x

يحيى الجمل عظيمة يا مصر! يحيى الجمل الأحد 09-08-2015 21:32


هذا هو الإحساس الذى أحس به فى هذه الأيام الرائعة المجيدة التى نمر بها حقاً عظيمة يا مصر ليس فقط لأنها أم الهرم وليس فقط لأنها تحتضن النيل العظيم وأنما لأنها أيضاً حاضنة قناة العرب القديمة والجديدة على حد سواء. حقاً عظيمة يا مصر يا من قام شعبك بثورتين متتاليتين أزاح فى الأولى حاكماً استطاع أن يجرف مصر من كل شىء طيب وأن يختم سنوات حكمه التى طالت أكثر من المعقول والمقبول فى هذا العصر أن يختم سنوات حكمه بتحالف بين رأس المال والسلطة وأن يجرى انتخابات هى الأكثر تزويراً فى تاريخ الانتخابات المصرية رغم كثرة التزوير وكونه كان القاعدة.

ولعل الميزة الوحيدة لهذا الحاكم العنيد أنه عندما أدرك أن الشعب وجيشه العظيم انصرفا عنه أعلن تنحيه وجنب مصر حرباً أهلية كانت ستأكل الأخضر واليابس.

ولما اختطفت الثورة الأولى مِمَن لم يساهم فى قيامها وقامت فى مصر فاشية دينية ضلالية تتستر بالإسلام والإسلام منها برىء براءة الذئب من دم بن يعقوب وأدرك الشعب العظيم هذا الضلال والزيف قام بثورته الثانية فى الثلاثين من يونيه وفى الثالث من يوليه احتضنت ثورته واستدعت جيشها العظيم واستطاعا معا – الشعب وجيشه – أن يزيحا حكم الضلال والبهتان وانطلقت ثورة حقيقية وبدأت خريطة طريق جديدة.

حقاً عظيمة يا مصر.

وقد حاول الكارهون لمصر والحاقدون على مصر وعلى جيش مصر وعلى سبيكة شعب مصر التى صهرتها القرون والحقب منذ الفراعنة وجعلت من هذا الشعب سبيكة واحدة لا تستطيع مهما أوتيت من فراسة أن تميز بين مسلم ومسيحى وإنما هم جميعاً فى توافق وانسجام حتى إن بعض الكنائس حماها المسلمون عندما أراد أهل الضلال إحراقها.

حقاً عظيمة يا مصر.

ولكى تتأكد عظمة مصر ها هى ذى الكنيسة الأرثوذكسية أن تصدر كتاباً بمناسبة افتتاح القناة الجديدة بعنوان «رسالة سلام من أم الدنيا لكل الدنيا» ويكتب مقدمة هذا الكتاب قداسة «البابا تواضروس الثانى» بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. واختتم قداسته تلك المقدمة القيمة فى هذه المناسبة الرائعة بقوله «إن الجدية هى عنوان ما شاهدناه سواء فى التخطيط والتحضير أو فى الأداء والتنفيذ أو فى المتابعة والالتزام.. هذا هو مفتاح النجاح فى أى مشروع: الجدية هى مفتاح النجاح».

حقاً عظيمة يا مصر.

وليست الكنيسة المصرية فقط التى أشادت بافتتاح قناة السويس الجديدة واعتبرتها إنجازاً ضخماً ورائعاً وسيفتح لمصر أبواب الخير وييسر على العالم طرق الملاحة البحرية – ليست الكنيسة المصرية فقط وإنما حتى الكنيسة الكاثوليكية – كنيسة روما – والتى يمثلها فى مصر الأستاذ الدكتور الأنبا يوحنا قلته - يقول نيافته إن قناة السويس الجديدة هى فى حد ذاتها هزيمة مدوية للإرهاب وضربة غير مسبوقة للمنظمات الإرهابية. ورغم ما تعانيه مصر من حرب شرسة ضد الإرهاب فإنها استطاعت أن تحقق مشروعاً عظيماً وأن تغير من جغرافية المنطقة. وأضاف نيافته – والذى أعتز اعتزازاً شديداً بمعرفته والتعلم من علمه الواسع واستناراته – يضيف نيافته أنه على المستوى العربى والإقليمى ظهرت مصر عظيمة ضاربة فى أعماق التاريخ الفرعونى والقبطى والإسلامى وشقت قناة جديدة. لن يستطيع أحد أن يقول بعد الآن «تزحزح مصر» وأن شق القناة الجديدة كانت استجابة لرغبة عميقة فى أعماق الشعب المصرى كان فى حاجة إليها.

هذا بعدما قاله الفيلسوف – المحاضر فى الفلسفة ومن أبوابها الفلسفة الإسلامية – الأنبا يوحنا قلته ممثل الكنيسة الكاثوليكية فى مصر.

حقاً عظيمة يا مصر.

وإذا تركنا الكنيسة واتجهنا إلى أهل العلم المخلصين لعلمهم ووطنهم يرون أن ما حدث بالنسبة للقناة الجديدة هو معجزة بكل المقاييس.

تقول الدكتورة سامية الساعاتى أستاذ علم الاجتماع وعضو المجلس الأعلى للثقافة إن شرف قناة السويس الجديدة كشف بوضوح عن إيجابيات الشخصية المصرية وعن العزم والإصرار والتحدى فى مواجهة أصعب المواقف. إن مشروع القناة هو نتاج عمل الشعب المصرى كله وقد استطاع ذلك الشعب العظيم أن يحقق نقله نوعية فى حاضره ومستقبله.

حقاً عظيمة يا مصر.

وتجرى احتفالات فى يوم السادس من أغسطس الماضى فى جو أسطورى رائع لقد جاء العالم كله إلى مصر ليشاهد هذه المعجزة التى غيرت كثيراً من حقائق التاريخ والجغرافيا. جاءت وفود من الغرب والشرق ومن الشمال والجنوب.

حوالى ألف زائر من أكثر من مائة وعشرين دولة وآلاف الصحفيين وعشرات وكالات الأنباء العالمية.

رئيس الجمهورية الفرنسية أولاند ضيف شرف الاحتفال وأمير الكويت ورئيس وزراء روسيا الاتحادية ميدفيدف ورئيس لبنان وملك الأردن وملك البحرين الافتتاح العظيم.

وهكذا يشارك العالم كله مصر فى فرحتها وفى إتمام معجزتها التى تمت على يد أبنائها عملاً وتخطيطاً وتمويلاً.

حقاً عظيمة يا مصر.

وفى نهاية ذلك اليوم الرائع ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة شكر فيها الوفود الحاضرة وأرجع ذلك النصر العظيم إلى الشعب المصرى.

وأقيم فى آخر اليوم حفل مسائى اشتمل على شقين: شق شرقى أحياه الموسيقار العظيم عمر خيرت. تمتعنا به جميعاً وشق غربى إذ عرضت مقطوعة من «أوبرا عايدة» التى احتفت بها الأوبرا التى حرقها الإهمال كما يحرق كل شىء طيب فى مصر.

وانتهى ذلك اليوم يوم النصر العظيم على خير.

حقاً عظيمة يا مصر.

والله المستعان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية