x

ياسر أيوب مبروك يا أهلى ياسر أيوب الأربعاء 22-07-2015 21:23


لم يستضف استاد برج العرب، مساء أمس الأول، مباراة واحدة فاز فيها الأهلى على الزمالك.. إنما كانت هناك مباراة أخرى فاز فيها فتحى مبروك على الشكوك والاتهامات واللامبالاة والانتقاص من القدر والقيمة والمكانة.. وإذا كانت لانتصار الأهلى فرحته وقيمته الكروية التى تخص جماهير وعشاق ومسؤولى النادى الكبير فى كل مكان.. فإن انتصار فتحى مبروك يتجاوز تماما دائرة كرة القدم إلى دوائر أخرى أكثر اتساعاً وعمقاً.. ففتحى مبروك قبل هذه المباراة وأثناءها وبعدها كان هو الإنسان البسيط جدا.. الهادئ جدا.. الرائع جدا.. الذى لا يجيد إحاطة اسمه أو صورته بأى هالة ضوء أو مكانة زائفة.. الذى يبقى فى مكانه ليس طامعاً فى أى شىء ولا يبحث عن أى شهرة أو رواج بأى وسيلة..

لكنه رغم ذلك يبقى مكتفياً بما يناله دون خوض أى حروب وهمية ودون أى تجاوزات أو إهانة أى أحد.. يبقى فتحى مبروك واحداً من الناس، وربما لهذا السبب لا يتحدث عنه أو يهتم به كثير من الناس.. فالناس لا تحب الذى يشبهها.. إنما يستهويها أكثر الذى يصرخ ويتجاوز ويمثل ويشتم ويثير الصخب فى كل مكان.. الناس فى بلادى تحب الذى يضحك عليها ويخدعها ويستغلها لكنهم لا يستريحون لمن يحادثهم ببساطة وعفوية ورقى وهدوء واحترام.. وفى بلد آخر أو مجتمع آخر.. كان فتحى مبروك سيتحول لحكاية جميلة تستحق القراءة والكتابة والاحترام أيضا.. حكاية الإنسان الذى ليست له أى مطالب أو شروط من أجل أن يعمل وينجح.. وبعد أن ينجح يصبح آخر من يطلب الثمن.. بل ولا يمانع أن يجمع حقائبه ويرحل فى هدوء فى لحظة انتصاره..

عكس آخرين كثيرين لا يقومون بأى شىء ولا ينجحون فى أى شىء ورغم ذلك يمتلكون جرأة وصفاقة المطالبة بكل شىء.. ولا أعرف ماذا ستقرر إدارة الأهلى بشأن فتحى مبروك، وهل سيبقى مع الأهلى أم يرحل.. ولكننى أعرف أنه يستحق كل الود والتقدير والاحترام.. وأعرف أنه لو قررت إدارة الأهلى الاستغناء عن فتحى مبروك للتعاقد مع أى خواجة.. فلن يغضب فتحى أو يحتج أو يهاجم أو ينتقد أى أحد.. وسيبقى على استعداد دائم للعودة لنفس موقعه فى أى وقت يحتاجه الأهلى من جديد.. وأعرف أن كثيرين من جماهير الأهلى قد تصفق فقط لفتحى مبروك لحظة الانتصار لكنها ليست أبداً على استعداد لأن تجعل منه بطلاً لأنه أولاً ليس خواجة وإنما يشبهنا ويملك نفس ملامحنا.. ولأنه ثانياً لا يتعالى على أى أحد، سواء كان مسؤولا أو إعلاميا أو زميلا له فى الملعب أو حتى أى مشجع فى الشارع.. وأمثال هؤلاء لا مكان لهم فى مصر ولا قيمة أو اعتبار أيضا.. ويكفى فتحى مبروك أنه دائما يصنع الفرحة دون أن يتذكره أو يشكره أى أحد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية