قال الفنان محمد فراج إن حالة الجدل التى أثيرت حول مسلسل «تحت السيطرة» طبيعية وصحية، خاصة أنه يتناول قضية شائكة وحساسة، وصفها بـ«الكارثة»، وإنه فخور بالمشاركة فى هذا المسلسل، لأنه محترم وجدير بالمشاهدة، واختلفت الآراء حوله، سواء كانت بالتأييد أو الرفض، لكنه بالنهاية تجربة مميزة تُهم قطاعا كبيرا من البيوت المصرية، كونها الأولى من نوعها تتناول هذه القضية المهمة بهذه المعالجة، وأضاف أن بداية الفكرة كانت منذ أكثر من عام للمخرج تامر محسن والكاتبة مريم ناعوم.
وتم تحريكه العام الماضى، ليخرج إلى النور مع المنتج جمال العدل، وقد تحدث «تامر» معه، وعرض عليه الموضوع، ولم يتردد، وقتها، ولم يفكر، ووافق على الفور، ولم يشغل نفسه بفكرة مساحة الدور أو غيره، ودخل المسلسل دون الخوض فى تفاصيل العمل أو الدور، ولم يكن يدرى ما إذا كان دوره جيدا أم لا، وهى عوامل مهمة جدًا بالنسبة له يعتبرها مقاييس أساسية فى اختياراته، لكنه يلغيها تماما مع تامر محسن، وتابع أنه تمنى فقط أن تلقى الشخصية المرشح لها إعجابه، فهو لا يفضل العمل مع تامر، وهو غير مبسوط، لكنه كان واثقا فيه وفى مقدرنه على تقديم عمل مميز، وهو ما يشكره عليه، ويعتبر نفسه تلميذا له، وأخا، وتعلم منه الكثير.
وشدد «فراج» على تخوفه كثيرًا من الموضوع فى بدايته، لحساسيته الشديدة، وأى فنان مهما كانت موهبته يفكر طويلا قبل الخوض فى مثل هذه التجارب التى تتناول موضوعا مثل الإدمان، بهذه الجرأة.
وواصل أنه احتاج لتحضيرات كثيرة وبروفات متعددة مع تامر ومريم، ومع د. نبيل القطب، وهو من أشهر أطباء مصر فى الصحة النفسية والإدمان، كما التقى ببعض المواطنين المعافين من الإدمان، وهم فلاسفة وأذكياء لدرجة غير طبيعية، وأن الموضوع عميق جدًا، وتجربة صعبة.
يغوص بها فى هذا العالم، ولم يقدم من قبل أى شخصية مرتبطة بالإدمان أنها منذ بدايتها وحتى نهايتها مرهقة، ولها طبيعة مختلفة فى كل المشاهد حتى التى تخلو فيها من الحوار، وشخصية لم يعشها من قبل، وصعبة، احتاجت مجهودا بأن يظهر إلى الجمهور، وكأنها شخص آخر بعيد عن محمد فراج فى كل شىء، والصعوبة الكبرى كانت فى نقل الفكرة بشكل حقيقى، وهذا كان الشغل الشاغل لكل القائمين على العمل لأن الفكرة عميقة جدًا، وضرورى أن تخرج بواقعية واحترام خال من خدش الحياء او الابتذال أو التجريح، وأن المسلسل لا يحث الشباب على الإدمان، لكنه يكشف سلبيات الفكرة، وكيف تتسبب فى تدمير حياة أصحابها.
وذكر «فراج» أنه أراد من خلال هذا العمل الدخول فى عالم مريم ناعوم الخاص، كونها مدرسة وفكرا مختلفا وناضجا، ولذلك اعتذر عن 4 مسلسلات هذا العام، بسبب تحت السيطرة، وقال إنه ضد فكرة التواجد بأكثر من عمل فى نفس الوقت، ويفضل التركيز فى عمل واحد، ولا يشغله فكرة الكم، ولا يشغل تفكيره بالخطوة المقبلة ودائمًا ما يعيش مع كل خطوة بخطوتها، لكنه حريص جدًا فى خطواته، ويقيم نفسه بعد كل تجربة، بحساباته الشخصية كممثل، من خلال ردود فعل الجمهور والنقاد، ومتخوف جدًا من القادم، واعتاد على ألا يترك نفسه كثيرًا للفرح، وهو شىء خارج إرادته، لأنه إنسان قلوق جدًا بطبعه.