x

رامي جلال مغفورة لى خطاياى! رامي جلال الثلاثاء 04-08-2015 21:18


ما إن تلح حاجة الناس حتى ينشط كل من العلم والخرافة لتلبيتها، ويفوز منهما من يتوافق مع صفات كل شعب. وتحدث الأزمة حين تتماهى الفواصل بين العلم والشعوذة، وبين الدين والأسطورة.

الصعلوك المتسكع فى دروب الدين مثلى سيجد فى الأحاديث مثلاً ما يستحق التأمل فى ضوء ما سبق. أحد الأحاديث النبوية تقول إن «من قال إذا أصبح مائة مرة وإذا أمسى مائة مرة: سبحان الله وبحمده، غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر». (سهلة جداً!).. حديث آخر يقول إن «من قال سبحان الله، الحمدلله، لا إله إلا الله، الله أكبر يُغرس له بكل واحدة شجرة فى الجنة». (ما نفع الأشجار بالجنة؟ هل سيكون لكل منا مزرعته؟ أم سنستظل بها؟ وهل بالجنة شمس؟ وهل هى حارقة لأهل الجنة؟).. وفى مكان آخر يُقال «من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة فى الجنة». وفى موضع ثالث: «من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له بيتا فى الجنة». (الآن أصبح عندنا بيت ونخلة وأشجار، وبالبحث أكثر قد نبنى ممتلكاتنا الخاصة بأحدث التشطيبات).

كما أنه يمكننا، تبعاً لحديث آخر، الفوز بألف حسنة ومحو ألف خطيئة عبر التسبيح مائة تسبيحة. أما ترديد «دعاء السوق» فيكفل لنا «ألف ألف حسنة»، ويمحو «ألف ألف سيئة»، ويرفعنا «ألف ألف درجة»، مع الحصول على بيت فى الجنة (غير البيت الأول). كما أنه من «صلى فى يوم وليلة اثنتى عشرة ركعة بُنى له بيت فى الجنة». (نحن الآن فى طريقنا لافتتاح شركة «الفردوس» للعقارات).

السؤال هنا، إن صحت تلك الأحاديث، هل تُفهم بالمعنى الحرفى أم المجازى؟ الأولى تحول الدين لدعوات تواكلية والثانية تجرده من الأسطورة.

كل الأديان جعلت من اتقاء الله إنقاذاً للإنسان، فإسلامياً «من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب» (بعض التفاسير ترى أن هذه الآية قد تكفى وحدها الناس لو أخذوا بها «مثل تفسير الشيخ ابن تيمية»).. ومسيحياً «من يتق الرب يحصل على صداقة صالحة» (بعض التفاسير تذهب إلى أن تلك الصداقة هى علاقة مع الله «مثل تفسير القس أنطونيوس فكرى»).

أخى القارئ، إن كنت لا تؤمن بالمحتوى السابق، فلماذا قد تغضب منى؟ وإن كنت تؤمن به فقد ارتكبت أنا خطأ وسوف أستخدم إحدى الطرق السابقة لمحو ذنوبى، وبالتالى فلا داعى للغضب أيضاً؛ فإن كان الله سيغفر لى خطاياى تبعاً لإيمانك، فلتغفر لى أنت أيضاً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية