x

عمر حسانين «القناة الجديدة والتحدى الأكبر» عمر حسانين الجمعة 07-08-2015 21:01


بناء الأمجاد لا يأتى من شعارات جوفاء، لكن تسطره الأفعال الحقيقية، وكما تحدى المصريون العالم وبنوا سدهم العالى، وكما أذهلوا الدنيا وحطموا «أسطورة بارليف» وعبروا القناة، بهروا الجميع وأنجزوا قناة السويس الجديدة فى وقت قياسى، حوَّلوها من حلم وأمنية إلى واقع وحقيقة، تسطع كما الشمس فى كبد السماء.

وإنجاز القناة الجديدة هو التحدى الأكبر فى تاريخ الشعب المصرى، ذلك لأن كل الظروف كانت تقف حائلا أمام هذا المشروع، فحين قرر ناصر بناء السد العالى، كانت الجبهة الداخلية وكثير من الشركاء والأصدقاء فى الخارج يقفون سندا يقوى ظهره ويشدون من أزره، عارضته دول استعمارية فقط.

وحين اتخذ السادات قرار الثأر للكرامة بتحطيم «أسطورة بارليف» وعبور القناة، كان الداخل المصرى أشد تلاحما، والدول العربية تقف معه فى نفس الصف، تدعمه عسكريا وسياسيا واقتصاديا، يقاسمونه نفس الحلم والرغبة والإرادة الصادقة، كان الثأر ثأرنا جميعا، ووقفت دول عظمى فى موضع الغطاء الدولى، تهدد من يعوق حلم الثأر.

لكن حلم «القناة الجديدة» لم يكن تحقيقه سهلا، الواقع كان يؤكد استحالته، الجبهة الداخلية مشتعلة، جماعات العنف والإرهاب فرَّقت بين أبناء الشعب الواحد، تبنت حربا خسيسة، تستهدف دماء المصريين وممتلكاتهم، تسعى لهدم الدولة على رأس مَن فيها، تقف فى صفهم دول ذات أطماع فى وطننا، وأخرى تبذل كل جهودها لنظل فى ركب التخلف، وانضمت إلى الجبهة الشيطانية دول عربية وإسلامية، تنفذ مخططات الأعداء بالوكالة، أضف إلى ذلك وضعا اقتصاديا شديد الصعوبة.

وقبِل المصريون التحدى الأكبر، عبروا كل الصعاب، قرروا أن يخوضوا الحرب على كل الجبهات، خاض الجيش والشرطة معركة الفداء ومواجهة الإرهاب، سقط الشهداء، روت دماؤهم الطاهرة مواضع كثيرة من أرض الوطن، وقدم المصريون تحويشة العمر لتمويل مشروع المستقبل، وتكاتفت يد مقاتلى الجيش مع العمال لإنجاز الحلم فى وقت أرغم الدنيا على الانحناء أمامه، واصلت مصر السهر، نهارا مع ليل، حتى أشرق علينا ضياء أمس الأول، لتخرج مصر على العالم فى أبهى صورة، تقدم إلى الإنسانية واحدا من أهم المشروعات.

أشرق يوم السادس من أغسطس، لتتحول منطقة الشرق من مصر إلى قبلة العالم كله، زعماء وحكام ووسائل إعلام ودوائر أعمال واقتصاد، أشرقت شمس هذا اليوم الخالد لتلقى بأشعتها على حلم جديد للعالم، حوَّله المصريون إلى حقيقة، حقيقة تؤكد أن الصحراء التى كانت هناك صارت المشروع الكبير للمستقبل، فيه فرص ذهبية للصناعة، للتجارة، للسياحة، لكل أشكال الرفاهية.

وفى مشهد جمع أصالة الماضى وقوة الحاضر وعظمة المستقبل، شارك أكثر من نصف دول العالم الافتتاح العالمى للقناة الجديدة، وفى خطاب مشهود لزعيم يحمل كل معانى الوطنية، تحدث «السيسى» أولاً إلى شعب مصر، خاطب البطل الحقيقى للإنجاز، تحدث إلى الذى دفع ماله، إلى الذى شمَّر سواعده، إلى الذى تولى الحماية والتأمين، ثم نقل للعالم كيف خاضت مصر معارك على عدة جبهات كى تقدم هديتها للإنسانية.

وتحقق الحلم وصار حقيقة، حلم أنجزه بطل واحد اسمه «العزيمة المصرية»، هذه العزيمة التى خلعت الطغاة مهما كانت قوتهم، عزيمة عزلت الخونة مهما كانت مؤامرتهم، عزيمة لا تقبل مالكا ولا سيدا ولا حاكما إلا إرادة الشعب المصرى وحده، تحية لكِ يا مصر، وعاشت راياتك عالية خفاقة أبد الدهر.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية