شنت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية هجوما حادا على قناة السويس الجديدة، واتهمت مصر بتجاهل خسائر إسرائيل في مجالات السياحة والصيد والكهرباء بسبب المشروع الجديد، وكشفت عن تشكيل فريق من الباحثين، بينهم إسرائيليون، للضغط على الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة من أجل منع مصر من حفر القناة.
ووصفت الصحيفة المشروع بأنه أكبر مشروع حفر عرفه العالم في السنوات الأخيرة، لكنها قالت إن الخبراء يحذرون من أن القناة الجديدة ستزيد من نقل «الغزاة البحريين» إلى البحر المتوسط.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، السبت، أن الدراسات العلمية أثبتت أن حفر قناة السويس الأصلية، التي افتتحت عام 1869 تسببت في نقل 350 نوعًا من الأسماك المهاجرة، التي انتقلت عبر القناة، من البحر الأحمر والمحيط الهندي إلى البحر المتوسط.
وقالت إن الخبراء يصفون قناة السويس بأنها واحدة من أهم منافذ تسلل الغزاة البحريين، من أسماك مفترسة وكائنات بحرية، إلى البحر المتوسط، مما ترتب عليه إلحاق الضرر بالأسماك المحلية، بل وانقراض أنواع معينة منها.
وأضافت أن الضرر لا يتوقف عند التأثير على نوع معين أو آخر من الأسماك، وإنما يتعلق بإحداث خلل في النظام البيئي الدقيق، الذي يشكل ركيزة أساسية في حياة سكان البحر المتوسط من الكائنات البحرية.
وذكرت أن ازدهار الأصناف الغازية والمفترسة وصل في أماكن معينة إلى نسب ضخمة، خاصة أنه في البيئة الجديدة لم يكن هناك منافسون أو كائنات بحرية مفترسة للأنواع الجديدة، حتى يمكن التعويل عليها لحفظ التوازن البيئي هناك ومنع تزايد الأصناف الجديدة.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن قناة السويس الجديدة ستؤدي إلى معاناة الشواطئ، خاصة الإسرائيلية منها، من تضاعف أعداد ما يعرف بـ«قناديل البحر»، التي وصفتها بأنها من الغزاة البحريين التي يرجع موطنها الأصلي إلى المناطق الاستوائية.
وأضافت أن قناديل البحر التي تضرب الشواطئ الإسرائيلية جاءت عن طريق قناة السويس منذ عشرات السنين وازدهرت منذ ذلك الحين.
وقالت إن الأضرار التي تسببها هذه القناديل لا تتوقف عند حد اللسعات المؤلمة للمصطافين أو البقع الجلدية المؤلمة التي تخلفها، وإنما تمتد أضرارها إلى الصيادين والسياحة، فضلا عن الضرر الذي تسببه بمحطات توليد الكهرباء، التي تعتمد على مياه البحر في تبريد المفاعلات، وتضطر إلى وقف سحب المياه أكثر من مرة كي تكافح الكميات الضخمة من قناديل البحر التي تتجمع في حوض التبريد بكل مرة.
ونقلت الصحيفة عن مجموعة باحثين من حوض البحر المتوسط، من بينهم الدكتورة الإسرائيلية بيلا جاليل، من المعهد القومي الإسرائيلي لعلوم البحار والمحيطات، إن أسراب قناديل البحر التي تجمعت في شهر يوليو الماضي بطول عشرات الكيلومترات على الشواطئ الإسرائيلية الممتدة بين عسقلان ونهاريا، ليست سوى مقدمة لقطار طويل من قناديل البحر التي ستهاجم إسرائيل.
وأعرب هذا الفريق من الباحثين عن قلقه الشديد من التغيرات السلبية التي سترافق قناة السويس الجديدة.
ووفقًا لهؤلاء الباحثين، بدأ تنفيذ السيناريو الأسوأ الذي يشمل غزوًا من جانب أنواع من الأسماك السامة مثل أسماك «هلاجينون هماراك»، التي تعيش في أعماق البحر المتوسط، وتحتوي على سم الأعصاب من نوع تترودو توكسين الذي يسبب الشلل، أو الوفاة في حالات معينة.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن هذه المجموعة الدولية، التي تضم 18 خبيرا متخصصا في البيولوجيا البحرية حثت الحكومة المصرية على إجراء مسح لتأثير القناة على البيئة قبل حفر قناة السويس الجديدة.
وكشفت الصحيفة أن هذه المجموعة مارست ضغوطا على مسؤولين في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة من أجل الضغط على مصر للاستجابة لتعديلات المعاهدة الدولية للتنوع البيولوجي.
وأقرت الصحيفة بأن هذه الضغوط لم تثمر عن أي شيء، سوى احتجاج المجموعة الدولية على تجاهل مصر لجهود بحثية امتدت لسنوات طويلة، على حد تعبيرها.