x

وفاة رأفت الميهي.. «للفانتازيا قصة أخيرة»

الجمعة 24-07-2015 21:22 | كتب: صفاء سرور |
رأفت الميهي رأفت الميهي تصوير : آخرون

من بوابة مثّلها القدر على هيئة غرفة في مستشفى المعادي العسكري التي تطل على نيل القاهرة، وفي مساء الجمعة الأخيرة من شهر يوليو للعام 2015، رحل المخرج الكبير رأفت الميهي جسدًا عن عالمنا الذي عاش فيه قرابة 74 عامًا، وروحًا عن عالم فانتازيا اختاره قالبًا لأعمال سينمائية طالما كانت منه بمثابة التجديد وجعلته من قلائل بين صناع السينما غردوا خارج السرب.

على مدار أعوام تناهز الخمسين، سار الميهي في درب السينما بعد قرار ترك عمله مدرسا للغة الإنجليزية التي درسها في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وكانت أولى الخطوات بالتتلمذ على يد فنان حمل لقب «رائد الواقعية» هو المخرج صلاح أبوسيف، الذي اختاره للعمل في مؤسسة السينما ضمن أعضاء لجنة قراءة النصوص المخولة بتقييم السيناريوهات المتقدمة للمؤسسة، وكان السيناريو بوابة دخول عالم السينما بعد أن اختار «الميهي» دراسته التي أنهاها في معهد السينما عام 1964، وكان أول تطبيق للدراسة بمعالجة رواية «جفت الأمطار» لعبدالله الطوخي، وكتابة سيناريو وحوار لها عام 1967.

ومنذ تلك اللحظة وطوال السبعينيات، قطع «الميهي»، الذي عرفه الجمهور مخرجًا لأفلام تركت بصمة واضحة في السينما المصرية، شوطًا مع مشواره في السيناريو بأفلام مبنية على روايات أدبية كالتي كتبها جمال حماد وإحسان عبدالقدوس وهما «غروب وشروق» و«شيء في صدري»، وأخرى من تأليفه هو مثل «على من نطلق الرصاص»، ومن قبلها فيلم «الحب الذي كان».

مع بدايات الثمانينيات، يقرر «الميهي» الذي عمل مؤلفًا وسيناريست مع وجوه سينمائية بارزة مثل سعاد حسني ورشدي أباظة ومخرجين كبار مثل كمال الشيخ وعلي بدرخان، بدء مرحلة جديدة في مسيرته السينمائية، بخوض تجربة الإخراج لتكون البداية مع «عيون لا تنام» 1981، ويتبعها بالفيلم الأبرز الذي لم يجلب له نجاحا جماهيريا وجائزة دولية عام 1985 فقط، بل جلب معهما المشكلات القانونية لدرجة دخول ساحات المحاكم وهو «الأفوكاتو» مع الفنان عادل إمام.

في أفلامه كمخرج، استند «الميهي» إلى «الفانتازيا» التي كانت وسيلته في التجريب والتجديد، كما كان له فيها مآرب أخرى ربما كان أحدها الإفلات بعمله الفني من المواجهات الرقابية على اختلاف أشكالها، فتجلت «فانتازيا الميهي» في أفلام امتدت من «السادة الرجال» 1987، الذي عرض قضية المرأة والمساواة بين الجنسين إلى «سيداتي آنساتي» 1990، الذي لم يكن تعدد الزوجات أو العنوسة فقط أبرز ما أثاره للنقاش بين مشاهديه.

شكلت أفلام «الميهي» في تلك الفترة وما بعدها عقدًا وخطًا موصولاً لحالة سينمائية خاصة ترصد الواقع بمشكلاته وقضاياه على اختلافها سياسية كانت أو اجتماعية بعين ساخرة، وبجانبها أخرج أفلام «للحب قصة أخيرة» 1986، و«ميت فل» 1996، و«علشان ربنا يحبك» 2000، الذي امتد فيه حب الميهي للتجريب إلى المغامرة بتقديمه بأبطال هم أحمد رزق وداليا البحيري، اللذان كانا يقفان في مصاف الوجوه الشابة المبتدئة، بعد أن عمل من قبلهما مع أسماء كان أبرزها عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ويحيى الفخراني ومعالي زايد.

حصل «الميهي»، الذي أقعده عن العمل صراعه مع مشكلات في القلب، على جوائز محلية ودولية، منها ما فاز به فيلمه «للحب قصة أخيرة» في مهرجان كارلو فيفاري، والجائزة الأولى في المهرجان القومي الخامس للأفلام الروائية عام 1995.

بجانب عمله الفني، كان «الميهي»، وحبًا في السينما، سببًا في إنقاذ «استوديو جلال»، الذي يعد واحدًا من أوائل استوديوهات مصر، من النسيان والإهمال، عندما استأجره من الحكومة وأعاد بناءه وتجهيزه، وهو ما تزامن مع تنفيذه قراره بإنشاء أكاديمية فنون وتكنولوجيا السينما.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية