وصف الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق، مفاوضات الجولة السابعة لسد النهضة التي عقدت بالعاصمة السودانية الخرطوم بأنها تجميل للواقع الأليم، والسد مستمر.
وأشار، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، إلي أن جولة المفاوضات الأخيرة كشفت 3 سلبيات رئيسية؛ هي أنه رغم مرور أكثر من عام مازلنا نتحدث عن مهام المكتب الاستشاري الذي سيقوم بالدراسات بشكل أصبح يمثل مللا يدفع المحلل لتجاهل الاجتماعات.
وأضاف علام: «كل هذا المسار لن يؤدي إلي أي شيء، وأنني أكاد أجزم بأن الرئيس السيسي يعلم بذلك ويتوقعه، وأعتقد أنه سيتم التعامل سياسيا مع هذه القضية خلال الشهور القادمة».
وتابع: «لا يصح لـ 3 وزراء القيام بتضييع الوقت 3 أيام شهريا، من أجل محاولة التوافق حول مهام المكتب الاستشاري»، موضحا أنه لم يحدث ذلك في تاريخ مفاوضات المياه أن يتم تنفيذ مشروع لسد أوشكت المرحلة الأولي منه علي الانتهاء، ولا تزال المفاوضات تدور حول مهام المكتب الاستشاري لإجراء الدراسات للآثار السلبية له، وأصبح من الفكاهة التحدث عن دراسات لم تبدأ بعد لسدٍ يجري إنشاؤه وتم الانتهاء من أكثر من 50% منه.
وأوضح وزير الري الأسبق أنه يستشعر عدم صحة أن الوفد المصري يجابه صعوبة الجبهة الإثيوبية وتعاطف السودان معها، وأشعر أن كل هذه السيناريوهات معدة مسبقا وبدعم من السودان، وهو أمر غير عادل للمفاوض المصري أو المشارك في المباحثات المستمرة شهريا.
وفيما يتعلق بالجوانب الإيجابية لمفاوضات الخرطوم، أكد «علام» أنها تتمثل في إعلان وزير الري عن مخاوف مصر من سعة السد، مضيفا: «أشكره علي ذلك.. ولكني أتساءل: إذا كان يدرك مخاطر السد، فمن هو الذي أعد إعلان المبادئ الذي وقعه قادة الدول الثلاثة، والذي أهمل أي إشارة لخطورة سعة السد علي مصر ولم يتطرق إلي دراسة آثاره وتحدث فقط عن سنوات التخزين وسياسات التشغيل؟!».
وأضاف وزير الري الأسبق أن الشيء الإيجابي الآخر هو أنه رغم الضغوط الشديدة من إثيوبيا والسودان علي الطرف المصري، وبالرغم من الأخطاء السياسية والفنية من الجانب المصري خلال الأربع سنوات الماضية؛ فإن أعضاء الفريق الفني للمباحثات لا يزالون يقفون بشجاعة للدفاع عن المصالح المائية لمصر.