تضع شبكة تليفزيون النهار لنفسها «ستايل خاص» فى المحتوى الذى تعرضه وتسير وفق خطة محددة تتغير وفقا للأوضاع التى يمر بها المجتمع المصرى. وأكد الإعلامى عمرو الكحكى، مدير عام الشبكة، أن القناة ترفض الانسياق وراء أكذوبة نسب المشاهدة التى تعتمد عليها القنوات الأخرى، وأنه لا نية مطلقا لإغلاق قناة النهار اليوم.. وإلى نص الحوار:
■ عرضت شبكة «النهار» عددا كبيرا من المسلسلات الدرامية خلال شهر رمضان، لكن ابتعدتم عن المسلسلات ذات التكلفة العالية، ما السبب؟
- لا توجد قناة لا تتمنى تقديم أعمال ضخمة، لكننا نفعل ذلك لكن بدرجات ولا تستطيع أن تستحوذ على كل الأعمال الضخمة وعرضنا هذا العام مسلسلى «العهد والجريمة» ذات الإنتاج الضخم، والجمهور فى رمضان يظل يبحث عن الأعمال الجيدة دون النظر إلى نجومية الفنان، لذلك لدينا قناعة بأن الاستحواذ على كل الأعمال ذات الإنتاج الضخم من المستحيل اقتصاديا، فمثلا عادل إمام حقق نجاحا كبيرا فى أول ظهور له على شاشة التليفزيون بعد فترة غياب نظرا لاشتياق الجمهور لمشاهدته، ومن وجهة نظرى المتواضعة كان لابد أن يبتعد عن الشاشة لمدة عام حتى يشتاق إليه الجمهور، لكنه سيظل رمزا وإيقونة دون جدال.
■ وعلى أى أساس يتم اختيار هذه الأعمال؟
- لدينا فى شبكة تليفزيون «النهار» فريق عمل متميز لديهم كفاءة عالية، ولدينا قناعة بأنه لا يستطيع أى شخص أن يعمل بمفرده، بل وفق خطط محددة، فمثلا منذ 3 سنوات لم يكن لدينا تخطيط واضح، قبل رمضان بأيام قليلة كنا نشترى أعمالا للعرض نتيجة للوضع السياسى المضطرب، لكن قررنا عدم تكرار هذا الأسلوب، وخططنا على مدار العام بشكل كامل بمعدل كل 3 شهور خطة محددة بما فيها شهر رمضان، ومن مارس 2012 أعلنا عن فتح مجال لسوق درامية خارج رمضان، وأيضا تحديد برامج الفورمات ومواعيد عرضها، والنجاح الذى تحقق حدث بسبب شغل المجموعة والتخطيط المسبق.
■ دخلت القناة فى مقارنة مع أكثر من فضائية بسبب برنامج المقالب «التجربة الخفية»، خاصة لأن البرامج الأخرى تم تصويرها فى الطائرة، فهل تشعر بالرضا عن هذه التجربة؟
- بمنتهى الوضوح والصراحة غيرنا من فكرة «التجربة الخفية»، حيث إن الفنان يخوض التجربة وهو مستعد تماما لفكرة القفز من الطائرة، والسباحة فى الفضاء، لذلك لا يصلح أن تكون هذه القفزة هى المقلب، لكن الخضة على الفنان شادى الفونس الذى يدعى أنه سقط من الطائرة وأصيب، وأيضا وجود عطل فى المظلة الخاصة بالفنان، ونحن لا نضع الفنان تحت الضغط النفسى الذى قد يؤدى إلى أضرار عنيفة، وفضلنا أن نقدم كاميرا خفية بقدر المستطاع «نظيفة»، وبشكل شخصى وبعيدًا عن توجهات ومتطلبات السوق.. كمية الخطر الموجودة فى برامج المقالب لابد أن تخف حدتها، ويمكنك مقارنتها ببرامج المقالب فى أوروبا وطريقة عرضها، وهناك حد معين للضغط النفسى على الفنان، ولابد أن تخشى من حدوث كارثة حقيقية.
■ ولماذا قررتم عرض برنامجى كاميرا خفية فى رمضان الماضى؟
- فضلنا عرض الزفة 2 كنوع من استثمار نجاح الجزء الأول الذى تم عرضه العام الماضى، وهذا طبيعى ومنطقى جدا وموجود حتى فى الأفلام العالمية، النجاح يولد نجاحا حتى تصل إلى مرحلة تستنفد خلالها كل طاقاتك الإبداعية، وفى اللحظة المناسبة تتخذ قرار التوقف، وهذا أيضًا نجاح.
■ العام الماضى أصدرت «النهار» بيانا صحفيا أكدت خلاله عدم قبولها إعلانات إضافية، حرصا منها على المشاهد، وبالرغم من زيادة الجرعة الإعلانية فى رمضان هذا العام فإن القناة لم تصدر بيانا مماثلا؟
- الحكم على الموضوع يتم تحديده وفقًا للخريطة، وتخضع لفكرة النسبة والتناسب، كانت لدينا 10 مسلسلات معروضة، وهذا يحتم عرض جرعة معينة من الإعلانات حتى لا تؤثر على الخريطة، ولا بد أن ندرك أيضا أن الفن يحتاج إلى تكلفة، فشركات الإنتاج تسعى لتحقيق ربح مادى، والقنوات تعرض هذا المنتج على أمل تحقيق مكسب أيضا، لذلك يوجد لديك حلان: الأول إما أن تضع إعلانات أو تعمل وفقا لنظام الشبكات المشفرة، وهناك ثمن لابد أن يتم دفعه، لأن الفن متعة، لذلك الجمهور يذهب إلى السينمات ويدفع ثمن التذكرة، كما أن الجرعة الإعلانية مهمة لتطوير القناة، وفى النهاية أحب أن أوضح أن الإعلانات كانت محسوبة بدقة فى الخريطة ولم يحدث أى تأثير بسبب زيادتها.
■ ما رأيك فى شركات الأبحاث والمشاهدة ونتائجها؟
- فى البداية أحب أن أوضح أننا لا نعترف بشركة «إبسوس» ولا تعنينا.
■ لماذا؟
- لأسباب كثيرة، منها عندما طلبنا منهم العينات حتى نتأكد من النتائج وحتى يطمئن قلبنا ففوجئنا بالرفض، كما أن هذا الموضوع يخضع للمنطق، فلو الشركة وضعتنى رقم 10 فى ترتيب المشاهدة لكن بشكل محكم ومنطقى فبالتأكيد سوف نتدارك الأمور وسوف أطور من نفسى وأوجه استثماراتى بشكل سليم، هذه البحوث بالغة الأهمية، لكن لابد أن تكون متقنة، وهذا العام كان التعاون مع شركة «تى. إن. إس»، وهناك أيضا معلنون وشركات تقوم بعمل أبحاث خاصة بها وتظهر نتائج مختلفة، خاصة لأن البحوث فى مصر تخضع لطريقة الاتصالات التليفونية، ومن وجهة نظرى بعض الدول طورت من هذه الطريقة واستعانت بجهاز يتم وضعه فى جهاز الاستقبال ومن خلاله يقيس نسبة المشاهدة مثل بيروت.
■ فى ظل تقليص الفضائيات للخسائر، هل هناك نية لغلق قناة «النهار اليوم» فى ظل وجود مردود إعلانى منخفض؟
- قناة «النهار اليوم» مستمرة ولا توجد أى نية لغلقها، تعلمنا خلال الفترة الماضية أن الظروف والاضطرابات السياسية أثرت بشكل مباشر على الإعلانات خاصة، لأن التغطية لمثل هذه الأحداث تستحوذ على أوقات كثيرة مما يؤثر على نسبة الإعلانات، وبالتالى يقل دخل القناة مما يؤثر على موعد صرف الرواتب والأجور وخلافه، لكن بعد افتتاح قناة «النهار اليوم» تركت فرصة للمشاهدين الذين يرغبون فى مشاهدة الأحداث السياسية بينما من يبحث عن الترفيه والمسلسلات وخلافه، فأمامه قناة النهار العامة، وبذلك أحافظ على القناة العامة ولم أغفل حق الجمهور فى المعرفة ومتابعة الأحداث السياسية.
■ فى ظل انسحاب عدد من القنوات الرياضية من السوق المصرية بسبب أزمة توقف الدورى، فما هو مصير قناة النهار رياضة؟
- القناة مستمرة حتى فى ظل توقف الدورى، وحتى هذا العام كانت هناك تهديدات كثيرة بعدم اكتمال الدورى، لكنها صناعة مثل فتح مواسم الدراما فى ظل توجه معظم الفضائيات لشراء المسلسلات التركى، وكاد ذلك يتسبب فى كارثة للصناعة فى مصر، ونفس الأمر ينطبق على كرة القدم، فلابد أن نتحمل جزءا من الأزمة، ولابد أن تنظر للصورة كاملة، وأن تقدم رسالة وتستكمل مسيرتك فى الرياضة، نظرا لأننا أيضا ننفق بشكل معقول بعيدا عن البذخ، وهذا منحنا فرصة لأن نلقى الضوء على صناعات أخرى نحن فى حاجة لها.
■ ما السر وراء زيادة جرعة برامج الرقص على قناة «النهار»؟
- دعنا نتحدث بوضوح أكثر، هناك قنوات لديها جرعة الغناء غير مسبوقة، ولم تكن هناك جرأة أن نخوض مغامرة تقديم برامج فى الرقص بالرغم من أنها برامج دولية تمتع الجمهور، فمثلا «الرقص مع النجوم» برنامج مسابقات يحتوى على شق فنى يحمل إمتاعا وأيضا تابلوه حركيا وديكورات مبهرة.. إذن هناك متعة، ونظرا لنجاح هذه النوعية من البرامج قدمنا منها مواسم جديدة.
■ ولماذا عرضتم برنامج «رايتنج رمضان» فى اللحظات الأخيرة بل فى اليوم الثانى من رمضان؟
- البرنامج طلب أن يعرض لدينا فى رمضان، والشركة المنتجة كانت تسعى لعرضه على شاشات النهار لأسباب كثيرة أهمها وجود قناة مصرية تعرض هذا المحتوى الذى يضم مجموعة مسلسلات مصرية، كما يوجد لدينا تعاون مع قنوات فضائية فى دولة الإمارات مثل تعاونا مع قنوات لبنانية.
■ ما حقيقة أن برنامج «نجم الشعب» يواجه أزمات قد تؤثر على خروجه للنور، خاصة بعد تأجيل موعد عرضه؟
- منذ البداية وقد أعلنا أن البرنامج سوف ينطلق خلال شهر أكتوبر، بينما الخلاف الذى أثير بسبب «حكيم وموقفه من الجزائر» تم حله ولا يوجد فيه أى خلاف.
■ هل الهجوم الذى تواجهه ريهام سعيد يؤثر على مدى مصداقية القناة؟
- ريهام مذيعة متميزة جداً، ولديها مصداقية كبيرة، وتعمل باجتهاد، وتسافر وتتنقل بين أماكن كثيرة خلال فترات زمنية متقاربة حتى تصل إلى أفضل تغطية وأفضل أحداث، لكن يحدث جدل أحيانا حول بعض الحلقات مثل الجن والعفاريت والإلحاد، وهى أشياء موجودة بالفعل فى مجتمعنا، وبعد عرض حلقات العفاريت حققت نسبة مشاهدة عالية جدا، وتلقينا اتصالات كثيرة من شخصيات مهمة تطلب رقم الشيخ المعالج بخلاف نسبة المشاهدة غير العادية على اليوتيوب، فهناك من يقبل ومن يرفض، والنقد أمر طبيعى، ونجاح ريهام سعيد فى تقديم هذه الوجبة الدسمة أجبر قنوات كثيرة على تقليدها وتقديم نفس الأفكار، وفى النهاية الجمهور هو الحكم.
■ المنافسة مطلوبة؟
- بالتأكيد مطلوبة لكن لو كانت منافسة شريفة، لكن أن تصل لدرجة أن يتم دفع أموال لفتيات حلقة العفاريت لتكذيب ريهام سعيد.. ولو هناك أى فبركة ستقع ريهام لأن «الكذب مالوش رجلين».