نجوم السينما ظاهرة من ظواهر القرن العشرين الميلادى، قرن السينما من دون منازع، وهناك دراسات عديدة حول هذه الظاهرة، والتى ارتبطت بصنع حكايات تحول النجم إلى أسطورة خيالية بالمبالغة فى ذكر بعض الوقائع، أو اختراعها اختراعاً، وأحياناً يساهم النجم ذاته فى التأكيد على هذه الحكايات بأن يرددها وكأنه يصدقها، أو صدقها فعلاً، ولكن علينا أن نحكم العقل دائماً، كما فى بعض الحكايات عن عمر الشريف.
وعلى سبيل المثال، حكاية أن الملك فاروق كان يلعب القمار مع والدة عمر الشريف فى منزل الأسرة، وبغض النظر أن بعض المؤرخين ينفون أن الملك كان يلعب القمار، فما الذى يدعوه لأن يمارس هذه اللعبة فى منزل أسرة عمر الشريف، فما هو الدليل على صحة هذه الحكاية.
وهناك أيضاً حكاية أن صلاح نصر، مدير المخابرات، قبل حرب يونيو 1967 ذهب إلى بيت عمر الشريف وفاتن حمامة، وهما زوجان، وطلب منهما التعاون، ولكنهما رفضا، بل إن صلاح نصر طلب من عمر الشريف أن يتعاون فى قتل والد الممثلة اللبنانية نضال الأشقر، أطال الله عمرها، ولكنه أبلغها بالمؤامرة، فما هو الدليل على صحة هذه الحكاية.
وهناك ثالثاً حكاية أن السادات قبل أن يقوم بزيارة إسرائيل عام 1977، كلف عمر الشريف بالذهاب إلى سفارة إسرائيل فى باريس، والاتصال برئيس مجلس وزراء إسرائيل، مناحم بيجين، لمعرفة كيف سيكون استقبال السادات إذا قام بزيارة إسرائيل، وأن الاتصال تم، وقال بيجين إنه سيستقبل كالمسيح، وكأن السادات كان فى حاجة إلى أن يعرف كيف سيتم استقباله، فما هو الدليل على صحة هذه الحكاية.
ومن اللافت أيضاً فيما ينشر عن عمر الشريف حوارات أجريت معه قبل وفاته ونشرت بعدها، ولست أكذب إجراء هذه الحوارات، وربما كانت مسجلة، ولكن المشكلة أن الأصل فى الحوار أن ينشر فى حياة من يتم الحوار معه، حتى يستطيع أن يكذب أو يصحح، وعندما لا يكذب ولا يصحح، يصبح الحوار مصدقاً، وهذه مسألة مهنية ومنهجية وأخلاقية، بغض النظر عن غرابة إجراء حوار مع عمر الشريف وتأجيله.