x

شبح الاختفاء يهدد «أبومينا» الأثرية

الأربعاء 22-07-2015 11:06 | كتب: رجب رمضان |
الإهمال والمياه الجوفية يهددان أبو مينا الأثرية بالاختفاء الإهمال والمياه الجوفية يهددان أبو مينا الأثرية بالاختفاء تصوير : حازم جودة

تواجه مدينة أبومينا الأثرية الواقعة غرب الإسكندرية، والتى تعد الأثر القبطى الوحيد فى مصر المسجل على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو»، ضمن أهم 5 مناطق تراث عالمى، خطر الإهمال والاختفاء، وذلك بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية والتى تصل إلى نحو 5.5 متر، خاصة بعدما أخفت المياه مقبرة القديس مارمينا وحجراتها تماماً بسبب غمرها بالمياه.

وتعد مدينة آثار أبومينا، ثانى منطقة حجيج مسيحية مقدسة فى العالم بعد القدس الشريف، وتقع فى مدينة برج العرب، غرب الإسكندرية، على بعد نحو 120 كيلو مترا منها، والبالغ مساحتها 970 فداناً، وتشمل منطقة الدير والكنيسة الأثرية ومقبرة القديس أبومينا، وتعتبر أهم عنصر معمارى بالمنطقة.

وتكشف «المصرى اليوم» بالصور اختفاء المقبرة بعد غمر جميع حجراتها تحت الأرض بعمق 7 أمتار بالمياه الجوفية.

يقول المهندس محمد رضا يوسف رئيس الإدارة الهندسية لآثار الوجه البحرى وسيناء، إن وزارة الآثار نفذت مشروعا لخفض المياه الجوفية فى عام 2010 على 3 مراحل وهى: مرحلة الأعمال المدنية ومرحلة الأعمال الميكانيكية ومرحلة الأعمال الكهربائية، بتكلفة إجمالية بلغت 50 مليون جنيه تضمن خفض منسوب المياه إلى مترين بدلاً من 5.5 أمتار، ورفع كفاءة المنطقة وبناء أسوار خارجية للحفاظ على المنطقة خاصة أن مساحتها تصل إلى نحو 970 فداناً.

ويؤكد «يوسف» تعطل طلمبات رفع المياه الموجودة بالمنطقة والبالغ عددها 170 طلمبة رفع منذ عام 2010 بسبب انعدام الصيانة الدورية الخاصة بها، مما يهدد بانعدام جدوى المشروع الذى تكلف 50 مليون جنيه من المال العام، مشيراً إلى أن ما يتم تشغليه حالياً لا يتعدى 20% فقط من هذه الطلمبات، أى نحو 40 طلمبة فقط، مما ساهم فى ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالمنطقة، خاصة منطقة الدير والمقبرة والكنيسة الأثرية لعدم قدرة هذا العدد على رفع الكميات الكبيرة من المياه الجوفية.

وتابع: كان المفروض أن يتم عمل صيانة دورية للطلمبات لإنقاذ المنطقة والمشروع، مشيرا إلى أن صيانة الطلمبات تحتاج إلى حوالى 3 ملايين جنيه سنوياً لتشغيل الطلمبات الـ170 بالكامل، بالإضافة إلى تكاليف استهلاك الكهرباء ورفع المياه الجوفية».

ولفت، إلى أنه منذ انتهاء المشروع وتسليمه فى 2010 لم يتم عمل صيانة للطلمبات حتى الآن، مما أدى إلى ارتفاع المنسوب بالمنطقة.

وطالب «يوسف» بسرعة خفض منسوب المياه الجوفية لكشف مقبرة القديس مارمينا، وفتحها للزيارة المقدسة باعتبارها الأثر القبطى الوحيد المسجل ضمن التراث العالمى فى مصر.

وقال الأثرى محمد على سعيد، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، بالإسكندرية والساحل الشمالى ومطروح «السابق»، إن المنطقة تعد ثانى منطقة حجيج مسيحية مقدسة فى العالم، لكن للأسف المقبرة غمرتها المياه تماماً، واختفت عن الأنظار ما يتطلب التدخل السريع حتى لا يتم رفع المنطقة بالكامل من سجل التراث العالمى، خصوصاً أنها حالياً على القائمة الحمراء للمناطق المعرضة للخطر والخروج من التراث العالمى لمنظمة اليونسكو.

وأوضح «سعيد» أن منطقة آثار أبومينا، تواجه تعديات مستمرة من جانب الأعراب المتواجدين بالقرب منها، فضلاً عن تعطل طلمبات رفع المياه وارتفاع منسوب المياه الجوفية بمنطقة الدير والكنيسة الأثرية.

وأضاف: «منظمة اليونسكو حذرت منذ عدة سنوات من الخطر الذى تتعرض له منطقة أبومينا والدير الأثرى عندما وضعت المنطقة على القائمة الحمراء الخاصة بالتراث الأثرى المهدد بالضياع نظراً للتدهور الشديد فى حالتها».

وأشار إلى أن المنطقة مدرجة ضمن قائمة لجنة التراث العالمى باليونسكو عام 1979 بإعتبارها من أهم الأماكن التاريخية فى مصر لكن بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية أسفل المنطقة تعرضت آثارها لأخطار شديدة، تهدد بضياع الآثار الموجودة واختفاء المقبرة تماماً وتحويلها لمنطقة فضاء عادية، فضلاً عن تهدم أجزاء كبيرة من منطقة الدير بفعل العوامل الطبيعية والتغييرات الاجتماعية. وطالب «سعيد» بتشكيل ما يسمى «مجلس أمناء» ممثل به جميع الوزارات والهيئات والمنظمات المعنية وعلى رأسها وزارتا الآثار والثقافة للحفاظ على منطقة أبومينا وحمايتها من التعديات والمياه الجوفية قبل أن تضيع نهائياً وتخرج من قائمة التراث العالمى.

وقال الراهب القمص تداوس افا مينا، مسؤول الآثار بدير مارمينا العجائبى، إن مدينة أبومينا الأثرية، تعرضت خلال السنوات الأخيرة إلى مشاكل عديده من بينها إرتفاع منسوب المياه الجوفية حيث قامت وزارة الآثار بتنفيذ مشروع خفض المياه الجوفية بتكلفة تقارب 50 مليون جنيه، وذلك لخفض منسوب المياه الجوفية فى المدينة الأثرية بمسطح نحو 290 فداناً.

وأشار إلى أن المشروع بدأ فى عام 2005 فى حضور ممثلين عن «اليونسكو والدير والآثار» وانتهى فى عام 2010، ولكن بسبب التغيرات السياسية، التى حدثت فى مصر فى الآونة الأخيرة وما صاحبها من ظروف اقتصادية سيئة تعذر معها تدبير موارد مالية إضافية لإجراء أعمال الصيانة الدورية لطلمبات الرفع، وأيضا انقطاع التيار الكهربى وحدوث أعطال فنية فى بعض طلمبات سحب ورفع المياه الجوفية، مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية فى المدينة وبالأخص قبر القديس مارمينا الذى كان مخططاً ترميمه وتجهيزه للزيارة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية