x

«كيري» و«ظريف»... مهندسا الاتفاق النووي الإيراني (بروفيل)

الثلاثاء 14-07-2015 15:32 | كتب: أ.ف.ب |
جون كيري ومحمد جواد ظريف جون كيري ومحمد جواد ظريف تصوير : رويترز

للوهلة الأولى لا يبدو أن هناك العديد من النقاط المشتركة بين مؤيد سابق للثورة الإسلامية في إيران وبين سيناتور ديمقراطي سابق إلا أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ونظيره الأمريكي، جون كيري، توصلا، رغم كل العقبات، إلى ترك بصمتهما في التاريخ.

وحتى على المستوى الجسدي فإن الرجلين على طرفي نقيض تقريبًا، فكيري طويل ونحيف بينما نظيره الإيراني أقصر قامة وأكثر امتلاءًا، لكن وعلى مر 21 شهرًا من المفاوضات الماراثونية المكثفة التي وضعت حدًا لأزمة دولية مستمرة منذ 12 عامًا، تبين أن الرجلين على القدر نفسه من الثبات والحنكة.

ومنذ المصافحة التاريخية بينهما في الأمم المتحدة في سبتمبر 2013، تعارف الوزيران جيدًا بعد 50 لقاء حتى أنهما باتا يناديان بعضهما البعض باسميهما «جون» و«جواد».

لكن إذا كانت الأجواء الودية واضحة وأنهما يتبادلان المزاح أحيانًا، إلا أن العلاقة بينهما ظلت رسمية دون أن تؤدي إلى صداقة أكثر عمقًا.

ولا غرابة في الأمر فبلديهما لا يقيمان علاقات دبلوماسية منذ 35 عامًا، ولا يزالان على خلاف حول عدة مسائل أساسية، من بينها دعم إيران لمجموعات مسلحة تصنفها واشنطن إرهابية في الشرق الأوسط.

إلا أن ظريف على اطلاع واسع بالسياسة الأمريكية فقد تابع دراسته في الولايات المتحدة وشغل منصب سفير لبلاده لدى الأمم المتحدة بين عامي 2002 و2007 مما يشكل نقطة لصالحه في هذه المفاوضات الشاقة.

وظريف ورغم حيازته دكتوراه في القانون الدولي من إحدى جامعات الولايات المتحدة إلا أنه من صلب النظام الإيراني، ولم يتردد الرئيس الإيراني حسن روحاني في الإشارة إلى فريق المفاوضين مع ظريف بأنهم «فنانون» في مهاراتهم الدبلوماسية.

إلا أن السنوات التي أمضاها ظريف في الولايات المتحدة جعلته عرضة لانتقادات المحافظين المتشددين واستبعاده من قبل الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في 2007.

ورغم عودته الملفتة بعد انتخاب روحاني في 2013، إلا أن الصقور الإيرانيين لا يزالون ينتقدون «سياسة الابتسامة» التي يقولون إنه ينتهجها لأنها تقدم تنازلات كبيرة أمام الغرب حتى أنهم انتقدوا أيضًا قيامه بنزهة في شوارع جنيف بصحبة كيري.

وظريف من المسؤولين الإيرانيين القلائل الذين لديهم حساب رسمي باللغة الإنجليزية على موقع «تويتر» وهو أمر ممنوع مبدئيًا في إيران، حتى أنه لم يتردد في استخدام موقع يوتيوب لتوصيل رسائله إلى الغرب.

وفي الجانب الأمريكي، كيري هو بلا شك الدبلوماسي الأمريكي الذي أجرى أكبر عدد من الاتصالات مع الإيرانيين باستثناء مساعدته ويندي شيرمان. فقد كان منذ 2012 ضمن فريق الدبلوماسيين الذين قاموا بمشاورات سرية مع إيران في عمان حول إمكان إطلاق مفاوضات حول ملفها النووي.

وهناك نقطة مشتركة بين ظريف وكيري وهي أن كلاهما مؤمن. وغالبًا ما شهدت المفاوضات في فيينا توقفًا قصد خلاله كيري الكاثوليكي الكنيسة، أو ظريف الشيعي المسجد للصلاة. كما أن ظريف لا يتردد في القول إنه لا يخشى سوى «الله في العالم».

ورغم الاحترام المتبادل إلا أن الحوار بينهما غالبًا ما كان حاميًا وترددت أصداء اللقاءات على حدة في أروقة قصر كوبورج الذي استضاف المحادثات في فيينا، دون أن يؤدي ذلك إلى تهديد الحوار في أي لحظة.

ويشكل هذا الانتصار بالنسبة إلى كيري، 71عامًا، دون شك نجاحًا قياسيًا في مسيرة شهدت خسارته في الانتخابات الرئاسية أمام جورج بوش في 2004، وعدم التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط رغم أنه عول عليه كثيرًا، أما ظريف الذي يصغره بـ16 عامًا فالطريق لا تزال طويلة أمامه لتحقيق انجازات عدة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية