قال أيمن نور، مؤسس حزب «الغد»، إن «الدكتور محمد البرادعى يشبه فى طريقة وضعه للشروط من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة من يريد مصر على طريقة زواج الصالونات».
وأضاف فى حواره مع «المصرى اليوم» ضمن سلسلة «حوارات مستقبل الحكم فى مصر» أن «حزب الوفد لا يملك مرشحاً حقيقياً لخوض انتخابات ٢٠١١، إلا عن طريق تزكية جمال مبارك».
وعن عمرو موسى، أوضح أن له «جذورا عميقة مع النظام وخروجه عن الطوق خطوة غير مأمونة العواقب». واستطرد: «المجتمع الدولى لن يكون سعيداً بمن يأتى للرئاسة على حصان التوريث أو من خلال نفى الآخر»... وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى سيناريو انتخابات الرئاسة فى مصر عام ٢٠١١؟
- بطبيعة الحال هى انعكاس لما سيحدث من متغيرات المرحلة بين عامى ٢٠٠١ و٢٠٠٩، والواقع الآن لا يقدم دلالات كافية لما سيحدث فى ٢٠١١، والأيام المقبلة مرشحة لتفاعلات كثيرة على جميع المستويات الحاكمة والمعارضة والأسماء المطروحة أيضاً، وانتخابات ٢٠١١ محكومة بمخاوف وخبرات، والمجتمعان المصرى والدولى ينتظران أن تقدم مصر حلولاً أفضل من ٢٠٠٥.
■ هل ترى تجربة ٢٠٠٥ سيئة؟
- أنا لست من أنصار الذين يأخذونها على محمل أنها سيئة أو جيدة، هى مليئة بالتغيرات والأخطاء والتجاوزات، ولكن وجود تجربة الانتخابات الرئاسية فى حد ذاتها تطور إيجابى.
■ البعض يرى أن حصولك على المركز الثانى دليل على نزاهة الانتخابات فى ٢٠٠٥ ما رأيك؟
- منذ اللحظة الأولى لم تكن نزيهة، أنا لدى شكوك فى أن الرئيس مبارك تقدم لهذه الانتخابات، وبالتالى ينعكس ذلك على ما تم بعدها.
■ ولماذا لم يتم التلاعب فى النتائج وتكون الخامس أو السادس وليس رقم (٢)؟
- النظام لم يكن لديه رغبة أن أكون موجوداً أصلاً لا ثانياً ولا ثالثاً ولا عاشراً، ووضح ذلك فى إعلانه عندما كان يذكر المرشحين على غير ترتيبهم فى قائمة الترشيح بحيث أكون أنا آخر اسم يقال، وذلك يصب فى اتجاه أنه ليس هناك مرشح ثان سوى الدكتور «نعمان جمعة»، ولكن حجم التغيير الذى حصل فى النتائج لتضخيم الأرقام التى حصل عليها الرئيس لم يعطهم الفرصة للانشغال بأمر آخر لأنه كانت لديهم «كارثة حقيقية» تتمثل فى محاولة رفع نسبة الأصوات التى حصل عليها الرئيس مبارك بغض النظر عن النتائج الحقيقية التى لا يعلمها أحد حتى هذه اللحظة، وأنا لا أدعى أن لدى أرقاما حقيقية.
■ إذن أنت تتخيل أن تكون «الأول» فى هذه الانتخابات وتفوز على الرئيس مبارك؟
- أعتقد أننى كنت الأول فى كثير من المحافظات، وعندما تجمع هذه النتائج تجد أنها غير متصلة إطلاقاً بالنتائج التى أعلنت فمثلاً فى ٤ أو ٥ محافظات كان ترتيبى متقدما على السيد الرئيس مثل شمال سيناء، ولدى بيانات كاملة عن هذا الموضوع وهى محل كتاب أقوم بإعداده.
والمعلومات التى توفرت لدينا منذ أول لحظة لدخولى لجنة الانتخابات هى حصولى على ٢٢.٥٪ ولقد قال لى أحد مسؤولى اللجنة «لا داعى لمسألة الطعن أنت عندك فرصة مقبلة لا تغلق الأبواب».
■ من هذا المسؤول؟
- أحد المسؤولين فى اللجنة.
■ تشعر بأن نسبة ٢٢.٥٪ هذه حقيقية أم لا؟
- بصراحة، ليست لدى معلومات لكننى علمت بهذا الرقم.
■ نسبة ٢٢.٥٪ لا تنجح شخصا؟
- لم تكن لدينا احتمالات النجاح من أول جولة لا لى ولا للرئيس، فالاحتمالات كانت تتجه نحو الإعادة، وأقول وبشكل واضح لو كانت هناك إعادة فى الانتخابات الرئاسية ٢٠٠٥ لتغيرت النتائج كثيراً جوهرياً لأن هناك قطاعا عريضا توقع نجاح الرئيس بشكل قاطع ولم يكن لديه أمل فى أن تحدث هذه النتيجة، ولو كانت هناك إعادة كنت ستجد أعداداً كبيرة جداً شاركت فى الإدلاء بأصواتها لم تكن لتراها من قبل.
بعض اللجان مثل الإسكندرية كان بها مستشار بحجم المستشار هشام البسطويسى تستطيع أن تعرف من خلالها الأرقام الحقيقية وكانت لدينا نتائج صناديق بها مندوبون لنا يعرفون الأرقام الصحيحة تماماً، ولكن النتيجة العامة للمحافظة لم يعرفها أحد، وعلى مستوى الجمهورية وضعت أرقام لا يعرف من وضعوها مصدرها، وعندما تسألهم: «الرئيس مبارك حصل على كم صوت فى الـ٢٩ محافظة تفصيلاً».. لا يعرف أحد.
■ ترشيح الدكتور نُعمان جمعة، هل أضر بك أم أفادك؟
- الحقيقة أن ترشيح الدكتور نُعمان كان مؤشرا سياسيا، لأن النظام فى مصر كان يرغب فى أن تكون كتلة تصويت المعارضة فى اتجاه واحد، ويتصور أنه بترشيح جمعة سيعطيه فرصة للحصول على قناعات التصويت الاحتجاجى، ورغم أن البعض تصور فى وجوده تقليلاً من فرصى إلا أن الحقيقة كانت غير ذلك لأن الناس فى مصر لديها حساسية شديدة وقدرة على الفرز.
والدكتور «نعمان» لم يخض الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس مبارك ولكن كان يخوض الانتخابات الرئاسية ضدى أنا شخصياً، بينما كنت أنا أخوض الانتخابات ضد الرئيس مبارك.
■ البعض قال إن الأصوات التى حصلت عليها أصوات رفض وأصوات الإخوان؟
- مسألة الإخوان.. كلام ثبت أنه غير صحيح، وهناك دراسات من «الأهرام» تؤكد أن الإخوان لم يكن لديهم موقف معى ولا ضدى، ولم يكن لديهم تعليمات بالتصويت لـ«أيمن» أو ضده، وباستثناء الدكتور جمال حشمت فى دمنهور لعلاقة وموقف شخصى كان لديه كتلة للأصوات ولست متأكداً منها، ولكن كانت هناك مؤشرات وعرفت أن شباب الإخوان فى البحيرة صوتوا لى.
■ وأصوات الرفض؟
- أصوات الرفض لا يحكم أحد عليها بمعنى أنه من الممكن أن تكون هناك أصوات رافضة لى وذهبت للرئيس مبارك ولكن الحقيقة أن لدخول نعمان جمعة فضلا كبيرا علىّ أنا شخصياً، وهو أعطانى حجماً حقيقياً من التصويت والتأييد الشعبى كان انعكاسه واضحاً فى الشارع..
■ أنت خرجت من السجن وقلت إن لديك دوافع وأسانيد قانونية لصلاحية ترشيحك لرئاسة الجمهورية؟
- الحديث عن الموقف الأخير ليس موجوداً نحن نستند إلى ما قبل وقت الانتخابات وأنا حتى الآن لست مرشحاً من قبل حزب الغد وعندما يقرر الحزب أنى مرشحه فسأستجيب.
■ حزب الغد لديه إشكالية فى الترشيح فالرئيس الحالى هو موسى مصطفى موسى؟
- لا هذا كلام غير صحيح لأن هناك أحكاماً قضائية قاطعة فهم أوقفوا تنفيذ الحكم وقدمنا له استشكالاً لوقف التنفيذ لكنه رفض، وبالتالى الأحكام القضائية فى صالحنا.
■ لكن ذلك كان آخر قرار للجنة شؤون الأحزاب؟
- نحن لدينا حكم قضائى نهائى واجب النفاذ ولم تنفذه لجنة شؤون الأحزاب، وهى مؤثمة قانوناً.
■ لكن حزب الغد ليس له نائب فى مجلس الشعب ولا فى الشورى وأنت لست عضواً فى هيئته العليا؟
- من قال ذلك؟ أنا زعيم الحزب وفى نفس الوقت رئيسه السابق وعضو الهيئة العليا، ثم رئيس الحزب فى ٢٠٠٤ وعندما استشعرت أن هناك اتجاها لحبسى فى ٢٠٠٥ استقلت من رئاسة الحزب ولم أستقل من عضوية الهيئة العليا، ولم أستقل من عضوية الحزب، وأثناء وجودى فى السجن اختارتنى الجمعية العمومية للحزب زعيماً له وفقاً لنص كان موجوداً قبل استقالتى ولم يكن يشغله أحد وقتها.
■ وعدم وجود نائب فى الشعب أو الشورى؟
- محمد العمدة كان ضمن «الغد»، ورجب هلال حميدة اعترفوا بأنه «الغد» ورب ضارة نافعة.
■ قرارك يسير فى اتجاه الترشيح أم العزوف؟
- كنت أعتقد أن ترشيحى فى ٢٠٠٥ كان مجرد «قرار» ولكن فى ٢٠١١ هو «مصير»، ليس لدى قرار ولكن إذا الحزب قرر سأخوض ولدى طاقة وحماس.
■ هل ستتقدم بطلب للحزب لتترشح عنه أم ستنتظر مبايعة الحزب؟
- إذا كان هناك اتجاه فى الحزب لأن يكون هناك أكثر من مرشح فلن يبايع أحداً، وإن كان هناك مرشح وحيد أو لم يكن فقد تكون هناك «إبداء رغبة» ولكن مبدئياً حتى الآن أنا مرشحه الوحيد، وقد يكون هناك مرشح آخر مثل الدكتور البرادعى فى حال انضمامه للهيئة العليا للحزب.
■ هل حاولت الاتصال بالدكتور البرادعى لضمه للحزب؟
- ليست اتصالات مباشرة ولكننا أعلنا عن ذلك من خلال الهيئة العليا.
■ هل الدكتور البرادعى سيرشح نفسه من خلال انتخابات داخلية فى حزب الغد؟
- نعم لأن هذه هى الديمقراطية.
■ وما رأيك فى مبادرة البرادعى؟
- أعاد صياغة المطالب الليبرالية بشكل محترم، ولكن البيان لم يجب عن استفهامات كثيرة طرحت فى الشارع عن أسباب خوضه الانتخابات بل على العكس «عقد» إيجابيات وأصبحت تمثل لغزاً، خاصة أن كثيراً من الناس اختلط عليها الأمر، وهل هذه شروط أم مطالب وأنا أتمنى أن يكون ما ورد فى بيان البرادعى «مطالب» أكثر منها شروطاً لأنها لو تحققت أنا شخصياً لن أخوض الانتخابات لأننى أثق أن هناك ألف واحد فى مصر يستطيعون خوض الانتخابات فى ظل هذه الظروف وقد يكون بعضهم أفضل منى لحكم مصر.
■ البعض يرى أن كلام البرادعى «اعتذار دبلوماسى»؟
- أنا لا أستطيع القول إنه اعتذار دبلوماسى، ولكنه موقف يسمح له فى أى وقت بالاعتذار، وأتصور أنه يترك الباب مفتوحاً للاعتذار، وهو جاد لخدمة بلده من هذا الموقع.
■ ترى هل ممكن لـ«الوفد» أن يرشحه؟
- «الوفد» ليس لديه موقف واضح، وأعتقد أنها تجربة لن تفيد الوفد، خاصة أنه لا يملك مرشحاً حقيقياً جاداً إلا عن طريق محاولة لتزكية جمال مبارك للرئاسة، ولو كان «الوفد» جاداً لحسم موقفه من البرادعى.
■ هل «الوفد» لا يمتلك أشخاصاً فى هيئته العليا قادرين على الترشح؟
- لديه شخصيات كثيرة مثل التجمع والناصرى، لكننا نتحدث عن مواصفات مرشح الرئاسة لأن كل الأحزاب لديها شخصيات كبيرة صاحبة إمكانات، ولكن انتخابات الرئاسة غير ذلك، وليس بالضرورة أن نقول إن الدكتور البرادعى أفضل واحد لأن مصر لديها الكثير من الشخصيات، لكن البرادعى هو من بادر باستقبال الإشارات وتفاعل معها، والدكتور زويل لم يكن لديه سرعة الاستجابة.
وهناك مثال لتوصيف حالة الدكتور البرادعى، فمصر تشبه فتاة تطلب الزواج، والبعض يرى أن الدكتور البرادعى فى حالة من حالات زواج الصالونات، يضع شروطاً والمسألة فيها قدر من الرسمية أو العلاقة غير التفاعلية، فى حين ترى الناس أن مصر تحتاج إلى زواج عن حب.
وأنا خضت الانتخابات وأعرف أن مصيرى محسوم، ويوم قلت سأترشح فى حوارى مع الراحل مجدى مهنا، بعدها بأسبوع بدأت المعركة.
■ ولكن قبل قضيتك الشهيرة كان لك حوار قلت فيه لو خاضها الرئيس مبارك لن أخوض الانتخابات الرئاسية، ولكن سأخوضها أمام جمال مبارك؟
- لا أتذكر، كان فى هذا الوقت حسابات، ممكن يكون جمال مبارك هو المرشح.
■ هل تعتقد أن جمال مبارك أم الرئيس مبارك سيكون مرشح الحزب الوطنى؟
- أنا شخصياً لا أتمنى جمال ولا مبارك.
■ والواقع؟
- لو الرئيس مبارك ظروفه الصحية تسمح أعتقد أنه سيكمل، ولكن يبقى هناك مشروع توريث السلطة لـ«جمال»، وهذا له دلائل تؤكد أن هناك داخل السلطة جناحاً يسعى لأن يكون جمال هو مرشح الحزب.
■ تعيين نائب هل هو توريث؟
- لا، ولكن فى ظل وجود «٧٦» نحن أمام حالة توريث قائمة، توريث بالاختيار أو بالتعيين أو بغيرهما، ولكن ليس بالدم، وفى حالة جمال مبارك توريث بالدم وبالاختيار معاً.
■ عمرو موسى؟
- عمرو موسى مرتبط بالنظام وله جذور عميقة ولن يخرج عن طوق النظام، لأن حالته حساسة وهذه خطوة غير مأمونة.
■ الوفد يمكن أن يقدم عمرو موسى؟
- ليست لديه النية، وبعض الأحزاب اليسارية سيكون لديها مشكلة ما أن تختار عمرو موسى أو موسى يختارها.
■ فكرة التدخل الدولى فى اختيار الرئيس المصرى القادم، هل تراها ممكنة؟
- الواضح أن التدخل فى اختيار الرئيس غير مقبول، وأنا لا أتصوره ولا أقبله، لكن ليس هناك شك فى أن تقدير الرئيس القادم يتصل بعلاقاته الخارجية وتفاعله مع الصراعات فى المنطقة، ولكن المجتمع الدولى لن يكون سعيداً بمن يأتى على حصان التوريث أو رئيس يحتكر كل السبل للوصول للسلطة أو آخر ينفى الآخرين بين «محظور» و«ممنوع»، والمجتمع الدولى لن يكون سعيداً أو متعاطفاً مع هذه التجربة، ولكن جميعنا لا يقبل التدخل.
■ ولأى مدى ترى إمكانية توافق المعارضة حول مرشح واحد؟
- أنا أتمنى.
■ والواقع هل يقول ذلك؟
- لابد أن نفرق بين المعارضة الرسمية والحقيقية.
■ المعارضة الرسمية هى التى لها حق الترشيح؟
- أنا لا أتحدث عن الترشيح، ولكن عن التأييد، وأزعم أن لدينا مساندة من المعارضة الحقيقية أكبر من المعارضة الرسمية.
■ وهل من الممكن أن تتوافق المعارضة مع أيمن نور؟
- لا، لأن أنا لدى طرف فاعل فى الحياة السياسية، وأنا «زواج عن حب» وليس «زواج صالونات» والزواج عن حب ملىء بالمشكلات، والحب أعمى ممكن ما تشوفش حاجات، فمثلاً الحملة الوطنية ضد التوريث لم أفكر فى أن أكون منسقها، ولكن عندى تأييد خارج النخبة، وهو فى الشارع أتحدى به أى أحد.
■ لو خضت انتخابات الرئاسة هل ستزداد شعبيتك أم ستنخفض نظراً لأحداث مضت؟
- أتحدى، لو هناك انتخابات نصف نزيهة هاكتسح لأن الشارع أتحدى به وما يحدث للبرادعى دليل على السيناريوهات والافتراءات وما يحدث معه دليل وإبراء لذمتى وهو بعد ٣ أيام من حديثه عن إمكانية ترشحه تحول إلى خائن.
وأنا «رقم صعب جداً» سواء مرشح أو كمؤيد لمرشح أو كطرف أصيل أو طرف مساند لآخر.
■ الانتخابات البرلمانية القادمة هل ستسعى للمشاركة فيها فى ظل عدم وجود إشراف قضائى؟
- لا، أنا لدى معركة وحيدة هى الانتخابات الرئاسية، ولقد أعطيت دروساً فى البرلمان على مدار ١٠ سنوات، وليس لى دور مناسب فى المرحلة المقبلة.
غداً:
د. حسام بدراوى لـ «المصري اليوم»
■ لو نجح جمال مبارك فى انتخابات نزيهة وشفافة وعدل المادة
٧٧.. يكون قد خرج من فكرة التوريث
■ أتمنى تعيين نائب للرئيس ولكنى أخشى أن يصبح مرشحاً للرئاسة
■ تزكية نواب الوطنى للبرادعى أمر غير منطقى