x

كمين مرور على طريق زراعى تغطيه «الشبورة» يحول حفل زفاف أمين الشرطة إلى مأتم.. ويتسبب فى بتر ساق زميله

الأحد 21-12-2008 00:00 |

كانت الساعة تقترب من الثامنة صباحًا.. «شبورة» كثيفة تغطى طريق مصر - إسكندرية الزراعى، لجنة من الإدارة العامة للمرور اختارت الكيلو 25 عند مدينة قها لضبط المخالفات المرورية على الطريق الزراعى، ضابط و3 أمناء شرطة ومجندان كانوا عدد أفراد اللجنة.. بعد ساعة تقريبًا من عمل اللجنة..

 كانت الكارثة التى كانت متوقعة وتتكرر كثيرًا، سيارة ملاكى كانت تسير بسرعة، ولم يشاهد قائدها اللجنة، أطاحت بالكمين، نجا الجميع عدا أمين الشرطة، رحل عن الحياة ومندوبًا، تسبب الحادث فى بتر ساقه اليسرى.. فرحة الأمين المتوفى بزفافه بعد 3 أشهر تحولت إلى مأتم.. وأبناء المندوب المصاب التفوا حوله فى سرير المرض.. وكلما نظروا لساقه المبتورة دمعت أعينهم.

البداية كانت قبل 7 سنوات تقريبًا، عندما التحق ياسر علام على، بالعمل فى وزارة الداخلية، مندوبًا للشرطة، تسلم عمله، ومرت الأيام.. وتنقل بين الإدارات.. حتى استقر به الحال فى الإدارة العامة للمرور.. ولم تكن قصة دخول «ياسر» إلى وزارة الداخلية مختلفة كثيرًا عن قصة أمين الشرطة هشام إسماعيل عبدالرحمن، أنهى تعليمه الثانوى فى محافظته «البحيرة»، وقرر الالتحاق بمعهد أمناء الشرطة، ساعده والده فى المعهد صرف عليه كثيرًا، على أمل أن يتخرج الابن ويعمل ويرد جزءًا مما قدمه الأب والأسرة.

تخرج هشام فى المعهد، والتحق بالعمل فى الإدارة العامة للمرور.. استأجر وعدد من أصدقائه شقة فى القاهرة، وكلما حصل على إجازة أسرع إلى أسرته فى دمنهور، وقبل شهرين تقريبًا، استغلت والدة أمين الشرطة حضوره فى إجازة إلى بلدتهم بدمنهور، واقتربت منه، وعرضت عليه أن تخطب له فتاة من أسرة تسكن إلى جوارهم، فوافق على طلب الأم، وتقدم لخطبة الفتاة، واتفقت الأسرتان على أن يكون ميعاد الزفاف فى فبراير القادم، وتحول أمين الشرطة إلى شخص آخر، يهتم بعمله ويلتزم فى مواعيده للحصول على مكافآت وحوافز قد تساعده على إتمام زواجه بسرعة.

وصباح يوم الأربعاء الماضى، خرج أمين شرطة من منزله، بعدما علم فى اليوم الذى سبقه، أنه سيكون واحدًا من أمناء الشرطة الذين سيشاركون فى حملة مرور على طريق مصر - إسكندرية الزراعى، وكان مندوب الشرطة «ياسر» هو أيضًا واحدًا من أفراد الحملة، الاثنان استيقظا مبكرًا تقريبًا بعد صلاة الفجر، وتقابل الجميع أمام الإدارة العامة للمرور بالقاهرة، وتحركت بهم السيارة إلى الطريق، واختار الضابط الكيلو 25 على بعد أمتار من مدينة قها ليكون مكان الحملة.

أوقفت القوة سيارة الشرطة بعرض جزء من الطريق، ووضعت «أقماعًا» فى منتصف الطريق فى إشارة لوجود حملة هنا، ولإجبار السائقين على تهدئة السرعة والوقوف لفحص أوراقهم من قبل الحملة، تبادل الضباط فى تنفيذ الحملة، يقف ضابط وأمين شرطة ومندوب، ثم يستريعالثلاثة وبعدها يستكمل 3 آخرون، وجاء الدور على المجموعة التى كان بها أمين الشرطة «هشام» والمندوب «ياسر» ومعهما الضابط.

وقف الضابط على جانب الطريق، وتولى الأمين والمندوب فحص الأورق، الأمور كانت تسير طبيعية رغم اعتراض عدد من السائقين على تنظيم الحملة فى وقت به «شبورة»، لدرجة أن عدد من السائقين فوجئوا بالحملة وتمكنوا بصعوبة من التوقف بها.

فجأة ودون أى مقدمات.. وقع ما كان يخشاه الجميع.. سيارة ملاكى مسرعة اصطدمت بالكمين.. أطاحت بأمين الشرطة، والمندوب لمسافة 5 أمتار فى وسط الطريق لتأتى سيارة نقل مسرعة وتدهسهما، تم نقلهما إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، وألقت المباحث القبض على سائق السيارة الملاكى ويدعى محمد حمودة محمد، وسائق النقل عبدالناصر محمود مراد، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.

بعد ساعات من الحادث وإجراء عملية بتر لساقى أمين الشرطة، رحل عن الحياة، وتم بتر الساق اليسرى لمندوب الشرطة، تسلمت أسرة المتوفى الجثة من المستشفى فى القاهرة، نقلوه إلى قريتهم فى دمنهور، أهالى القرية خرجوا ليودعوه ليردوا له جزءًا من الجميل.. ويتحول استعداد أسرته لزفافه لسرادق كبير لتلقى العزاء فى وفاته.

وداخل المستشفى أفاق المصاب «مندوب الشرطة» من العملية التى أجريت له بعد 8 ساعات، وجد جسده بساق واحدة فقط.. أفراد أسرته ألتفوا حوله.. حاولا أن يهدئوه ولكنه بكى كثيرًا بعدما فقد جزءًا من جسده.

استمعت النيابة لأقوال سائق السيارة الملاكى.. وقال فى التحقيقات إنه فوجئ بالكمين ولم يشاهد أفراده بسبب الشبورة الكثيفة، وأضاف سائق النقل أنه فوجئ بالضحيتين يسقطان أمامه ولم يستطع تفاديهما، واستدعت النيابة أفراد القوة المرافقة فى الحملة لسؤالهما فى الحادث.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية