x

مراكبية وأصحاب مراسى: «المسطحات سايبة المخالفات عينى عينك»

الأحد 26-07-2015 22:18 | كتب: أحمد الهواري |
أحد أصحاب المراكب أحد أصحاب المراكب تصوير : أسامة السيد

أثار حادث غرق مركب الوراق، فى محافظة الجيزة، بسبب اصطدام صندل به، استياء عدد من المراكبية وأصحاب المراسى النيلية، الذين أجمعوا على رفض إبحار الصنادل التجارية ليلا دون تجهيزات.

على باب «مرسى باريس» المطل على كورنيش النيل بالمعادى، وقف أسامة رمزى، يستقبل زبائن الرحلات النيلية.

دعانا «أسامة»، الذى ورث المهنة عن والده، إلى داخل أحد المراكب الشراعية الذى لا يحتوى المرسى على غيره، وقال: «المرسى الخاص بنا يعمل بالمراكب الشراعية فقط، وتتنوع زبائننا ما بين السياح والمصريين (الرايقين)، الذين لا يحبون صخب المراكب التى تعمل بـ(موتور)».

المراكب الموجودة بالمرسى تجدد تصريحاتها كل عامين، بينما تجدد رخصة «المراكبى» كل ثلاثة أعوام، على حد قول «أسامة»، فتصريح المركب يصدر بناء على شهادة صلاحية تُمنح له، بعد مراجعة من الفنيين، وتقوم شرطة المسطحات بالتفتيش الدورى على تراخيص المراكب وتواجد مهماتها المختلفة من أطواق وسترات النجاة والتأكد من عدم تحميل المراكب فوق حمولتها المفترضة.

ويضيف: «تمر الشرطة بانتظام للتأكد من وجود الرخص، أما حالة المركب الفنية فتتم مراجعتها عند تجديد الرخصة».

ويعرض «أسامة» ترخيص المركب الذى نجلس بداخله، والذى يبلغ طوله 10 أمتار وحمولته 28 شخصا تشمل الطاقم الذى ينحصر فى حالة المركب الشراعى الذى يسميه «الحاج شعبان».

ويعمل «شعبان محمود» على المركب نفسه منذ أكثر من 16 عاما، ويقول إن المراكب العاملة فى النيل لها طرق شبه محددة، سواء كانت «كاسعة»، أى متجهة ناحية بحرى أو جارية قبلى.

وأضاف أن البواخر السياحية التى تسافر بين المحافظات والصنادل التجارية التى تنقل البضائع نهريا، التى يطلق عليها المراكبية أسماء مثل «الدَّفَّاع» أو «الباجور» لا يُصرح لها بالعمل ليلا، ومن المفترض أن ترسو مع مغيب الشمس، لأنها لا تحمل كشافات قوية أو سارينات لتنبيه مراكب الرحلات النيلية، على العكس من البواخر النيلية السياحية التى تقوم بجولة فى القاهرة، والتى دائما ما تحمل كشافات وسارينات قوية تنبه المراكب الصغيرة إلى اقترابها.

ويضيف أنه على الرغم من هذا المنع، فإن الصنادل التجارية غالبا ما تبحر أثناء الليل، على الرغم من مخالفة هذا للقانون.

داخل مرسى «أبوحمادة» فى منطقة مصر القديمة، جلس «إسلام»، منتظرا انتهاء وقت الظهيرة الذى عادة ما يخلو من الزبائن. يعرف مثله مثل غالبية العاملين على النهر بالحادثة وبطول المركب الذى تعرض له «مركب عشرين مترا».

يرى «إسلام»، الذى تعمل مراكب المرسى الخاص بعائلته بـ«الموتور»، أن مسؤولية الحادث تقع على الجانبين، فسائق الصندل يعمل ليلا على غير المفترض، وسائق المركب يعمل وحده على مركب طويل، قائلا: «مركب زى ده سواقه قاعد فى الآخر ورا، وقدامه عشرين متر مليانين ناس ومزيكا، مش سامع حاجة ولا شايف حاجة، لازم يكون معاه واحد على المركب من قدام علشان يلفت نظره لو حصلت أى حاجة».

وفى أحد المراسى الموجودة بكورنيش النيل المواجه لموقف عبدالمنعم رياض يجلس «م. م»، 26 عاما، و«ر. أ»، اللذان طلبا عدم نشر اسميهما داخل المركب الخاص بهما، والذى يعمل بموتور، فى انتظار مغيب الشمس وبدء فترة ذروة العمل. تبدو أزمة الترخيص هنا أكثر وضوحا، نظرا لطبيعة المكان الجغرافية. يقول «م. م»، صاحب مرسى: «منذ أن حصلنا على حكم القضاء الإدارى بعودتنا إلى المرسى هنا، بعد أربع سنوات قضيناها فى منطقة (الساحل)، والترخيص مشكلة دائمة، تريد الحكومة منا أن نرحل حتى تتحول المنطقة إلى الاستثمار السياحى، فأصحاب الفنادق المحيطة بنا يريدون ترحيلنا، حتى يمتلكوا المراسى الموجودة ويأتوا ببواخر سياحية لمصلحتهم الخاصة، وأضاف: «عندما نقدم طلبا لترخيص مركب يُطلب منا التوجه إلى وزارة الرى، وهناك يطلبون منا ترخيص المرسى، وعندما نذهب للمسطحات لتجديد ترخيص المرسى، يقولون لنا إن الترخيص موقوف دون إبلاغنا بالأسباب، فنضطر للعمل دون ترخيص، ونتحمل الغرامات المالية ودوما نحن كبش الفداء». ويتحدث «ر. أ» عن مشكلة أخرى، قائلا: «ترخيص (المراكبى) أيضا أصبحت له شروط، فرغم أننى (فى المراكب من وانا فى اللفة ومافيش حد فى البحر أحسن منى)، إلا أنى لا أستطيع الحصول على رخصة، لأنى غير متعلم.. وفى المقابل، يحصل على الرخصة أشخاص دخلاء على المهنة، لأنهم متعلمون».

ويضيف: «كل حاجة دلوقتى يقولك المراكبية هما السبب وهما اللى بيموتوا الناس، ما يروحوا يشوفوا المسطحات سايبة الصنادل تعدى من طول الليل ليه بالمخالفة للقانون عينى عينك؟!».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية