من الواضح أن زمن المعجزات لم ينتهِ، ولكن على المسرح السياسى المشهد مستمر، فأمام العالم تدشن مصر قناة السويس الجديدة وتدعو أم الدنيا كل الدنيا أن تشاركها فرحتها وتقدم اليد للاستثمار والتجارة والتواصل والاتصال.. تحية واحترام للقائد والجيش والشعب على هذا الالتزام.. وردا على إطار الاتفاق الإيرانى النووى مع الأمريكان كان على الأرض العديد من التطورات أهمها الإصرار من الجيش المصرى على تأمين الأرض والشعب ومحاربة الإرهاب، خاصة بعد أن كشفت الأيام والمواقف المتناقضة أسرار التحالفات بين الدول وأجهزة المخابرات التى تدعم هذه الميليشيات التى تهدد أمن مصر إن كانت داعش أو بيت المقدس أو حماس.. إلخ، ثم قامت قوة التحالف العربى فى اليمن فى اليوم الثانى على الاتفاق بالرد الواضح بتحرير عدن مدينة ومطارا وميناء من الحوثيين وعملاء إيران الموجودين..
فوجد الأمريكان إرسال وزير خارجية مرة ووزير دفاع للمنطقة للشرح وبث الاطمئنان مرة أخرى للدول التى تشكل كتلة صلبة أمام الخطط والمؤامرات التى لم يجدِ معها كثيرا الكلام فأرسلت الطائرات الأباتشى الموعودة للجيش المصرى وتحاول إعادة الثقة مع الإدارة الأمريكية عن طريق تنفيذ بعض الوعود والاتفاقات..
وخاصة أن مصر والسعودية تعلمان جيدا أنه قد تم تغيير قواعد اللعبة السياسية بعد الاتفاق وسيجعل إيران تمتد أكثر بنفوذها فى المنطقة فى العراق وسوريا ولبنان (الهلال الفارسى) والتدخل المذهبى السياسى فى دول الخليج، فهناك الكثير من العملاء لها فى الإعلام والتجارة والسياسيين الموالين يجدون طوق النجاة لهم بهذا الاتفاق..
وهنا مربط الهدف أن تضعف مصر بالضغط عليها فى الشارع للتقارب الإيرانى فى الرأى العام لتبتعد عن التحالف الأهم وهو الاقتصادى والعسكرى مع السعودية، والدليل أن إيران أعلنت فتح باب الدخول والزيارة لأراضيها بُدون فيزا لعدد من الشعوب ومن أهمهم المصريون، على أمل رد الفعل بالتوافد من المصرىين ،هذا بجانب الرد بتسهيلات من الحكومة المصرية معها!
كان رد الرئيس بقوة العلاقات السعودية وإعلان القاهرة حتى تقف فتاوى المحللين والصحفيين السياسيين!
فإياكم ثم إياكم يا أصحاب القرار التهاون هذه الفترة مع إيران فهى تستعرض الآن، أمام الأمريكان، قدرتها كدولة إقليمية مسيطرة على أكبر عدد من شعوب المنطقة وعلى أهم دولة محورية عربية وأفريقية، مصر التى تملك أكبر حدود مع إسرائيل وأقوى جيش انتصر على المؤامرات والخطط الدولية. إن العلاقات يجب أن تكون ندية وبعد أن تعطى إيران ضمانات عملية وليس كلاما باحترام أمن مصر ومساحتها الجغرافية السياسية وتسليم الموجودين لديها من إرهابيين مصريين والتوقف عن دعم الإخوان وتدريب حماس ولا تدخل ميليشيات مسلحة لتهديد الاستقرار.
أراهنكم لن تستطيع لأنها تبحث فى استعادة النفوذ وهى لا تدرك أن الدولة الفاطمية ذهبت بلا عودة واستردت أم الدنيا الهوية المصرية إلى نهاية الدنيا، فلن تفلح أقلام وأبواق ومحاولات عملائك يا إيران فى مصر أو دول الخليج، فالمخلصون للوطن هم فقط من يعلمون أن حدود مصر وأمنها العربى لا يجب أن يترك فى يد إيران والأمريكان.
gailne.gabr @yahoo.Com