x

الدكتور محمود المتيني أستاذ زراعة الكبد: إجراء 40 عملية زرع كبد مجانًا أغسطس المقبل

الأربعاء 29-07-2015 11:59 | كتب: إبراهيم الطيب |
المصري اليوم تحاور «الدكتور محمود المتينى»، أستاذ زراعة الكبد المصري اليوم تحاور «الدكتور محمود المتينى»، أستاذ زراعة الكبد تصوير : حسام فضل

■ اختصصت الجريدة بالإعلان عن خبر سار يُفيد مرضى زرع الكبد.. فما هو؟

- فريق زرع الأعضاء بجامعة عين شمس تمكن من تحقيق رقم قياسى، وهو الوصول للحالة رقم ألف فى عمليات زراعة الكبد، وبهذه المناسبة سوف نقيم فى بداية سبتمبر المقبل احتفالاً كبيرًا، وبهذه المناسبة قررنا القيام بعمل 40 عملية زرع كبد مجانا 100% فى أغسطس المقبل، بشرطين الأول أن يكون المريض غير قادر، والثانى أن يكون المتبرع من أقارب المريض. صحيح أن القانون أتاح التبرع من غير الأقارب، ولكن الأولوية ستكون للمتبرع من الأقارب، بهدف القضاء تماما على ظاهرة سماسرة تجارة الأعضاء، وستكون الأولوية للحالات الأكثر احتياجا طبياً، وهذا كله بدعم من الدولة والمجتمع المدنى والمتبرعين من أفراد وهيئات،، وسيتم إجراء العمليات فى مركز زراعة الأعضاء بجامعة عين شمس، وستمول بالكامل من صندوق المركز القائم على التبرعات.

■ ما المدة التى استغرقها الفريق الطبى للوصول لهذا العدد الكبير؟

- أنا سعيد بالإنجاز الذى حققناه فى هذا المجال خلال 15 عامًا مضت فى ثلاثة مراكز طبية عملنا بها خلال تلك الفترة، حيث كانت البداية فى مستشفى وادى النيل عام 2001، ثم مركز زراعة الأعضاء بجامعة عين شمس ومستشفى مصر للطيران فى 2007، وتم العمل فى المراكز الثلاثة بفريق جراحى واحد، قوامه 25 طبيباً من جميع التخصصات الطبية من جراحة وتخدير وباطنة ورعاية مركزة وأشعة وبنك دم والأقسام التى تقوم بخدمة الممارسة، مثل القلب والكلى، ودعنِى أقل إننا قطعنا خلال هذه الفترة (15 عاماً) مشوارا طويلا وصعبا وتحديات كثيرة وإخفاقات قبل النجاحات، ونجاحات بعد الإخفاقات، ولكن بالمجمل راضون عن النتائج، ونعتقد أننا قدمنا شيئا إيجابيا لبلدنا بإدخال هذه التقنية المعقدة.

■ هل الوصول للحالة الألف يعنى رقمًا قياسيًّا لمصر وللفريق الطبى؟

- بالفعل، مقارنة بالعالم نحن الفريق الطبى الثانى على مستوى العالم، بعد كوريا الجنوبية، لأنه لا يوجد فريق طبى جراحى فى العالم أجرى هذا الكم الكبير من العمليات التى وصلت إلى ألف عملية، أما بالنسبة لمصر فنحن الأول عربيا، والثانى عالميا فى زراعة الأعضاء من المتبرعين الأحياء، لا الموتى.

■ هل عمليات زرع الأعضاء خلال تلك الفترة كانت مقتصرة على فئات عمرية معينة؟

- ألف حالة زرع كبد خلال 15 عاما، بينها حوالى 70 حالة لأطفال، والباقى من المرضى البالغين فوق 18 سنة، والغالبية لمن يقومون بعمليات تتراوح أعمارهم بين 18 و65 سنة، وأيضا زرعنا لـ15 مريضا فوق الـ65 عاما، وحوالى 8 مرضى فوق الـ70، وهذا تحدٍّ غاية فى الصعوبة للفريق الطبى.

■ كم تصل تكلفة عملية زرع الكبد.. وهل يتحملها المريض كاملة؟

- تكلفة الزرع تصل إلى 280 ألف جنيه، وذلك لأن احتياجات العملية مستوردة من الخارج تماما، وندعم كل مريض بمبلع مائة ألف جنيه من صندوق مركز زرع الأعضاء بجامعة عين شمس، ولكن المبلغ غير كافٍ وحاولنا النزول بالتكلفة، والدولة تساهم منذ البداية بمبلغ 30% من التكلفة، وتحاول الزيادة مع مرور الوقت مع توفير الاعتمادات، ويمكن القول بشكل عام إن 80% من تكلفة العملية موزعة بين الدولة وجهة العمل التابع لها المريض، و20% يدفعها المريض من جيبه.

■ كم عدد العمليات التى يتم إجراؤها سنويًّا؟

- نزرع سنويًّا من 40 إلى 50 حالة، فى مركز زرع الأعضاء بجامعة عين شمس، ومثلها فى مستشفى وادى النيل ومصر للطيران، ولكن يمكن القول إن مستشفى عين شمس معنىّ أكثر بالمرضى الفقراء والأكثر احتياجا، ولذا ندرس العديد من الوسائل لمحاولة مساعدة المرضى غير القادرين.

■ كم وصلت نسبة النجاح.. وهل هناك خطورة أو مضاعفات على المريض والمتبرع؟

- الخطورة واحدة على جميع الحالات، وكل مريض له عيوب ومزايا، لكن الأطفال بحاجة لرعاية أصعب عقب العملية، والكبار أيضا بعد سن 70 سنة، لأن القلب والوظائف الحيوية تكون صعبة وبحاجة لعناية فائقة، وليس كل من فوق 65 عاماً يصلح لعمل زرع كبد، وفقا للتشخيصات الطبية، أما نسبة النجاح فى الألف حالة فهى نفس النسب العالمية، وتتراوح بين 85% و90%، ونسب الخطورة من 10% – 15%، ونسبة الرفض للعضو من 12% إلى 14%، ونسبة المضاعفات للأوعية الدموية تتراوح بين 3% و6%، ونسب المضاعفات فى القنوات المرارية حوالى 22%.

■ يُفهم من حديثك أننا فى حاجة ملحة لتفعيل نقل الأعضاء من المتوفين حديثا؟

- العمود الفقرى لزراعة الأعضاء هو المتوفى حديثا، وليس المتبرع، لأن هناك أعضاء لا تستطيع الحصول عليها من متبرع حى، مثل القلب والرئة والبنكرياس، ونحن بحاجة شديدة لها فى مصر، ولكنها لا تحدث، فالكبد والكلية لهما البديل، وزراعة الكبد عملية صعبة جدا، لكن البدائل لا تفى باحتياجات المرضى فى مصر، وهذا يؤكد أننا بحاجة للمتبرع المتوفى بسرعة وبضرورة ملحة جدا.

■ ما المانع إذاً من القيام بذلك، خاصة أن قانون نقل الأعضاء ولائحته التنفيذية تم إقرارهما منذ 2010؟

- نحن بحاجة إلى تحرك اجتماعى وآخر طبى وإعلامى لتفعيل نقل الأعضاء من المتوفين حديثا، وهناك اقتراحات متعددة لتفعيل ذلك منها مثلا التنسيق مع وزارة الداخلية بأن نضع سؤالا عند استخراج رخصة القيادة مفاده هل توافق أم لا على التبرع بأعضائك حالة وفاتك فى حادث بعد نقلك لمستشفى حكومى محترم وتشخيص جيد وصحيح فى رعاية مركزة، وأن تكون هناك وفاة دماغية لك، ونحترم من يوافق ومن لا يوافق، ولو وافقت فى البداية نسبة ضيئلة حتى لو وصلت إلى 2% فنحن راضون عنها كبداية، أما الشق الرسمى فلازم نشوف له تصور كى نقف على الطريق السليم، ويحدث هذا بالتوازى مع حملة إعلانية ضخمة تشجع المواطن على التبرع بالأعضاء حالة الوفاة وذكر الإيجابيات وأنها تُفعل التكافل الاجتماعى، لأن المتبرع لا يدرى قد يكون من استفاد بأعضائه قريب له أم دون ذلك، ونبرز هذه الفكرة لمجتمع يقدس الموتى، خاصة أن القانون وقت صياغته شارك فيه ممثلون للأزهر والكنيسة على أعلى مستوى وأجازوا ذلك، ولكن المانع مجرد عادات وعرف وليس أمرا دينيا.

■ هل ترغب فى توجيه رسائل لجهات معينة للمساعدة فى تفعيل نقل الأعضاء من المتوفين حديثا؟

- زراعة الأعضاء تفيد المرضى، صحيح أننا صنعنا إنجازا لكنه غير كاف لاحتياجات المرضى المصريين على الإطلاق، والمنظومة الصحية بحاجة لزيادة بصورة سريعة لتلبية الاحتياجات، أما بالنسبة لوزارة الداخلية فسوف ندعوها للمشاركة فى احتفالية الألف عملية والاستماع إليهم لإيجاد آلية لتفعيل التبرع من المتوفين حديثا سواء من خلال الرقم القومى أو استخراج رخص القيادة.

■ كم مريضا فى مصر بحاجة لزرع كبد؟

- لدينا تقريبا حوالى 1.5 مليون مريض بحاجة لزرع كبد فى مصر، ونقوم سنويا بعمليات زرع كبد من 300- 350 عملية فى مراكز زرع الأعضاء على مستوى الجمهورية وعددها 13 مركزاً، وبشكل عام الفشل الكبدى معناه أن الكبد غير قادر على القيام بوظائفه الحيوية وذلك له مسببات كثيرة أشهرها فيروس سى، حيث إن 90% من أسباب زرع الكبد فى مصر سببها الإصابة بفيروس سى.

■ ما تأثير العلاجات الجديدة لفيروس سى على مرضى زرع الكبد؟

- العلاجات الجديدة عظيمة جدا ومهمة للمريض المحتاج للزراعة والحفاظ على الكبد، ونتائجها مبشرة وناجحة وسعداء بها، ولكن مع ظهورها ظهرت حالات جديدة بحاجة لزرع الكبد، لأن هناك مرضى عندهم فيروس سى لكنهم لا يعلمون ذلك ومتعايشون معه، وعندما سمعوا عن علاج جديد نتائجه مبشرة بدأوا طلب العلاج، وعند عمل التحاليل والأشعات المطلوبة ظهر مرضى جدد بأورام كبد وحالات سيئة دون أن يدروا، ومن ثم فالاندفاع على العلاج الجديد زاد من عدد مرضى زراعة الكبد فى مراحله الأولية، ولكن نحن سعداء أنه على المدى البعيد سوف تقل أعداد هؤلاء المرضى.

■ هل يمكن الوقاية من المرض قبل الوصول لمرحلة الزراعة؟

- الوقاية أمر غاية فى الأهمية، ووزارة الصحة قامت بحملة توعية للقضاء على الفيروس الذى انتشر فى مصر بسبب العادات السيئة والعمليات الجراحية بالقرى والمراكز الصغيرة دون اتباع إجراءات الوقاية ونقل الدم الملوث ومشتقاته وعدم تعقيم المناظير وعيادات الأسنان والأدوات الشخصية مثل فرشاة الأسنان وماكينة الحلاقة وغيرهما، ونأمل بالتوعية والعلاجات الجديدة القضاء على الفيروس، وينقصنا طباعة مطويات وتعليق بوسترات فى المستشفيات فى قسمى الاستقبال والباطنة بالتوعية العامة للمواطنين العاديين لعدد من الأمراض.

■ نهاية الشهر الحالى سوف يحضر وفد كبيرمن منظمة الصحة العالمية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للالتهاب الكبدى والاطلاع على تجربة مصر، فهل تتواصلون معهم؟

- بالفعل سنستقدم الخبراء العالميين خلال تواجدهم فى مصر، لزيارة المركز والاطلاع على التجربة والإنجاز الذى تحقق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية