x

جمال الجمل القناة بين الزيطة والحيطة جمال الجمل الخميس 06-08-2015 21:33


(1)
الإنجاز مهم بصرف النظر عن كمية التراب، ووعود العوائد المالية المبالغ فيها.

(2)
الاحتفال مطلوب، والاختلاف على الطريقة العشوائية غير المدروسة (إعلان مجلة إيكونوميست مدفوع الأجر نموذجا)، والمبالغات التي تثير سخرية العالم (نموذج لوحة إعلانات نيويورك التي تتضمن شعار: قناة السويس الجديدة «ستغير خريطة العالم»!!)، وعلى الزفة البلدي التي تؤتي بنتائج عكسية (الصحف القومية نموذجا)، وعلى الهدف من الاحتفال نفسه، هل هو: خللي العيال تفرح؟، أم توجيه رسالة للعالم تعبر عن أهمية القناة كمجرى ملاحي دولي في حدود استفادة العالم الواقعية من التطوير، وعدم اللجوء للتهويل والتهليل الإعلامي الذي يضر بمصداقية المشروع.

(3)
مصطلح «قناة جديدة» كاذب، لأن المشروع لم يكن حفر قناة أخرى.

(4)
مصطلح «تفريعة» ظالم، لأن المشروع في صورته النهائية ليس تفريعة كما كان الحال في مراحل التوسيعات السابقة، أما في هذه المرحلة التي تقل عن سابقاتها في المسافة المحفورة، لكنها استكملت (إلى حد كبير) مجرى قناة موازية، بحيث صار العبور في اتجاهين متاحا طول الوقت، وهذا يهبط بزمن الانتظار من 10 ساعات في المتوسط إلى 4 ساعات، وهذه طفرة اقتصادية ومرورية كبيرة لمن يفهم في الاقتصاد وعامل الوقت أيضا.

(5)
طول قناة السويس ١٩٣ كم، تم إنجاز ثلاث تفريعات في عهد عبدالناصر عام ١٩٥٥ بطول ٢٧،٧ كم شملت البلاح (8.9 كم)، والبحيرات المرة (11.8 كم) وكبريت (7 كم)، ما سمح بالملاحة المزدوجة في هذه المسافة، وفي عهد السادات تم إنجاز تفريعة بورسعيد عام ١٩٨٠، بطول (40.1 كم)، وفي عهد مبارك تم إنجاز تفريعة التمساح عام 1984 بطول (4.3 كم)، وتفريعة الدفرسوار عام 1985 بطول (8.4 كم)، وفي هذا المشروع تم حفر (35 كم) في وقت قياسي عالميا، لكن هذا لا يعني أن المشروع أهم من القناة الأصلية، أو من التفريعات والتوسيعات السابقة لأنه يكتمل بها وليس أهمها.

(6)
من حق مصر أن تفرح، لكن ليس على طريقة «اللي يحبنا يضرب نار»، فقد كان الاحتفال بافتتاح التوسيعات السابقة عمليا ومؤثرا، ولم يقلل من الإنجاز، سواء كان خطبة من عبدالناصر، أو مشهد السادات وهو يطلق مجموعة من الحمام الأبيض فوق سماء القناة.

(7)
بخصوص بدلة السيسي، لا يشغلني الأمر كثيرا، لأنني لا أجيد التربص ولا «فنون الألش»، فالعسكرتارية عندي ليست «بدلة»، المهم هو السياسات والتشريعات، وعن نفسي أقول للرئيس: البس ما يعجبك، واحكم بما يعجب الناس.

(8)
تحيا مصر، بلا إحباط، وبلا مبالغات، فكلاهما يهدد مستقبل البلاد والعباد.


جمال الجمل
[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية