أخيرا.. احتضنت القلعة البيضاء من جديد درع الدورى، بعدما غابت عن خزائن النادى 11 عاما على التوالى، وعانقت الجماهير المتعطشة المثابرة الصامدة بطولتها المفضلة، عقب سنوات عجاف، لم تتخل فيها عن «الأبيض»، رافعة شعار «سنظل أوفياء»، ومعتبرة «اليأس خيانة»، لترقص قلوبهم فى النهاية على أنغام الانتصار، التى عزفها «كتيبة الأبطال» من لاعبى الزمالك، الذين سطروا أسماءهم فى قلوب عشاق القلعة البيضاء، الصغير قبل الكبير، المتعصب قبل المشجع.
وعاشت الجماهير «ليلة ولا ألف ليلة»، وسهروا حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء يطلقون صيحات السعادة الغائبة منذ «11» عاما، أمام بوابات النادى وفى شوارع المهندسين وميت عقبة التى تحولت إلى ساحة عرس وزُينت سماؤها بالشماريخ والألعاب النارية، وارتشفت الجماهير للمرة الأولى «رحيق الإنجاز» على صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك». لم تكن تعلم الجماهير أنهم على موعد مع السعادة، الثلاثاء، وكان الجميع يتأهب للاحتفال أمام الجيش، إلا أن تعادل سموحة مع الأهلى عَجَّل بالفرحة البيضاء وقلب الموازين فى معسكر الزمالك الذى تحول إلى ساحة للرقص والفرحة.
تناسى الجميع إدارة وجماهير ولاعبين فى لحظة التتويج ضغط المباريات ومشقة الموسم، وهانت المصاعب مع عودة الدرع لميت عقبة، على حساب غريمهم التقليدى الأهلى. وبقلوب «بيضاء» تناست الجماهير سنوات «الحصاد المر»، وأبحرت مع اللاعبين على «شراع الإنجاز»، متلذذين بتلاطم أمواج السعادة، وواصفين الجيل الحالى بأنه «تاجر السعادة وصانع الفرحة البيضاء»، وهتفوا بأسماء الأبطال: «الشناوى» و«مرسى» و«عبدالملك» و«حفنى» و«إمام» و«توفيق» و«صلاح» و«معروف».. ولم ينس جيل «العمالقة» مشاركة ناديهم فرحة الإنجاز، وتوجه عدد كبير منهم إلى النادى، مساء الثلاثاء، وسهروا حتى الصباح، احتفالا مع الأعضاء والجماهير، التى لم تُنْسِها فرحتها باللاعبين دور مجلس الإدارة، برئاسة المستشار مرتضى منصور، فى إعادة بناء الفريق وتدعيمه بـ17 صفقة سوبر وتذليل جميع العقبات لحصد البطولات، ورغم اختلاف طريقة التعبير عن الفرحة وتفاوتها، فإن الجميع اتفق على أن شمس البطولات تشرق من جديد، وراهنوا بلغة «الواثق» على استمرار سطوع شمس البطولات فى سماء «ميت عقبة» لسنوات مقبلة، والتأكيد على أنهم واثقون من أن درع الدورى بداية الإنجاز وستليها بطولة الكونفيدرالية والكأس. وأمطرت السماء بالمكافآت فوق رؤوس اللاعبين أصحاب الإنجاز، بينما سطر البرتغالى «فيريرا» الذى قاد سيمفونية الوصول إلى الدرع اسمه كأحد أفضل المدربين الأجانب فى تاريخ الكرة المصرية.