x

«ألزهايمر» أقسى من السرطان

الأحد 26-07-2015 11:37 | كتب: خالد منتصر |
مرض الزهايمر مرض الزهايمر تصوير : اخبار

«ألزهايمر أكثر قسوة من السرطان!».. تأكدت من صدق هذه الجملة عندما قالت لى سيدة إنها كانت تتمنى أن تصاب أمها بالسرطان أهون من هذا الألزهايمر اللعين! قالتها البنت فى غضب ويأس وزهق، كانت تكشف على أمها المصابة بمرض جلدى ولكنها كانت تفضفض أثناء الكشف، عاملت أمها بقسوة، عنفتها بشدة ولكنى لم أكن مدركاً أن المشكلة أكبر من احتمال فرد يقف فى وضع أعزل مهما كان محباً للأب أو الأم، أعزل بلا سند اجتماعى، فالمجتمع يترك عائلة مريض الألزهايمر فى صحراء اللامبالاة.. لا نحاول تعليم الأبناء كيف يتعاملون مع المسن الذى أصيب بالخرف، لا نحاول إنشاء دور مسنين ورعاية آدمية وصحية لهؤلاء المسنين، لا نحاول خلق كوادر من مقدمى الرعاية وجلساء المسنين وتدريبهم لحمل بعض العبء عن أبناء مرضى الألزهايمر.

أنا لا أبرر ما فعلته البنت بأمها تحت ضغط الزهق، ولا أوافق على أى رد فعل عصبى تجاه مريض الألزهايمر المسكين، ولكنى أقول إن العشوائية فى مواجهة هذا المرض لابد أن تفرز لنا مثل هذه النماذج، وعدم وجود منهج لطب المسنين فى مصر سيجعل مثل هذه السلوكيات الاجتماعية المرفوضة وضعاً طبيعياً، فإذا ألقينا بالحمل والعبء كله على الابن أو الابنة لتمريض المصاب بكارثة الألزهايمر الذى ليس له علاج حتى الآن ودون أى تدريب، فنحن نحكم على هذا الابن بالموت البطىء تنمو كرة الثلج وتتشكل من هذه العلاقة المعقدة التى يتضخم فيها إحساس الذنب المختلط بإحساس الزهق والغضب، يتوه الابن فى هذه المتاهة الملعونة، كيف يحمى الأب فى الوقت نفسه الذى لا يهدر فيه كرامته، كيف يضحك مع الأب ولا يضحك عليه، كيف يصبر وهو الذى يتحمل كل العبء، كيف يتفرغ لنفسه ولأبيه ويوفق بين الوقت المطلوب لهذا وذاك؟.

لابد أن نواجه أنفسنا بصراحة.. الألزهايمر يحتاج لخطة قومية، المسنون فى مصر يحتاجون لنظرة حنان ورعاية وتعامل معهم على أنهم طاقة لا عبء، نحتاج إلى تدريب الـcare givers أو مقدمى الرعاية المؤهلين، يجب إنشاء الـsenior citizens أو دور كبار السن الراقية المؤهلة لاستقبالهم وتحمل العبء مع أبنائهم.

كل الأمراض يصرخ فيها المريض: آه.. إلا الألزهايمر فالذى يقول آه هو عائلة المريض.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية