كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن كواليس مناقشة السياسة الخارجية داخل البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، الذي أكد أنه لن تتم استعادة الشراكة الكاملة مع مصر حتى يتخذ الرئيس عبدالفتاح السيسى خطوات نحو الديمقراطية الدائمة دون عنف، وأقر بأن قرار استئناف المساعدات العسكرية سيؤدى إلى غضب الجميع.
وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته الاربعاء، أن أوباما أكد خلال اجتماعه بفريقه الاستشارى، وعلى رأسه مستشار الأمن القومى، في مارس الماضى، أن قراره برفع الحظر عن المساعدات العسكرية لمصر «من المحتمل أن يُغضب الجميع»، وذلك بعد حظر إرسال دبابات «إبرامز» وطائرات «إف- 16» وصواريخ «هاربون» بعد ثورة 30 يونيو.
وقالت الصحيفة إن قرار أوباما باستئناف إرسال بعض المساعدات، وحجب بعض المساعدات العسكرية الكبيرة، كأنه رسالة على عدم قبول الأوضاع في البلاد، فيما طلب إعادة النظر في المساعدات الأمريكية لمصر في إطار العلاقات المشتركة، وباعتبارها حليفا استراتيجيا في الشرق الأوسط. وتابعت الصحيفة: «مع استمرار مراجعة العلاقات لأشهر، زاد الإحباط داخل الإدارة الأمريكية، وشدد وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، ووزير الدفاع السابق، تشاك هاجل، على أن الولايات المتحدة تحتاج مصر باعتبارها حليفاً يمكن الاعتماد عليه، وتأمين تسليحه بشكل جيد في المنطقة، فيما أصر مسؤولون بالوزارتين ومعهم السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة، سامانثا باور، وعدد من المدافعين عن حقوق الإنسان، على أن تصدر مصر أي إشارة أولاً عن تحسن الأوضاع، وعلى رأسها الاستعداد لوقف اعتقال المعارضين السياسيين والصحفيين، والإفراج عن المعتقلين في السجن. ولفتت الصحيفة إلى أن الدول الشريكة في الخليج حذرت الإدارة الأمريكية من أن تهميش مصر يأتى في الوقت الذي ينبغى فيه العمل معهم، فقرر أوباما رفع الحظر المفروض على المقاتلات وغيرها من المعدات العسكرية.
وتابعت الصحيفة: «بالنسبة للكثيرين داخل البيت الأبيض كانت سياسة التعامل مع مصر مثالاً ساطعاً على فشل مجلس الأمن القومى في التوفيق بين وجهات النظر المتباينة بين مسؤولى الإدارة الأمريكية اللازمة لاتخاذ قرار رئاسى في الوقت المناسب».