x

محمد أمين «اركبوا معانا»! محمد أمين الثلاثاء 04-08-2015 21:25


ساعات معدودة، وينطلق الحفل التاريخى لافتتاح قناة السويس الجديدة.. لا يفوت الرئيس أن يراجع كل شىء قبل الاحتفال.. خاصة أن زعماء العالم سوف يشهدون هذه اللحظة.. لكن سيبقى هناك مشهدان يعلقان بالذاكرة، وسوف يذكرهما التاريخ فى زحمة المشاهد الإنسانية للقناة.. الأول يوم أعلن الرئيس السيسى إشارة البدء لحفر القناة.. الثانى يوم الافتتاح نفسه، حين يكون هناك ممثلون للشعب صاحب الفرح!

لم يعد الرئيس هو صاحب الفرح وحده.. لم يعد صاحب الفضل الأول والأخير.. بل أصبح هناك شركاء فى الفرح.. ليسوا من وجهاء مصر، وإنما من عامة الشعب.. الرئيس بالتأكيد سعيد بمشاركة الزعماء، لكنه أيضاً سعيد بمشاركة شعبه فى هذه اللحظة.. هذه ميزة السيسى بكل تأكيد.. لا ينسى أنهم أصحاب الفرح.. لا ينسى أن يقول لهم «تعالوا معانا».. سيكون لهؤلاء مكان على يخت «المحروسة» مثل «السيسى» نفسه!

يقدم السيسى فى هذه المناسبة التاريخية درساً لكل شعوب العالم.. يقول إن الشعب هو الذى يحكم.. يقول إن الشعب هو الذى ثار.. هو الذى اختار الرئيس، فى انتخاب حر مباشر.. يقول: الشعب هو الذى وقف معه.. وهو الذى خرج يطالب بوجوده على رأس البلاد.. وهو الذى فوضه ليحارب الإرهاب.. وهو الذى أخرج أمواله من تحت البلاطة ليدعم الفكرة.. السيسى إرادة شعب، من أول الرئاسة، وحتى حفر القناة الجديدة!

كثيرون يُنكرون حين يعتلون كرسى العرش.. لكن فرحة السيسى لا تكتمل بغير ممثلى الشعب.. كان هناك من يمثل الأجيال القادمة، لحظة إعلان بدء الحفر.. ومن المؤكد أن هؤلاء الأطفال والشباب سوف يشاركون تحقيق الحلم.. كثيرون شككوا فى جدوى المشروع.. شككوا فى اكتمال الحفر.. شككوا فى العائد.. شككوا أيضاً فى كل شىء.. من أول إلقاء أموال الغلابة فى البحر، حتى قالوا إنها بلاعة توشكى جديدة!

اليوم يتباهى السيسى بالحاجة زينب وغيرها من رجال ونساء مصر.. لا ينسى يوم تبرعت بحلق العمر.. ولا ينسى يوم أمر بوضعه فى مكان بارز بمتحف الرئاسة.. ولو كنت أكتب الخطاب الرئاسى لقلت هذه هى مصر.. هؤلاء هم المصريون.. لم يبخلوا بأغلى شىء عندهم.. لم يبخلوا بما عندهم لتكون مصر آمنة ومستقرة.. قد تكون هى وغيرها على يخت المحروسة.. هؤلاء هم صناع البهجة وصناع الفرحة والأمل!

المشاهد الإنسانية هى التى تبقى.. سيرى العالم كيف يمد الرئيس يده لأطفال مصر! كيف يمد يده للحاجة زينب، كى تركب معه! فى يوم انطلاق المشروع كان هناك أطفال ومعاقون.. لا شىء يمنع وجودهم هذه المرة.. هذه أمور غاية فى الأهمية.. لا أعرف كيف يفكر القائمون على الحفل! لكن خصوصيات الشعوب لا يمكن تجاهلها.. السيسى نفسه لا ينسى هذه الأشياء.. من أجل ذلك تربع الرئيس على عرش القلوب!

نحن لا نسوّق مصر سياسياً واقتصادياً فحسب، وإنما نسوّق قيمنا وحضارتنا.. نحن نسوق تجربتنا الديمقراطية.. خاصة أنها تعتمد على «شراكة شعبية» لا تقف عند حد المشاعر فقط، وإنما تمتد للتبرع بأغلى ما عندها.. تجربة المصريين فى شراء شهادات القناة تحتاج للدراسة، وتجربة المصريين فى الحفر معجزة بكل المقاييس!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية