مكاسب أرسنال من مباراة ظهيرة السبت ضد تشيلسي لا تحصى. هو أولًا حقق بطولة رابعة في عامين بعد 9 سنوات دون بطولات، وثانيًا كسر «فينجر» أخيرًا تفوق «مورينيو» الكاسح عليه، وثالثًا هناك جانب نفسي مهم في شعور الفريق البطل والذي –بالضرورة- يتفوق في مواجهاته ضد الأبطال، وحين يحدث ذلك في غياب نجم الفريق الأول أليكسيس سانشيز.. فإنها مباراة مهمة فعلًا.
في المقابل، تشيلسي لم يخسر الكثير في المباراة، ربما لم يخسر أكثر من اللقب، ولكن تعامل «مورينيو» مع فريقه وانطلاقته في الدوري ستكون حاسمة جدًا للموسم الجديد كله، والذي سيعاني فيه من منافسة أكثر كثيرًا مما حدث في الموسم الماضي.
تحليل لأداء أرسنال خلال اللقاء:
- قلنا من قبل في تحليلات الموسم الماضي، وبالتحديد في مباراة «مانشستر سيتي وأرسنال» على ملعب الإتحاد، أن موسم 2013-14 كان حاسمًا ومغيرًا جدًا بالنسبة لفكر أرسين فينجر مدرب الفريق، الرجل الراديكالي جدًا فيما يخص الكرة الهجومية.. تخلخلت قناعاته قليلًا بعد الخسارة 6-3 و5-1 و6-0 ضد خصومه المباشرين في المربع الذهبي.
لذلك صارت طريقة أرسنال في المباريات الكبرى أكثر برجماتية، الاندفاع أقل، والالتزام الدفاعي في حالة فقدان الكرة أعلى كثيرًا، لازال ينقصه لاعبين أكثر حدة وقتالية دفاعيًا –لأنه لا يملك حاليًا إلا «كوكلين» و«كوسيلني»- ولكن في العموم الفريق أصبح أثبت على الأرض، وفي الموسم الماضي لم يخسر أي مباراة بنتيجة كبرى.
- هذا الأمر ينطبق تمامًا على مباراة السبت، أرسنال منذ بداية اللقاء كان يلعب 4-2-3-1 في حالة الهجوم، سرعان ما تتحول لـ4-4-1-1 في الحالة الدفاعية.
رباعي الدفاع، يعود رامزي وتشامبرلين لخلق رباعي خط وسط بعرض الملعب لغلق المساحات، مع وجود «أوزيل» قرب دائرة المنتصف بانتظار تحويل هجمة مرتدة إلى «والكوت».
- أرسنال لم «يركن الأتوبيس» في الشوط الثاني، أسلوب الكثافة الدفاعية كان أصلًا هو الطريقة منذ بداية المباراة، الفارق فقط أن تشيلسي امتلك الكرة أكثر، وهو أمر طبيعي باعتباره الفريق المتأخر، فأصبح أرسنال في موقف الدفاع ورد الفعل بصورة أكبر وباعتمادية أعلى على الهجمات المرتدة بعد زيادة المساحات، وهي الهجمات التي أوصلت «جيبس» و«كازورلا» و«جيرو» لانفرادات محققة وفرص خطيرة أمام «كورتروا».
- خطأ «فينجر» في تشكيل اللقاء كان في البدء بـ«بيلرين»، الظهير المبشّر جدًا ممتاز في الإضافة الهجومية، سريع وجرئ، ولكن دفاعيًا وضد فريق بقوة تشيلسي ينقصه خبرة كبيرة في التمركز والتصرف في مواقف 1 ضد 1، خصوصًا أن ثنائته مع «ميرتساكر» ناحية اليمين كارثية، لذلك فطوال الشوط الأول اعتمد «مورينيو» على الهجوم من تلك الناحية ووصل كثيرًا جدًا. وكان واضحًا أن «ديبوشى» -صاحب الخبرة الكبيرة في الدوري الإنجليزي- سيكون أأمن دفاعيًا.
تدارك الخطأ لم يأتِ بتغيير «بيلرين» بقدر ما أصبحت المهام الدفاعية أكبر على «تشامبرلين» ثم «رامزي»، فخف الضغط على الأسباني.
- «كوكلين» هو رجل المباراة، الوحيد في وسط أرسنال الذي (يضغط) و(يقاتل) لاسترجاع الكرة، شاهد تلك الصورة مثلًا التي تحكي كل شيء:
كم مساحات ضخم، مع وجود أكثر من لاعب من تشيلسي في وضعية مريحة لاستلام الكرة –من ضمنهم «هازار» الذي سينفرد في الثواني المقبلة- لأن لا ضغط جماعي جيد ولا تمركز جيد. باستثناء الـ«كوك»، ومشكلة أرسنال الكبرى أن هذا اللاعب لا بديل له، لو ضمن «فينجر» ألا يصاب سيكون من المفهوم عدم جليه لخط وسط مدافع، ولكن مع 50 مباراة بالمتوسط خلال الموسم.. سيعتمد على «كوكلين» فقط؟ هل يدرك معنى أن البديل هو «أرتيتا»؟ وحجم الكارثة التي ستحل بالفريق لو أصيب الفرنسي الشاب؟
- أرسنال يحتاج لمهاجم! لا يمكن الرهان من جديد على مزاجية «جيرو» أو (محاولة) جعل «والكوت» مهاجم –وهي المحاولة التي فشلت لأربعة مواسم على التوالي!-، أرسنال فريق جماعي رائع يحتاج لمهاجم «كلاس إيه»، وأي حديث على «دوري» أو «دوري أبطال» دون استقبال مهاجم أساسي سيكون من قبيل العبث.
- «تشيك» أضاف للفريق (الثقة) قبل أي مردود فني، «ميرتساكر» يجب أن يكون احتياطيًا لـ«جابريال»، «كوسيلني» رائع جدًا!
تحليل المباراة من جانب تشيلسي:
- طوال أيام ما قبل اللقاء حاول «مورينيو» استخدام أسلوبه المعتاد في الحرب النفسية ضد «فينجر»، تصريحات ذكية أحيانًا وسخيفة وغير رياضية في أحيانٍ أخرى. فوز «فينجر» من الناحية النفسية وتحديدًا بعد حرب التصريحات الممتدة طوال عامين –بدءًا من «متخصص في الفشل» ووصولًا إلى أخاف من «توني بوليس أكثر منك»-.. فقدان (البطولة) بعد كل ذلك هو خسارة «مورينيو» الأكبر.
- لا خسائر كبرى، ولكن مساءلات حقيقية لقدرة فريق الموسم الماضي على لعب موسم آخر بنفس القوى، هل يستطيع «مورينيو» التأكد من أن رباعية «إيفا، تيري، كاهيل، أزبليكويتا» ستظل تلعب 9 أشهر مرة أخرى دون إصابات؟ «ماتيتش» و«فابري» و«هازار» لن يصابوا أيضًا؟ هل «فالكاو» بمستوى الموسم الماضي وشوط الموسم الحالي يمكن أن يعوض «كوستا» فعلًا؟
- تشيلسي عقيم جدًا هجوميًا حين يتوقف «هازار» عن الحركة أو لا يكون في يومه، «ويليان» في الحقيقة حاول كثيرًا، خصوصًا في الشوط الأول، وكان أفضل لاعبي تشيلسي خلال اللقاء، ولكن مع ذلك هناك بطء وقلة إبداع في بناء الهجمات والحلول، خصوصًا مع افتقاد «ريمي» و«فالكاو» لذكاء التحرك الذي يمكن أن يمنح «فابريجاس» الفرصة لصنع «أسيست».
- دفاعيًا، لا يمكن الحكم على أن الفريق أضعف من الموسم الماضي، حيث أن انفرادات أرسنال وفرصة الخطيرة، التي كانت لتجعل النتيجة 3 أو 4 – 0، جاءت في وقت انفتحت فيه الخطوط في الربع ساعة الأخيرة. ولكن مع ذلك متوسط مستوى رباعي الدفاع بشكل عام أقل، وإخراج «مورينيو» لـ«تيري» و«أزبلكويتا» لم يكن مبررًا كثيرًا.
- أين «كواردرادو»؟ هل دفع «مورينيو» كل هذا الأموال من أجل أن ينزل «فيكتور موسيس» حين يتأخر في النتيجة؟ هل نحن على أعتاب «دي بروين» أو «شورله» أو «صلاح» جديد؟
- «ماتيتش» لازال من أفضل لاعبي الارتكاز في العالم، «فابري» قوي وذكي جدًا هجوميًا ولكنه «يسرح» أحيانًا في مهام لاعب الوسط المساند في الحالة الدفاعية، «راميريز» كان جيدًا ولكنه أضاع أهم فرصة لتشيلسي لتعديل النتيجة.
- على الأغلب كل خصوم تشيلسي سيكونون أقوى هذا الموسم، إلى جانب الطموحات المفترضة في دوري الأبطال. قائمة الفريق الحالية وكبر سن بعض من أهم لاعبيه، وعدم وجود بدائل جيدة لمعظم المراكز الأساسية، كل ذلك ينبئ أنه من المستحيل القتال على كل الجبهات.