x

عادل نعمان داعش بين ولادة إسرائيلية وحاضنة عربية عادل نعمان الإثنين 27-07-2015 21:11


العرب بارعون فى تربية واحتضان المنظمات الجهادية التى ولدت من رحم مخابراتية أمريكية أو إسرائيلية. إما لتقسيم وتفتيت القوى منها، لتظل إسرائيل الدولة الأقوى فى المنطقة، أو تنفيذ مخطط استنزاف مواردهم فى حروب وصراعات طائفية حتى تظل مصانع السلاح تعمل بلا توقف (أمريكا فى طريقها لبيع نظام القبة الحديدية، إسرائيلى الإنتاج أمريكى التمويل، إلى دول الخليج لحمايتها من الصواريخ الإيرانية روسية الصنع، والتى اشترتها بمباركة وموافقة أمريكية!!).

ولنا فى تجربة وولادة تنظيم القاعدة فى أفغانستان من رحم المخابرات الأمريكية أسوة حسنة، لمن كان يرجو الحقيقة والمعرفة. فتحت فيها المخابرات الأمريكية للجهاديين من المسلمين أبواب السفر من أمريكا ومن دول العالم إلى الجهاد فى أفغانستان، واستجلاب أئمة الجهاد إلى أمريكا أمثال عمر عبدالرحمن، مفتى الجماعة الإسلامية، وأسامة بن لادن وأيمن الظواهرى وعبدالله عزام، مؤسس تنظيم القاعدة، لتدريبهم على أعمال التنظيمات، وتحويل الأموال، وفتح مكاتب فى كل دول العالم، وإدارة الجهاد، وأرسلت منهم إلى أفغانستان من يقود الجهاد، وأبقت فى أمريكا من يقود التمويل ويشجع الجهاديين على الالتحاق بإخوانهم كالشيخ عمر عبدالرحمن (الشيخ عمر فى السجون الأمريكية، فلقد أدى مهمته ببراعة وترغب أمريكا أن يكون هذا السر مسجوناً مدى الحياة) وشجعت أمريكا المسلمين بها على جمع التبرعات للمقاتلين من مهاويس التبرع للجهاد من أموال الزكاة نظير أن يحصل جامع التبرعات على نسبة العشر لنفسه من حجم أموال التبرعات قبل إرسالها إلى أرض النضال المزيف فى أفغانستان (جهاد مصالح كالآن). الدول العربية احتضنت هذا التنظيم ولم يكن السبب الحقيقى هو محاربة الإلحاد والملحدين وإعلاء كلمة الله، لكن الهدف الحقيقى أن يتخلص الملوك والرؤساء العرب من المتطرفين والجهاديين، وإرسالهم إلى المحرقة الأفغانية للتخلص منهم، وتفريغ الدول العربية من تطرفهم وصدامهم الدائم مع السلطة فى بلادهم.

إسرائيل تكرر نفس الولادة مرة أخرى بذات المولود الشرعى لها وهو الدواعش، الذى انشق عن القاعدة تحت دعاوى الخلافة القرشية. إسرائيل هى أكثر الدول استفادة من هذا الكيان الإرهاربى لتحقيق مخططها فى إضعاف وتفتيت القوى والجيوش العربية (بالمناسبة أكبر داعم للإرهاب فى سيناء هو إسرائيل وحماس بالطبع) المخابرات الإسرائيلية بارعة فى اختراق أجهزة كثيرة من الدول بما فيها جهاز المخابرات الأمريكية ذاته (أمريكا اكتشفت أن إسرائيل جندت رجالاً من المخابرات الأمريكية ليكونوا رجالها داخل جهاز المخابرات). واستطاعت أيضا خلق قيادات إسلامية متطرفة واخترقت بهم كافة المنظمات الجهادية الفلسطينية، وتم تدريبهم فى دهاليز الموساد الإسرائيلى، واستطاعت أن تصل بهم إلى مراكز متقدمة داخل هذه المنظمات بما فيها حماس (وهى صناعة إسرائيلية) وكان لهؤلاء الفضل فى كشف كثير من العمليات الفدائية قبل القيام بها، وكذلك تم تصفية قيادات فلسطينية لا ترغب إسرائيل فى وجودها بالطائرات دون طيار بعد توجيه هذه الطائرات إلى أماكنهم من عناصرها التى جندتها داخل هذه المنظمات. فى ستينيات القرن الماضى إسرائيل استطاعت أن تزرع أخطر جاسوس لها (إيلى كوهين) فى مركز قيادى خطير فى القيادة السورية، تم اكتشافه مصادفة وبخطأ فردى منه بعد أن كانت كافة معلومات الدولة السورية تحت سمع وبصر إسرائيل لسنوات كثيرة.

إسرائيل اخترقت العراق أثناء الغزو الأمريكى لها، ونقلت كافة مخطوطات وأرشيف اليهود القديم فى العراق، أكثر من ثلاثة آلاف وثيقة يهودية منها أقدم نسختين عرفتهما البشرية من التلمود والتوراة، وأكثر من ألف قطعة أثرية من العصور السومرية والبابلية تحكى تاريخ اليهود فى العراق معروضة الآن فى متاحفها. إسرائيل قبل خروجها من العراق زرعت فى أرضه الخصبة تنظيم الدواعش بمساعدة أمريكية تركية، كما زرعت أمريكا من قبل تنظيم القاعدة. وللأسف هذه التنظيمات احتضنتها دول وممالك عربية، إما لتصفية حسابات خاصة بهم، أو الرغبة فى الانتقام من قيادات على الساحة أربكتها أو سببت لها حرجاً أو إهانة (القذافى مثلاً)، أو تأجيج الصراع الطائفى الدينى، دون النظر إلى مصلحة الأمة، ومنها على سبيل المثال محاربة بشار الأسد فى سوريا. لم تفطن هذه الأنظمة إلى أن القضاء على بشار خطوة تمهيدية لتوحش المنظمات الجهادية فى المنطقة، وتصدير فكرها إلى هذه الدول التى احتضنتها وأيدتها ومولتها كما حدث من العائدين من أفغانستان، وكان من باب الفطنة مساعدته للقضاء على هذه التنظيمات المتوحشة حفاظا على استقرار المنطقة. هذه الدول التى ساعدت هذه المنظمات للقضاء على بشار ستتجرع نفس الكأس قريبا. ما يقال عن بشار يقال عن القذافى.. لا نحتاج إلى شرح أسباب زرع إسرائيل لداعش فى العراق، أو سبب تصدير إسرائيل للإرهاب إلى كافة الدول العربية، منها مصر والسعودية واليمن وقبلها العراق وسوريا، أو سبب دعم إسرائيل وحماس للإرهابيين فى سيناء (حل المشكلة الفلسطينية والإسرائيلية هو اقتطاع جزء من سيناء لحماس). الغريب فى الأمر أن الدول العربية تحتضن هذه الأنظمة لتصفية حساباتها الخاصة على حساب مصلحة شعوبها. أليس فينا رجل رشيد؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية