وعَظِيمٌ يعنى هَائِلٌ، فَخْمٌ، وزَعِيمٌ عَظِيمٌ، كَبِيرٌ، قَوِىٌّ، وعَظيم اسم، وعَظيم فاعل من عَظُمَ، وعَظُمَ فعل، وعَظُمَ الشىءُ كَبُرَ، وعظُم الشَّخصُ كَبُر، فَخُم، علَت مكانتُه، وأيضاً عظُم الأمرُ عليه صَعُب وشقَّ (من المعجم).
الحلم المصرى العظيم، هذا ما يدخره الرئيس عبدالفتاح السيسى للمصريين اليوم، أما تفاصيل الحلم فاتركها للرئيس، ولكن لنتوقف عند «العظيم»، لماذا نستهلك المفردة صحفياً وإعلامياً وشعبياً على نحو يُفقدها بريقها ومعناها؟.. لماذا دوما نهتبل العظمة حتى فى أحلامنا؟.. حلمنا دوما عظيم، كلما حلمنا نحلم بالعظمة، وعظمة على عظمة على عظمة.
العظمة أن نحقق الحلم، أخشى من العظمة على الأحلام التى لا تتحقق، لماذا التعظيم ويحمل صعوبة ومشقة، لماذا نشق على أنفسنا، ونصعّب الحلم، احلموا، ولكن لا تشقوا على أنفسكم وتصعّبوا الحلم، من فرط العظمة أخشى الاستحالة، احلم بقدر الممكن لا تحلم بالمستحيل، وإذا كان الحلم ممكناً فلماذا نستعظمه، ونراه عظيماً وهو ممكن، ليس مستحيلاً.
مثل الحلم العظيم، الحلم المستحيل، لماذا هو مستحيل، وإذا كان مستحيلاً فلماذا يستحيل حلماً؟.. الواقعية أم الفضائل، ورأس الحكمة، كلما كان حلمك، حلمنا، واقعياً كان ممكناً وليس مستحيلاً، الاستحالة كالعظمة تورثنا مشقة فى التصديق والتحقيق، ممكن حلم صغير يغير وجه مصر، فقط حلم صالح قابل للتحقيق كحلم شق القناة.
نعم نستطيع، وحصل، يكفى الحلم كونه حلماً، لماذا دوماً الحلم المصرى عظيم، أى صعب، وفيه مشقة، لماذا نصعّب على أنفسنا الأحلام، وقد تحققت فى القنال، قناة السويس كانت حلماً، العظمة فى الإنجاز ليست فى الأحلام، هنا العظمة الحقيقية أن تحلم كإنسان، والعظمة أن تحقق الأحلام، من حقنا أن نحلم، ومن حق الرئيس أن يحلم معنا، ولكن لنكن عظماء ونحقق الأحلام.
الحلم العظيم هو الذى تحقق شرق القنال أما الحلم المستحيل فقصة أخرى، من الحلم العظيم إلى الأحلام الصغيرة، من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر، دعونا من المستحيلات الآن، خلونا فى الممكنات، ضعوا الممكنات فى صدارة الأولويات.
أحلامنا، أولوياتنا صحة وتعليم، فرصة عمل، وأربع حيطان، ووسيلة مواصلات آدمية، ومياه شرب نقية، وإخراج الأحياء من المقابر، ووقف نزيف الدم فى الطرقات، وضمان الأمن الغذائى، واحترام حقوق الإنسان، وإخراج الناس من سجون اليأس والعجز والإحباط، ممكنات، أخشى أنها لا ترد فى قائمة الأحلام العظيمة.
هناك نزوع غريزى عند المصريين للعظمة، الأهرامات عظيمة، أبوالهول عظيم، السد عال، المسلات سامقة، حتى الأبراج السكنية شاهقة، تشهق من متوالية العظمة، لدرجة لم يعد بيننا مَن يحلم طبيعيا، كيف تحلم عادياً بوظيفة وشقة وعروسة.. يا رب.
المواطن نفسه يحلم حلمه الصغير، لقمة صغيورة تشبعنا.. عش العصفورة يقضينا، الأحلام العظيمة لا تترك مساحة للأحلام الصغيرة، العظمة أن نحقق أحلام الفقراء، ونعينهم على الحلم، والأهم العمل على تحقيق الحلم، الأحلام العظيمة كالجبال الشاهقة، الأحلام الصغيرة عظيمة، إن تحققت.