رسم الصراع المحتدم في سوق الانتقالات الصيفية الحالية بعض تفاصيل المنافسة على لقب الدوري المصري في الموسم المقبل «2015 – 2016».
وقبل طيّ صفحة النسخة الأطول في تاريخ المسابقة، كانت الأندية تتهافت على خدمات مجموعة بعينها من اللاعبين في تكرار لسيناريو الموسم الماضي الذي خرج منه الزمالك فائزًا بنصيب الأسد من الصفقات التي ساعدته على احتضان الدرع بعد غياب طويل.
وحسم الزمالك المسابقة رسميًا قبل انتهائها بجولتين، وكانت كل المؤشرات منذ انطلاق النصف الثاني تؤكد أن الكتيبة البيضاء هي الأقرب للتتويج، في حين كانت المنافسة على أشدها في قاع الجدول حتى اللحظات الأخيرة من الموسم.
قطف الثمار
المؤشرات الأولية للمنافسة على لقب الدوري موسم «2015 – 2016» تشير إلى تكرار الصراع الثنائي المعتاد بين الأهلي والزمالك، خاصة بعدما نجح الفريقان في ضم مجموعة بارزة من اللاعبين مبكرًا.
وقد يكون فارق الـ9 نقاط الذي فصل بين ثاني الترتيب، الأهلي، وبين الثالث فريق إنبي مرشحًا للزيادة في الموسم الجديد لنشهد حالة منافسة ثنائية خالصة لا تشوبها شائبة «الحصان الأسود» أو «الوجه الجديد على المنافسة».
قصّ الزمالك جناحي إنبي بعد ضم محمود عبدالمنعم «كهربا» وبعدما أصبح على بعد خطوات من أحمد رفعت، واقتنص مهاجم المقاولون الواعد محمد سالم والظهير الأيسر للفريق نفسه شريف علاء، إضافة إلى المخضرم أحمد حسن مكي، مهاجم حرس الحدود، وظهير المصري محمد جمعة، ويبدو إبراهيم عبدالخالق، قائد سموحة، في طريقه إلى ميت عقبة أيضًا.
أمّا الأهلي فدعم وسطه بصالح جمعة، لاعب إنبي العائد من رحلة احتراف بالبرتغال، وضم محمد حمدي زكي، مهاجم الاتحاد، إضافة إلى جناح مصر المقاصة، أحمد الشيخ، والثنائي الإفريقي ماليك إيفونا وجون أنطوي، مع عودة «الجوكر» أحمد فتحي، ويتردد أن الإعلان عن انضمام عمرو السولية، لاعب الإسماعيلي المتألق، للقلعة الحمراء أصبح «مسألة وقت» ليس أكثر.
قطف الفريقان ثمار الدوري اليانعة ليعزز كل منهما فرصه في التتويج محليًا وأفريقيًا في الموسم المقبل وما زالت رحلة البحث عن وجوه جديدة داخل مصر وخارجها مستمرة.
المركز الثالث
بعد بداية قوية ساعدته على تصدر الترتيب فترة طويلة تراجع فريق إنبي ليحتل المركز الثالث برصيد 70 نقطة، ولم يجد الفريق البترولي صعوبة في حجز هذا المركز المؤهل لكأس الكونفيدرالية الأفريقية، حيثُ كان الفارق بينه وبين أقرب منافس مصر المقاصة 6 نقاط كاملة.
ويبدو أن الصراع على المركز الثالث الذي يتأهل صاحبه لكأس الكونفيدرالية، سيشهد منافسة قوية بين إنبي، الذي يمتلك قطاع ناشئين لا تنضب مواهبه، ومصر المقاصة والإسماعيلي ووادي دجلة، إضافة إلى فريق سموحة الذي تعثر الموسم الماضي بشكل مفاجئ في منافسات الدوري الممتاز، ومعها المقاولون، وذلك وفقًا لنتائج الفرق في الموسم المنتهي ووفقًا لتحركاتهم في سوق الانتقالات حتى الآن.
إنبي رحل عنه جمعة وكهربا وفي الطريق لخسارة خدمات أحمد رفعت، لكن النادي البترولي يثق في قطاع ناشئيه الذي يقدم العديد من المواهب كل موسم وهو ما أكده إمام محمدين، رئيس القطاع، في تصريحات صحفية مؤخرًا، مشيرًا إلى أن الفريق «لن يتأثر برحيل نجومه».
المقاصة، مفاجأة الموسم الماضي، يواجه تحديًا صعبًا للاستمرار في أحد المراكز المتقدمة بعدما قرر المدرب إيهاب جلال إحداث تغييرات جذرية في الفريق بعرض 10 لاعبين للبيع ووضع 5 آخرين على لائحة الإعارة وبعد انتقال أحمد الشيخ أبرز لاعبي الفريق للأهلي.
ورغم أن المقاصة تحرك سريعًا ونجح في ضم أحمد داودا وعلاء شعبان، لاعبي المصري، وصالح موسى، من الزمالك، ومحمد عطوة، مدافع الترسانة، ومحمود عبدالعاطي، مدافع نجوم المستقبل، وأسامة إبراهيم، ظهير أيسر سوهاج، وبات قريبًا من ضم نانا بوكو، من الشرطة، إلا أن قدرة الوافدين الجدد على تقديم نتائج إيجابية تبقى محل شك.
وينتظر الفريق، الذي يُصنف مدربه إيهاب جلال من أفضل مدربي الموسم الماضي، التحرك لضم لاعبين في خط دفاعه ومهاجم أفريقي، وفقًا لتصريحات مسؤوليه.
سموحة، الذي يمتلك فريقًا متزنًا، قرر دخول سوق الانتقالات بقوة ليعزز فرصه في المنافسة محليًا وأفريقيًا، تحت قيادة مدربه الجديد محمد يوسف، ضم الفريق السكندري 11 لاعبًا دفعة واحدة عزز بها مختلف صفوفه، أبرزهم محمود عزت من «المقاولون» وثنائي الداخلية أحمد تمساح وحسام باولو وإسلام محارب من الجونة.
وكان سموحة قريبًا من لقب الدوري موسم «2013 – 2014» كما بلغ نهائي الكأس في الموسم نفسه.
الإسماعيلي، نقطة قوته الرئيسية في الموسم الجديد تتمثل في تعيين أحمد حسام «ميدو» مديرًا فنيًا للفريق بما يمتلكه من طموح وقدرة على تحفيز اللاعبين ظهرت خلال الفترة التي أشرف فيها على تدريب الزمالك.
ودعم الدراويش خط دفاعه بسعد حسني، الظهير الأيمن للجونة، وطه عادل، من دجلة، وفي الوسط ضم عماد حمدي من المنصورة، إضافة إلى مصطفى «عفروتو»، وفي الهجوم استعان بمجموعة من الوجوه أبرزها مروان محسن، العائد من رحلة احتراف غير موفقة في البرتغال.
الإسماعيلي أنهى الموسم الماضي في المركز السادس برصيد 55 نقطة وكان الفريق قادرًا على القفز للمركز الخامس في الترتيب لولا قرار الفيفا بخصم 6 نقاط من رصيده.
الرهان في وادي دجلة مختلف، ليس فقط على الوافدين الجدد، وأبرزهم عصام الحضري وكريم نيدفيد، المعار من الأهلي، وليس على المدرب المتألق حمادة صدقي، ولكن على الناشئين الذين دفع بهم الفريق في النصف الثاني من الموسم الحالي من مواليد 1995 و1996.
وأنهى دجلة الموسم الماضي في المركز الخامس برصيد 61 نقطة.
أمّا المعلم حسن شحاتة، المدير الفني للمقاولون العرب، والذي فقد عناصر بارزة في تشكيلته، مثل محمود عزت وشريف علاء ومحمد سالم بسبب انتقال الأول لسموحة والثاني والثالث للزمالك، إضافة إلى فسخ عقود 9 لاعبين دفعة واحدة، فهو مطالب بــ«إحراز بطولة في الموسم الجديد»، وفقًا لتصريحات صحفية لأعضاء مجلس إدارة النادي.
ورغم صعوبة المنافسة على لقب الدوري بالنظر إلى الفوارق بين لاعبي الفريق ولاعبي الأهلي والزمالك إلا أن شحاتة يحاول التواجد في مراكز متقدمة من الترتيب، ما دفع المعلم للتعاقد حتى الآن مع 13 لاعبًا أبرزهم أحمد خيري من الأهلي ومحمد شعبان من الزمالك.
أمّا المنافسة على الابتعاد عن الهبوط فمرشح لها كالعادة الوافدون الجدد على المسابقة، أسوان وغزل المحلة والإنتاج الحربي، مُضاف إليها الفرق التي تذيلت ترتيب الموسم الماضي، مثل اتحاد الشرطة والداخلية.