تضاربت تصريحات مسؤولى وزارة الصحة مع نقابة الصيادلة بشأن كارثة بنى سويف، حيث كشف الدكتور محيى عبيد، نقيب الصيادلة، أن الدكتورة أسماء جلال، رئيس إدارة الصيدلة بمديرية الصحة بمحافظة بنى سويف، أبلغت الدكتور علاء عزت، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، رسمياً بفساد المحلول وعدم صلاحيته للتداول بالمستشفيات، مشيراً إلى أن وكيل الصحة أصدر قراراً منفرداً بتداول المحلول.
أخبار متعلقة
وقال عبيد، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، إن النقابة تتابع الكارثة منذ اللحظات الأولى، وإن مديرية الصيدلة بالمحافظة أكدت إبلاغها مسؤولى الصحة عن فساد تلك المحاليل لكن دون جدوى، مؤكداً أن النقابة لن تدافع عن أى صيدلى سيثبت تورطه فى تلك الواقعة.
وطالب نقيب الصيادلة بمحاسبة المتورطين فى كارثة تسمم أطفال بنى سويف، بداية من الشركة التى ورَّدت العقار حتى الصيدلى الذى قام بصرفه وسمح بتداوله دون إبلاغ الجهات المختصة، والطبيب المعالج الذى لم يمنع تداول العقار، ولم يصعّد الأمر للمسؤولين منذ اكتشاف حالة التسمم الأولى.
فى المقابل، قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، إن نتائج تحاليل جميع العينات التى تم أخذها من محلول الجفاف المشتبه فى تسببه فى إصابة 30 طفلاً وفاة 4 آخرين كانت غير مطابقة للمواصفات.
وأضاف عبدالغفار لـ«المصرى اليوم» أن الشركة أنتجت كميات من المحلول مستغلة التصاريح القديمة، ولم تحصل على تصريح من هيئة الرقابة الدوائية، وأن الشركة متهمة بإصابة الأطفال بالتشنجات ووفاة عدد منهم، مشيراً إلى أن الطب الشرعى هو الذى سيحدد الأسباب الحقيقية للوفاة، مؤكداً أن الشركة المنتجة للمحلول متهمة.
من جانبه قال أحمد العزبى، رئيس غرفة صناعات الدواء باتحاد الصناعات، إن الغرفة طلبت عقد لقاء عاجل مع وزير الصحة لبحث الأزمة، بحيث تتم مراعاة صحة المواطنين فى المقام الأول، وأيضاً حماية سمعة الدواء المصرى.
وقال هشام الفتى، رئيس شعبة المستحضرات الطبية بغرفة صناعات الدواء باتحاد الصناعات، إن العرف العالمى ـ حال حدوث خطأ فى تركيبة أى دواء ـ أن يتم وقف خط الإنتاج فقط لحين معالجة المشكلة، ومعرفة الأسباب التى أدت لها من خلال تحقيق داخل المصنع، لمعرفة هل بسبب منافس آخر أم إهمال عامل أو خطأ فنى بالخط، ولكن ما يحدث فى مصر دائماً هو إغلاق المصنع كله حتى لو كانت هناك منتجات أخرى ليست محل شكوى.
وأضاف أن كل المصانع التى مرت بتجربة مماثلة لم تستطع العودة للعمل مرة أخرى حتى بعد اتخاذ الإجراءات الكفيلة بسلامة المنتج بسبب رفض السوق التعامل معها، وهو ما يهدد تلك الاستثمارات والعمالة فى المصانع.
وأضاف أن نسبة الخطأ فى أى صناعة أمر وارد، وهذه المشكلات تحدث فى العالم كله، ويتم التعامل معها بقدر كبير من الحكمة، بحيث تراعى صحة المواطن وحق المتضررين فى الحصول على تعويض، وأيضاً سمعة صناعة الدواء فى تلك الدولة.
وأمر المستشار تامر الخطيب، المحامى العام لنيابات بنى سويف، باستدعاء الدكتورة أسماء جلال، مدير إدارة الصيدلة بمديرية الصحة ببنى سويف، والمسؤولة عن توزيع محلول معالجة الجفاف لمستشفيات بنى سويف.
كما أمر المستشار خالد رشاد، رئيس النيابة الكلية، باستدعاء 8 من الأطباء المعالجين ومسؤولى الصيدليات بالمستشفيات الأربعة، منهم 4 أطباء معالجين بقسم الأطفال بـ 4 مستشفيات (ببا وإهناسيا وبنى سويف العام والجامعى) التى استقبلت حالات الإصابة والوفاة من الأطفال الذين أصيبوا بقىء وإسهال.
وأمرت النيابة بالتحفظ على ألف أمبول من محلول معالجة الجفاف، وإيقاف استخدامه بمستشفيات بنى سويف.
واستمعت النيابة إلى أقوال والد الضحية رحمة أبوالعلا عبداللطيف غنام، التى لقيت مصرعها، أمس الأول، بمستشفى بنى سويف الجامعى بعد حصولها على محلول معالجة الجفاف بمستشفى إهناسيا المركزى ونقلها إلى مستشفى بنى سويف العام ومستشفى الجامعة. وقال والد الطفة رحمة «6 شهور» فى التحقيقات إن ابنته أصيبت بقىء وإسهال، وقام بنقلها لمستشفى إهناسيا بقسم الأطفال، وقامت الممرضة بإعطائها محلول معالجة الجفاف الذى أصابها بتشنجات وتوقفت عن الحركة تماماً، وبعدها تم نقلها لمستشفى بنى سويف العام، ومنها لمستشفى الجامعة، وطلب المستشفى نقل دم وقمت بشراء كيس دم من البنك الإقليمى لبنى سويف، كما طلبوا شراء أمبولات مضادات حيوية وأحضرتها لنجلتى، وتم وضعها فى حجرة العناية المركزة للأطفال وبعد يومين توفيت.
كما استمعت النيابة إلى أقوال 10 من أولياء أمور الأطفال: جنا أشرف سيد «3 شهور» ومروان فتحى عوض الله «6 شهور» ومحمد محمد أبوالعلا «سنة»، وجنا علا عابدين «6 شهور»، وريماس فتحى وزير «5 شهور» وأحمد سيد وزير «5 شهور» وكريم طه عاصم « 8 شهور»، من قرى مركز ببا، الذين أصيب أولادهم بقىء وإسهال، وحصلوا على محلول معالجة الجفاف، وأدى إلى مضاعفات لذويهم، كما استمعت النيابة إلى أقوال والد الطفلة حنين أحمد جمال «14 شهراً» من مركز إهناسيا، والتى تم نقلها لمستشفى إهناسيا.
فيما قرر المستشار محمد سليم، محافظ بنى سويف، صرف مساعدة مالية عاجلة لأسرتى الطفلتين مروة أحمد جمعة (11 شهرا) مركز ببا، ورحمة على عبداللطيف (5 شهور) مركز إهناسيا (بواقع 30 ألفا لكل أسرة)، واللتين توفيتا إثر إصابتهما بنزلة معوية نتج عنها مضاعفات مرضية أدت لوفاتهما بمستشفى عام بنى سويف.
كما قدم المحافظ واجب العزاء لأسرة الطفلة آلاء ناصر محمد (4 شهور) بمنزل الأسرة بقرية الرياض التابعة لمركز ناصر، وسلم والد الطفلة مساعدة مالية عاجلة قدرها 30 ألف جنيه، معربا عن بالغ تعازيه وعميق حزنه لأسرتها.
