ينطلق مساء اليوم موسم عيد الفطر فى دور العرض. الفطر أصبح من أقوى المواسم السينمائية خلال السنوات الأخيرة بعد تراجع موسم الصيف بسبب التغييرات المناخية ودخوله وتقاطعه مع شهر رمضان، ومن المقرر أن يتنافس على العيدية 5 أفلام إجمالى ميزانياتها يقترب من الـ50 مليون جنيه، تسعى كلها لتحقيق أعلى الإيرادات والاستحواذ على أكبر نسبة من العيدية.
أكثر ما يميز أفلام هذا الموسم أنها تأخذ إطارا أكثر فى الجدية والحرفية، فكلها مصنوعة بشكل جيد، وتحمل أسماء نجوم لامعة، مع تراجع واضح لأفلام المقاولات والأفلام الاستهلاكية، التى انتشرت فى السنوات الأخيرة أيضا لتجارى الموضة.
يأتى فى مقدمة السباق فيلم «شد أجزاء» لمحمد رمضان، الذى تربعت أفلامه الأخيرة على قمة الإيرادات، وحقق نجاحا ملموسا فى أفلام «عبده موتة» و«قلب الأسد» و«واحد صعيدى»، ويراهن عليه المنتج أحمد السبكى فى هذا الفيلم، الذى قرر فيه رمضان أن يتمرد على نفسه أو يحصر ذاته فى أدوار محددة مثل البلطجى أو رجل الشارع المتشرد، كما ظهر فى أعماله الأخيرة.
هذه المرة قرر رمضان أن يفتح صفحة جديدة مع نفسه ويختار أدوارا تخرجه من الإطار التقليدى، ولهذا قرر أن يعمل على نفسه ويغير من هيئته عن طريق الرياضة ليكون ملائما لكل الأدوار، ويحسب له ذلك، كما قرر رمضان أن ينظر لتجارب بعض النجوم العالميين أصحاب البشرة السمراء والأقرب شبها منه، ليتعرف على خطواتهم وبالأخص «ويل سميث» و«دينزل واشنطن»، اللذين قدما نجاحات كبيرة فى السينما العالمية، وتستطيع أن تكشف من الوهلة الأولى لبرومو فيلم «شد أجزاء» أن رمضان قام باستنساخ واضح للنجم دينزل واشنطن فى حركاته وأدائه لبعض المشاهد فى أفلام مختلفة، وكأن أحداث الفيلم تدور فى دولة أخرى غير مصر.
ورغم ذلك، نجح البرومو فى اجتياز حاجز المليون مشاهدة فور طرحه على الإنترنت بأيام قليلة، وهذا ما يؤكد شعبية رمضان وانتظار الجمهور لفيلمه الذى يخرجه حسين المنياوى فى أول تجربة سينمائية له، ويشارك فى بطولته محمد شاهين، ونسرين أمين، ومحمد ممدوح تايسون، إضافة إلى دنيا سمير غانم وإياد نصار، وهما ضيفا الفيلم، الذى كتبه محمد سليمان عبد المالك، ويعتبر هذا الفيلم الذى وصلت ميزانيته 12 مليون جنيه الأوفر حظا فى دور العرض بعد أن قررت الشركة المنتجة طرح أكثر من 100 نسخة فى جميع دور العرض.
يأتى فى المرتبة الثانية فيلم «ولاد رزق»، إخراج طارق العريان، وأكثر ما يميز هذا الفيلم هو كم النجوم الذين يشاركون فى أحداثه حيث نجح المنتج والمخرج طارق العريان فى اختيار مجموعة من الأبطال يجتمعون معا لأول مرة فى عمل سينمائى وهم أحمد عز وأحمد الفيشاوى وعمرو يوسف وأحمد داوود وكريم قاسم وسيد رجب ونسرين أمين، وأكثر ما يميز العمل أن العريان استعان ببعض الوجوه المشهود لها بالموهبة التمثيلية الكبيرة خلال السنوات الأخيرة، وهذا ما يؤكد أن الفيلم سيشهد مباراة تمثيلية كبيرة بين أبطاله الذين قرروا تغيير جلدهم كاملا فى هذا العمل ومنهم أحمد عز الذى يسعى إلى تغيير جلده من عمل إلى آخر، وله قدرة على الدخول فى تحديات سينمائية تحسب له كما فعل فى فيلم «المصلحة» ومن قبلها «بدل فاقد» و«الحفلة»، وتدور أحداث الفيلم الذى تجاوزت ميزانيته حاجز الـ10 ملايين جنيه حول مجموعة من الأشقاء يسيرون فى طريق الجريمة على عهد قديم بينهم لتركها فى يوم ما، لكن عملية واحدة فاشلة تفجر الخلافات الدفينة بينهم، فيتركهم الشقيق الأكبر والعقل المدبر لهم، ليقع الباقون فى صفقة مرعبة مع تاجر مخدرات، بينما يتعرضون للخيانة، وتطاردهم الشرطة بدون سبب معروف.
ثالث تجربة، والتى يعتبرها البعض استثنائية خلال هذا الموسم باعتبار أن مخرجها لم يقدم سوى عمل سينمائى واحد منذ 11 عاما وحقق خلاله نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا هو فيلم «سكر مر»، للمخرج هانى خليفة، الذى يشارك فى بطولته أحمد الفيشاوى وهيثم أحمد زكى وأيتن عامر وناهد السباعى وشيرى عادل.
ويأتى عامل الجذب الأول فى هذا الفيلم بعيدا عن أبطاله إلى المخرج هانى خليفة، خاصة بين محبى السينما، لثقتهم الكبيرة فى أدواته واختياراته لدرجة أن البعض كان يفضل عرض الفيلم خارج منافسات العيد حتى يحظى بفرصة أفضل فى العرض وإعطاء مساحة للأسر لمشاهدة الفيلم بعيدا عن زحمة الصيف، ويعرض الفيلم الذى وصلت ميزانيته إلى 9 ملايين جنيه فى 60 دار عرض، ويعرض الفيلم قصة خمسة رجال وخمس سيدات تربطهم علاقات عاطفية وشخصية، ومدى تأثرهم بالظروف والتحولات التى يمر بها المجتمع فى الفترة الأخيرة، وكيف تتغير الشخصيات من النقيض إلى النقيض بشكل غير متوقع بسبب ما يتعرضون له من أحداث وصدمات فى حياتهم.
رابع الأفلام المعروضة والمتوقع أن تحظى أيضا بإقبال جماهيرى جيد، نظرا لشعبية بطله، هو فيلم «حياتى مبهدلة» لمحمد سعد، والذى يشهد أيضا أول تجربة سينمائية للمخرج شادى على، ويسعى محمد سعد فى هذا الفيلم إلى استغلال شخصية «تتح» التى سبق أن قدمها فى فيلم منفصل العام الماضى، ويصر سعد ايضا على تكرار نفسه وشخصياته فى هذا العمل، كما سبق وفعلها مع معظم الشخصيات التى قدمها من قبل، مثل الليمبى وعوكل وأطاطا ورياض باشا، ولكن يقدم «تتح» هذه المرة فى سياق درامى مختلف، مستخدما الجرافيك والخيال العلمى فى محاولة منه لإجراء بعض التغييرات التى قد تجذب جمهورا مختلفا، ويستطيع من خلاله أن يفجر مشاهد كوميدية جديدة، وفى الوقت نفسه يصر سعد على استخدام نفس أسلوبه القديم فى كل أفلامه كالغناء بطريقة غريبة والاستعانة براقصة لتقديم فرح شعبى أو مناسبة خلال سياق الأحداث، التى يجسد من خلالها دور حارس أمن خاص، يتعلق بحب نيكول سابا، ويحاول لفت نظرها، وإذا به يصدم قطة بسيارته ويفاجأ بأن روحها تسكن العالم الآخر، فيصاب بعدة أزمات غريبة ويلجأ إلى الدجال حسن حسنى ليساعده فى فك ما أصابه. الفيلم تجاوزت ميزانيته الـ13 مليون جنيه، وسيعرض فى 80 دار عرض.
آخر الأفلام المقرر عرضها خلال الموسم أيضا هو فيلم «نوم التلات» لهانى رمزى، والذى يعود به منذ أن قدم «توم وجيمى» فى 2013، وهو أحد أفلام الكوميديا «الفارس»، الذى اعتاد عليها هانى فى أفلامه الأخيرة، وتدور أحداث الفيلم فى إطار كوميدى حول موظف الشهر العقارى (هانى رمزى)، الذى يحب زميلته بالعمل (إيمان العاصى) ويتعلق بحبها، ويسعى للارتباط بها إلا أنه يعانى من مرض نفسى نادر الحدوث يجعله ينام من يوم الاثنين حتى يوم الأربعاء، مما يتسبب ذلك فى سرقة مكتب الشهر العقارى الذى يعمل فيه، ويقع فى عدة أزمات عصيبة، فتحاول زميلته وزميله هشام إسماعيل مساعدته للخروج من هذه الأزمات والإمساك بالسارق، الفيلم إخراج إيهاب لمعى. الفيلم اقتربت ميزانيته من الـ9 ملايين جنيه، ومن المقرر طرحه فى 45 دار عرض.
وبسبب هذه المنافسة الساخنة بين الأفلام واستحواذها على معظم دور العرض، اضطرت أفلام أخرى إلى الابتعاد والتأجيل إلى مواسم أخرى للحصول على فرصة أفضل فى العرض، ومنها فيلم «الخلبوص» لمحمد رجب، والذى تم تأجيله أكثر من مرة، وأيضا فيلم «4 كوتشينة» بطولة أوكا وأورتيجا، والذى تأجل أكثر من عام حتى الآن.