x

ضياء رشوان بدر عبدالعاطى: من أسيوط لبرلين ضياء رشوان الأربعاء 15-07-2015 21:40


«أنا وغيرى بنتشرف أننا ننتمى لوزارة الخارجية وأصولنا الاجتماعية بسيطة جداً». «أنا لما قدمت (فى الخارجية) سنة 1988 أنا جيت ولا أعرف حد ولا ليا علاقة بحد، والحمد لله طلعت الأول على الدفعة فى الشفوى والتحريرى». والدك بيشتغل إيه؟ «عليه رحمة الله كان عنده محل بسيط جداً فى أسيوط ولسه والدتى هناك وإخواتى، احنا أسرة بسيطة جداً جداً جداً».

قائل الجمل السابقة الصريحة والكاشفة هو السفير الدكتور بدر عبدالعاطى، المتحدث الرسمى السابق لوزارة الخارجية والمرشح سفيراً لمصر فى ألمانيا، وذلك فى حوار هاتفى مع برنامج «مانشيت» الذى يقدمه الإعلامى جابر القرموطى فى ديسمبر 2014. وبدر عبدالعاطى، بعد رفع الألقاب والتكليف بحكم اعتبارات كثيرة أهمها الصداقة، مثال حقيقى لما يمكن ويجب أن يكون عليه شباب مصر. فسفيرنا الجديد فى ألمانيا العملاقة ليس من أبناء الباشوات ولا فاحشى الغنى ولا حتى متوسطيه، فهو، وبمنطوق حديثه، ابن لأسرة صعيدية من أسيوط يتضح فرط بساطتها من إضافته صفة «جداً» لها ثلاث مرات متتابعة. وسفيرنا الجديد الذى سبق له تمثيلنا فى اليابان الناطقة مع الأجانب بالإنجليزية، وفى بروكسل التى تضيف إليها الفرنسية، وفى واشنطن عاصمة الإنجليزية باللهجة الأمريكية، لم يكن أبداً من خريجى مدارس اللغات ولا حتى المدارس الخاصة، فقد تدرج فى تعليمه بمدارس الدولة المجانية بأسيوط حتى حصل منها على الثانوية العامة عام 1983.

وعندما التحق بدر بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالقاهرة وحتى تخرجه فيها عام 1987 وحصوله منها على الماجستير عام 1996 ثم الدكتوراة عام 2003، ظل دوماً مخلصاً لتقليده الدائم: أن يكون سباقاً ومجتهداً. كان سباقاً ومجتهداً عندما ظل يحصل طوال أعوام دراسته الأربعة على مكافأة التفوق والإقامة المجانية فى المدينة الجامعية ببين السرايات. وكان سباقاً ومجتهداً عندما أعد رسالة الماجستير عن مفاوضات الحكم الذاتى الفلسطينى لتكون الدراسة الأولى من نوعها التى تكشف عما جرى بهذه المفاوضات منذ عام 1979، وليخرجها فى كتاب بعد ذلك حول «التصور المصرى للكيان الفلسطينى». وظل سباقاً ومجتهداً عندما استفاد من فترة خدمته بسفارتنا بطوكيو لكى يعد رسالة الدكتوراة عن «اليابان والشرق الأوسط» وهو العنوان نفسه الذى حمله الكتاب الذى أصدره عام 2004.

ما تحمله هذه السطور ليس مجرد سرد لصفحات باردة من السيرة الذاتية لبدر عبدالعاطى، فورائها سنوات من المعايشة المباشرة والميدانية لكثير مما بها، بدءاً من التحاقه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية كباحث مساعد من 1984 وحتى 1989 والذى أشرف بالعمل به منذ نحو 35 عاماً، ومروراً بسفارتنا فى اليابان حيث قضيت شهوراً وزيارات عمل متكررة، وأيضاً فى بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبى حيث تكررت أيضاً زيارات العمل، وانتهاءً بأدائه الرفيع طوال عامين أمام الشعب المصرى كله كمتحدث رسمى لوزارة الخارجية. وليس هناك من شك لدى كاتب هذه السطور فيما أصبح بدر يحوزه من احترام لدى كل من شاهده أو استمع إليه بصفته هذه خلال العامين الأصعب اللذين مرا ببلدنا وهو يعبر ويشرح مواقفنا وسياستنا الخارجية بلغة بسيطة ورصينة تصل لكل الفئات والطبقات.

والأكثر تأكيداً لدى كاتب هذه السطور هو مساحة التقدير والإعزاز الهائلة التى حصل عليها السفير الدكتور بدر لدى الإعلاميين والصحفيين المصريين الذين تعاملوا معه خلال هذين العامين، وباتوا يتمنون أن يتكرر نموذجه فى بقية وزارات ومؤسسات الدولة المصرية.

شكراً لك يا ابن البسطاء المجتهد السباق من مواطن مصرى لم تؤثر صداقته لك على حرف واحد مما كتب، فهذا جزء صغير من حقك.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية