قال اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، إن احتفال افتتاح قناة السويس الجديدة سينقسم إلى قسمين، الأول احتفال نهارى يشمل إشارة البدء لتشغيل قناة السويس الجديدة، وعبور أول قافلة من السفن بأنواع مختلفة، والآخر مسائى ويتم فى اليوم نفسه فى الإسماعيلية وفى جميع المحافظات.
وأكد طاهر، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أنه يتم تجهيز مدينة الإسماعيلية للاحتفال عن طريق إعداد كل محاور الطرق الرئيسية التى تصل المدينة بالمحافظات، ورفع كفاءة الشوارع الداخلية، وتأهيل جميع الميادين والمداخل، وإضفاء شكل جمالى على المدينة يناسب حجم الحدث العالمى، مؤكداً أن الاحتفال سيكون أكبر احتفال شعبى على مستوى العالم، وفيما يلى نص الحوار:
■ بداية.. كيف ترى افتتاح قناة السويس الجديدة؟
- القناة الجديدة منحت قُبلة الحياة للقناة الحالية، وأكدت صك الريادة لمصر، وأظهرت توحد المصريين قيادة وشعباً حول هدف واحد ومشروع قومى تجسد فى جمع التمويل الخاص بالمشروع فى أقل من أسبوع، كما أنها رفعت تصنيف مصر الاقتصادى، وعززت من وضع قناة السويس الحالية، وقضت على أى محاولات لإقامة طرق بديلة بالمنطقة، وافتتاح قناة السويس الجديدة حدث لا يتكرر كثيراً فى تاريخ الأمم والشعوب، فهو حدث ضخم وتاريخى، ويعبر بشكل واضح عن إرادة المصريين وما يمكنهم فعله إذا قرروا وأخلصوا النية.
وهذا المشروع لن يعود بالنفع على الاقتصاد المصرى فحسب، لكنه سيعود بالنفع على شعوب العالم كله، من خلال سرعة إنجاز وصول الإمدادات بمختلف أنواعها لشعوب العالم، وبالتالى كان لابد أثناء التخطيط لحفل افتتاح هذا المشروع أن يتناسب مع أهميته عالمياً.
■ ما هى استعدادات محافظة الإسماعيلية فيما يتعلق بحفل افتتاح القناة الجديدة؟
- الاستعداد للافتتاح يتم على محورين رئيسيين، الأول يتمثل فى الاحتفالات الرسمية، وتنقسم لقسمين أحدهما «احتفال نهارى» يتضمن إشارة البدء لتشغيل قناة السويس الجديدة، وعبور أول قافلة من السفن بأنواع مختلفة، والآخر احتفال مسائى، ويتم فى اليوم نفسه فى الإسماعيلية، وهذا هو الجزء الرسمى لاستعدادات الافتتاح.
وهناك تفاصيل كثيرة مسؤول عنها لجنة عليا، تضم بشكل رئيسى هيئة قناة السويس، والتحالف الذى تم الإعلان عنه منذ فترة.
على الجانب الآخر هناك استعدادات محافظة الإسماعيلية نفسها، التى ستكون مسرح الاحتفال، والمكان الذى سيستقبل كل رواد هذا الحدث، من رؤساء وملوك دول العالم ورؤساء الحكومات وكبار الشخصيات، إضافة إلى فئات الشعب التى ستشارك وستحضر الاحتفال، وكذلك تمثيل جميع المحافظات.
وما يخص المحافظة، ونتولى مسؤوليته كاملاً، هو إعداد مدينة الإسماعيلية وتجهيزها للاحتفال، ونعمل على إعداد كل محاور الطرق الرئيسية التى تصل الإسماعيلية بالمحافظات والمدن المحيطة، إضافة إلى إعداد الشوارع الرئيسية وخطوط السير داخل وخارج المدينة، وإعداد الميادين الرئيسية التى ستشهد تجمعات أو تكون ممراً لعبور الضيوف، وكذلك إعداد وتأهيل شبكة الإنارة العامة كاملة، ورفع كفاءة وتطوير جميع شبكات الطرق.
■ كيف سيكون شكل الاحتفالات فى الإسماعيلية؟
- الاحتفالات الشعبية بقناة السويس الجديدة بالإسماعيلية ستكون الأكبر على مستوى الجمهورية، فنحن أصحاب الفرح والإنجاز، وسيكون التركيز على إرسال رسالة من أرض الإسماعيلية، وفرحة المواطنين واحتفالهم هنا يأتيان لمساهمتهم بشكل كبير فى إنجاح هذا المشروع وإنجازه، وستكون هناك احتفالات فى باقى المحافظات فى نفس التوقيت، لكن الاحتفال الرسمى سيبدأ من هنا، وتعقبه احتفالات شعبية فى جميع ميادين المحافظة ومناطقها الرئيسية.
■ إلى أى مدى وصل حجم الإنجاز فى مدينة الإسماعيلية الجديدة شرق قناة السويس؟
- مدينة الإسماعيلية الجديدة مجتمع عمرانى جديد ينشأ على أرض سيناء، وبالتالى لابد من توضيح بعض الأمور الخاصة به، أولاً يوم 6 أغسطس سيكون قد تم إنجاز جزء كبير من المدينة، وذلك لإثبات مدى القدرة على العمل والأداء فى أكثر من اتجاه، أما ما يتعلق بتسكينها فلم يتم الانتهاء من مرافقها بشكل كامل، ولا يزال العمل فى استكمال باقى الوحدات السكنية جارياً.
■ القمامة مشكلة ترهق وتزعج أهل الإسماعيلية.. ما خطوت المحافظة للقضاء على هذه المشكلة؟
- لا يوجد مجتمع يقضى على مشكلة النظافة بنسبة 100%، لأنه طالما يوجد مستهلك يوجد مخلفات، وما يُبذل من جهود على أرض الإسماعيلية وبالإمكانيات الحالية يجعل المحافظة أفضل حالاً من أماكن كثيرة فى مصر، ولابد أن نكون واضحين، فمشكلة القمامة تعانى منها كل محافظات مصر، ولو حصرنا المشكلة فى كل مناطق مصر سنجد أن الإسماعيلية أقل معاناة، ورغم ذلك لم نتوقف عن تطوير مواجهتنا للمشكلة، ومنذ توليت منصب المحافظ تبنيت مشكلة النظافة، وبالمناسبة الحل الأمثل فى أى مكان هو «الجمع السكنى»، ولو تذكرنا معاً، لم تكن مصر تعانى قديماً من مشكلة فى النظافة، والسبب فى ذلك أن القمامة التى تخرج من المنازل كانت أقل حجماً وتلوثاً، وكان هناك أشخاص يقومون بجمع المخلفات من المنازل بشكل مباشر، ولم يكن هناك مشكلة، أما الآن فأصبحت الشوارع أشبه بـ«صفيحة قمامة كبيرة»، وتحول عمل الجهاز التنفيذى أو أى جهة مسؤولة عن عملية النظافة إلى رد فعل يائس، فى محاولة لتخفيف الآثار الجانبية لإلقاء المواطنين المتذمرين القمامة، قدر المستطاع، رغم أنهم هم من يلقون بها فى الشوارع.
والحل السحرى من وجهة نظرى هو «الجمع السكنى من المنبع»، فإذا نجحنا بنسبة ما فإن هذه النسبة هى التى يمكن إطلاقها على منظومة النظافة، وإن حدث ذلك فأعدكم أنا وكل زملائى المحافظين أننا قادرون على إنهاء المشكلة فى الشارع الذى هو عبارة عن مستجدات، وبعدها نبدأ التفرغ لغسيل الأشجار ودهان البلدورات وكنس الشوارع.
وأشير هنا إلى أننى منذ توليت منصبى تبنيت فكرة «الجمع السكنى»، وتم تبنيها مركزياً فى مجلس الوزراء، وهناك عرض للفكرة خلال مجلس المحافظين القادم، والفكرة ستكون قومية بأن يتم التعامل مع مشكلة النظافة من خلال منظومة يتم الإعداد لها جيداً، ولابد أن نؤمن جميعاً أن أصحاب المثلث المرعب للمشكلة هم «المواطن والجهاز التنفيذى والجهاز المسؤول عن النظافة»، وإذا نجحت منظومة الجمع السكنى فإننا نستطيع الوصول بالثقافة داخل المنازل إلى أن تخرج القمامة مفصولة ومفروزة، مثلما يحدث فى الخارج، وذلك عن طريق حصول السكان على أكياس لفصل القمامة الصلبة عن العضوية، واستغلالها بشكل اقتصادى ومن ثم تحل المشكلة.
■ أين وصلتم فى تطبيق هذه الفكرة فى الإسماعيلية؟
- قطعنا شوطاً كبيراً فى هذا الموضوع، وبعدما طرحت الفكرة عرض عدد من الشركات الدخول فى هذه التجربة، وأصبح لدينا 17 شركة فى مدينة الإسماعيلية، لكن لن تعمم الآن، وستكون التجربة لمدة 3 أشهر، وستتولى الــ17 شركة العمل فى 3 أحياء.
وأؤكد أنه تم التعاقد مع هذه الشركات بالفعل، وحالياً يتم توزيع القطاعات الفرعية عليها، وبقى أن نحدد أسماء المشرفين على كل قطاع، ونعطى لكل قطاع أسماء العمال الذين سيتولون جمع القمامة فيه، وسنبدأ العمل من خلال حملة إعلانية لتوعية المواطنين، وسنطلب منهم حسن معاملة الضيف الجديد الذى سيطرق بابهم لجمع القمامة.
وابتكرنا منظومة لكيفية جمع القمامة، وأين وكيف يتم فرزها، وسيتم إسناد مصنع تدوير المخلفات لبيت خبرة مناسب لتدوير المخلفات العضوية وتحويلها لمنتجات، وذلك لحين تبنى الدولة للفكرة ودعمها بشكل أكبر، فالموضوع مكلف، ولا أريد أن أحمّل فرق التكلفة منذ البداية على المواطن، لكن إذا نجحت التجربة خلال فترة زمنية معينة، وشعر المواطن بنجاحها، فهو لن يتأخر فى دفع فرق هذه التكلفة.
وأعد خلال الفترة المقبلة بإنهاء إسناد مصنع المخلفات والحصول على الدعم المادى من الحكومة، لأن الموضوع يحتاج عاماً على الأقل للحصول على التكلفة من الدولة، ومن ثم بدء منظومة الجمع السكنى فى الإسماعيلية.
■ يعانى أهالى الإسماعيلية من الإهمال فى القطاع الصحى.. ماذا قدمت المحافظة من حلول لهذا القطاع؟
- أمامنا وقت فى مصر حتى يتم تحسين ورفع كفاءة منظومة التأمين الصحى والشؤون العلاجية الخاصة بالمواطن المصرى، ونحن نجتهد للوصول إلى مستوى لائق فى هذا الشأن، وفيما يتعلق بالمستشفى العام سنستمر حسب قدرتنا وإمكانياتنا المتاحة فى تحسين الخدمة المقدمة به، ولن نيأس أو نسلّم بالأمر الواقع، لأننا نتعامل مع مريض، وهو بحاجة إلينا، وأوضح أننا أضفنا إمكانيات وأجهزة جديدة للمستشفى العام، وبدأنا فى تنفيذ منظومة جديدة، وغيرنا بعض الجهات الإدارية التى كانت تعيق العمل، ونتابع باستمرار أى مشاكل تحدث داخل المستشفى، سواء من خلال متابعتى الشخصية أو من خلال مدير الشؤون الصحية، ورفعنا كفاءة المستشفى العام لتحسين الخدمة الصحية به، وجارٍ التعاقد مع شركة للنظافة بالمستشفى، وسيتم إعادة تأهيل جميع الأقسام الداخلية، وتحديد الاحتياجات العاجلة فى إطار الاستعداد لدور المستشفى فى خدمة المشروعات التوسعية الجديدة بمنطقة قناة السويس الجديدة، ومشروعات تنمية محور القناة، باعتبار المستشفى هو الأكبر لخدمة شرق الجمهورية، كما يتم التنسيق مع مستشفى جامعة قناة السويس.
وأذكر هنا أنى عرضت على المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، خلال زيارته الأخيرة للمحافظة ملف مستشفى أبو خليفة، الذى تم بناؤه منذ أكثر من 15 عاماً ولم يُستغل، واقترحت عليه تشغيله بأى شكل لخدمة المواطنين والمنطقة، وطلب رئيس مجلس الوزراء تفاصيله وأرسلتها إليه وننتظر إجراءات واعتمادات لتشغيله قريباً.