظمة المستبدة».

وأوضح الباحثان أنه «لا يوجد عذر لقمع الحكومة المصرية المتظاهرين السلميين، كما لا يوجد عذر لانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الولايات المتحدة في أي دولة أخرى في السياق ذاته»، لكنهما أكدا أيضا أن «هذا لا يعنى أن كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية خاطئة، إذ إنها كانت تحاول مكافحة الإرهاب الداخلى الذي يسعى لزعزعة استقرار الدولة».
ودعا الباحثان كلا من مصر والولايات المتحدة إلى الجلوس والتحدث معاً، لاستكشاف بدائل قابلة للتطبيق في التعامل بين البلدين، لتجنب أي مواقف شائكة متوقعة الحدوث في المستقبل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية