x

المخطوطات النادرة فى المسجد النبوى.. مصحف عثمان ورسائل النبى وصحيح البخارى.. لآلئ تضىء قسم المحفوظات

الجمعة 26-12-2008 00:00 |

مصحف عثمان بن عفان، وصفحات من القرآن منقوشة على الحجارة، رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم عليها بصمة خاتمه الشريف، أقلام من الخوص والأبانوس والأحجار، عشرات المقتنيات النادرة، كل ذلك يضمه قسم المحفوظات والمطبوعات النادرة فى المسجد النبوى الشريف بالمدينة المنورة، الذى يتولى رئاسته محمد عبدالرازق الصانع، ويشرف على صيانة المقتنيات النادرة وترميمها المهندس المصرى سعيد منير المعداوى، مستخدماً أحدث جهاز ترميم فى العالم، يحول الهواء إلى غاز الأوزون فى عمليات الصيانة والترميم.

«المصرى اليوم» تفقدت القسم خلال موسم الحج ورصدت التفاصيل.

البداية كانت على بعد خطوات من باب عثمان بن عفان فى المسجد النبوى، تشير لافتة إلى قسم المخطوطات والمطبوعات النادرة، وفى الطابق الثانى توجد صالة العرض ومكاتب المسؤولين، داخل فاترينات من الزجاج شديد الشفافية تعرض المخطوطات والمقتنيات النادرة فى أسلوب شيق ومنسق،

 وعلى بعد خطوات من الباب تظهر مجموعة من الأقلام بعضها من الخوص والأخرى من أخشاب مختلفة كالابنوس، وهناك أحجار على أجزاء منها صفحات من كتاب الله، مدون تحتها أنها جاءت من مصر ويمتد تاريخها إلى ما يزيد على عدة قرون، وفى المنتصف توجد صورة طبق الأصل -ملونة- من المصحف الذى خطه الخليفة عثمان بن عفان، بينما يوجد الأصل فى متحف طوب قابى سراى فى إسطنبول، ويوجد أيضاً كتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بصمة خاتمه الشريف.

ويتكون قسم المخطوطات والمطبوعات النادرة من ثلاث مجموعات رئيسية، هى المخطوطات، والمطبوعات النادرة، والدوريات، ومن المهام الأساسية للقسم حفظ ونشر التراث الإسلامى العلمى المخطوط أولاً، والمطبوع ثانياً، ويساهم فى الحفاظ على التراث الإسلامى والتعريف به والعمل على نشره، إحياءً لمجده العظيم، إضافة إلى ما يقدمه من خدمات جليلة للمهتمين بالتراث العلمى من طلبة علم، وباحثين وجمهور الأمة، ويقف جنباً إلى جنب مع بقية دور ومراكز البحث العلمى ومكتبات العالم الإسلامية، والمهتمة بالموروث العلمى الإسلامى الزاخر.

وتعتبر «الفهرسة والتصنيف» من أجزاء الهيكل التنظيمى المهمة فى قسم المخطوطات والمطبوعات النادرة، التى يعول عليها فى التوثيق والفهرسة، وهى المصدر الرئيسى والمعتمد للمعلومات المتعلقة بأهم مقتنيات القسم، ويوجد بالقسم عدد من المفهرسين المتخصصين من ذوى المستويات العلمية العالية والخبرات الجيدة، يعملون على فهرسة وتصنيف المخطوطات، ووضع كشوفات وفهارس لها، وفق قواعد التصنيف المتبعة فى نظام ديوى العشرى العالمى للتصنيف، مع تحوير بسيط يعتمد على الأرقام عوضاً عن الحروف ليتماشى مع احتياجات القسم، مع الإبقاء على التصنيف العام للفنون كما هو.

وتجرى عمليات الصيانة والترميم للمخطوطات خارج القسم، وتحديداً بالقسم الفنى، وعقب التوسع الذى شهده القسم بضم المجموعات الخاصة إليه واكب ذلك نقلة نوعية كبيرة للقسم فى مجال الصيانة والتعقيم، بإنشاء معمل حديث للمعالجة الكيميائية أسوة بالمراكز العالمية المتخصصة، ويعد الأول والوحيد فى جميع مكتبات المدينة المنورة،

ويقع المعمل حالياً بالدور الثالث بباب عثمان بن عفان، والعمل على تأمين مجموعة من التجهيزات والمعدات الحديثة، على رأسها تأمين جهاز حديث ومتطور للتعقيم يعمل بغاز الأوزون، ويعتبر الأحدث فى هذا المضمار، للاستعاضة به عن الطرق القديمة المتمثلة فى التعقيم بالمواد الكيميائية، بجانب تأمين عدد من التجهيزات الأخرى المرافقة، كأجهزة التنظيف وجهاز الترميم الآلى باستخدام العجينة الورقية، وجهاز قياس درجة الحموضة فى المخطوطات، وجهاز المكبس الحرارى المستخدم فى تغليف أوراق المخطوطات المهترئة، وعدد من الطاولات الخاصة بالترميم والتجهيزات الأخرى.

وكانت تقنية الميكروفيلم من أوائل التقنيات التى سعى القسم لامتلاكها بغرض أرشفة المخطوطات وحفظها وتسهيل إمكانية تصويرها وتحويلها إلى أوراق بالأبيض والأسود خدمة للباحثين، وقد قام القسم بالاتفاق مع قسم المخطوطات بمكتبة الجامعة الإسلامية لتصوير مخطوطات مكتبة المسجد النبوى على أفلام (ميكروفيلم)، وتم تصوير جميع مخطوطات القسم على أفلام ميكروفيلمية، مع سعى القسم لاقتناء عدد من أجهزة العرض الميكروفيلمية لعرض وتصوير هذه الأفلام.

وسعى القائمون على القسم إلى نقل التجليد ولو جزئياً إلى قسم المجموعات الخاصة، وتتم الآن عمليات تجليد المخطوطات والمطبوعات النادرة كخطوة أخيرة من خطوات ترميم وصيانة المخطوطات، إضافة إلى تجليد المصورات الورقية والمطبوعات ذات الصلة بالمخطوطات.

وسعى القائمون على القسم ومنذ بداية نشأته بالاهتمام بـ«المعرض» وأولوه عناية ورعاية خاصة، وكان من نتاج تلك الرعاية وذلك الاهتمام إنشاء معرض دائم يحوى نماذج حقيقية ومجسمة ولوحات للمخطوطات (مصاحف وكتب) وأدوات ومحابر تصور وتحكى قصة المخطوط كجزء من تاريخنا العريق.

أنشئ قسم المخطوطات والذى بدأ بداية صغيرة كجانب من قاعة المطبوعات بباب عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى أن تم التوسع فى المكتبة فأصبح القسم يشغل جناحاً خاصاً فى الدور الثانى من باب عثمان بن عفان رضى الله عنه عام 1414هـ وعليه يمكن اعتبار هذا التاريخ البداية الحقيقية للقسم كجزء مستقل ومنفصل عن باقى قاعات المكتبة، ومنذ ذلك الحين وهو فى نمو مطرد وتطور سريع، نظراً لموقعه المهم داخل الحرم النبوى الشريف، ثم مع مطلع عام 1428هـ تم التوسع فى القسم وزيادة مهامه بإضافة الكتب النادرة والدوريات إليه وتغيير مسماه إلى (قسم المجموعات الخاصة).

وأبرز المخطوطات الأصلية بالقسم:

1- تفسير الإمام الثعلبى المسمى (الكشف والبيان فى تفسير القرآن) ويقع فى خمسة مجلدات والذى نسخ عام 578هـ.

2- كتاب (المعلم شرح صحيح مسلم) أو (المعلم بفوائد المارزى) للإمام (المارزى) يقع فى مجلدين، نسخ أيضاً عام 578هـ وهو بخط مغربى جيد وعدد أوراقه (108) ورقات.

3- الجامع الصحيح للبخارى، عشرون مجلداً، تاريخ النسخ (856هـ) بخط نسخى جيد واضح، استخدم فى نسخه اللون الأحمر لتمييز الأبواب، كما كتبت عليه الحواشى باللونين الأحمر والأسود.

4- الجامع الصحيح للبخارى، نسخة كاملة فى مجلد واحد، تاريخ النسخ (1171هـ) بخط فارسى متقن.

5- مجموع ويحتوى على (55 رسالة) للسيوطى باستثناء الرسائل الست الأخيرة وهو بخط نسخى متقن.

6- كتاب (التوضيح على ابن الحاجب) فى مجلدين كبيرين وبالأول منهما نقص أربع صفحات وكتب بخط كوفى دقيق، تحتوى الصفحة الواحدة منه على (44) سطراً مخلوطاً مدادها بالزعفران، فرغ من نسخه عام (980هـ).

7- مجموع من (48) رسالة جميعها للسيوطى، كتبت بخط مغربى، جميل ومقروء منسوخ باللون الأسود، استعمل اللون الأحمر لألفاظ الرواية (روى، ذكر، وأخرج،..) تم الفراغ من نسخه عام (1275هـ)، وعدد صفحاته (326) صفحة.

8- (الجواهر الحسان فى تقسيم القرآن) للإمام (أحمد بن محمد إبراهيم الثعالبى).

هذا بالإضافة إلى مجموعة نادرة من المصاحف المخطوطة التى تتميز بخطوط جميلة وزخارف بديعة ومذهبة بماء الذهب الأصلى، ورسوم طبيعية بالألوان النباتية.

وأيضاً يوجد بالقسم مصورتان نادرتان هما:

1- نسخة طبق الأصل وكاملة لمصحف عثمان بن عفان المشهور والمحفوظ بمتحف طوب قابى بإسطنبول.

2- نسخة مصورة طبق الأصل وبالألوان وعلى ورق خاص ومجلدة من مصحف مخطوط بخط (على بن هلال المشهور بابن البواب / من أشهر خطاطى العرب القدامى).

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية