رامى مالك فنان شاب مصرى فرض نفسه على خارطة فنانى هوليوود الجدد ليواصل مسيرة النجوم العرب فى السينما العالمية، وكان تحديه أكبر من تحدى أى شاب مهاجر حديثا، لأنه أراد أن يحفر اسمه ويصنع له مكانا بين صفوف نجوم هوليوود، ونجح الشاب فى تحقيق حلمه. تعرف المشاهدون على رامى عندما قدم دور الفرعون فى سلسلة أفلام ليلة فى المتحف، وقيامه بدور مصاص دماء مصرى فى فيلم،(the twilight)، واشتراكه فى بطولة آخر جزء من فيلم نيد فور سبيد، (need for speed)، ولعب بطولة أحد أهم المسلسلات الأمريكية التى تعرض حاليا، وهو (MR. Robot) مسلسل مستر روبوت. «المصرى اليوم» التقت رامى فى هوليوود وأجرت معه هذا الحوار:
■ كيف كانت بدايتك فى مجال التمثيل؟
-هى قصة طويلة وبها مراحل كثيرة من التفاؤل والإحباط والسعادة والنجاح بها كل هذه الأحاسيس والمراحل تقريبا. بدأت أتعرف على موهبتى منذ الصغر فكنت بعد مشاهدة أى فيلم أقوم بتمثيل مشهد منه فى المنزل، ثم اشتركت فى مسرح المدرسة والجامعة. فى المرحلة الجامعية لم توافق أسرتى على احترافى للتمثيل، فهم أردوا أن أكون محاميا أو طبيبا فهى مجالات مضمونة، وستوفر لى مستوى مالى واجتماعى جيد، وحسب قولهم «إنى مجنون وعنيد»، فقمت بدراسة فنون جميلة ومسرح، وبعد التخرج أرسلت سيرتى الذاتية وصورى إلى مكاتب الإنتاج ووكلاء الممثلين وللأسف لم يتصل بى أحد.
وبدأت العمل فى أعمال بسيطة مثل توصيل الطلبات فى محل للبيتزا، ثم عملت فى محل للشاورما والفلافل فى هوليوود، المدينة التى كنت أحلم أن أعمل فى استديوهاتها وليس مطاعمها، هذا حدث وأنا حاصل على شهادة جامعية، ولكنى استمريت فى إرسال سيرتى الذاتية لكل المكاتب المختصة فى أنحاء لوس أنجلوس، وبعد عام ونصف اتصلت بى إحدى المنتجات وكان أول سؤال: من هو وكيلك؟ قلت ليس لدى وكيل، فقالت عندما تحصل على وكيل اتصل بى. وكادت المكالمة على الانتهاء، بسرعة قلت مهلا أنت اتصلت بى وهذا يبدو أن هناك شيئا فىّ أعجبك، دعينا ننسى الوكيل الآن ونقوم بالمقابلة أولا ثم نبحث فى أمر الوكيل لاحقا. وبدأت هى بالضحك فى التليفون وقالت: حسنا قابلنى غدا فى الثالثة مساء، ذهبت فى الموعد المحدد وتمت المقابلة وعملوا (الكاستينج) ثم أعطونى الدور، وفى نفس اليوم حصلت على وكيل أيضا. وكان دور سنوى فى مسلسل جيلمور جيرلز عام 2004 تقريبا، ثم بعد عام تقريبا شاركت فى مسلسل (أوفر ذير)، وبعد ذلك مسلسل (ميديم)، ثم تم ترشيحى للقيام بدور الفرعون فى فيلم (ليلة فى المعبد)، وأثناء ذلك شاركت فى مسلسل «ذا باسيفيك» الذى حصلنا به على جائزة «إيمى أوورد»، وبدأ المشوار حتى وصلنا إلى فيلم (the twilight_ need for speed _Mr. Robot).
■ ولكن ما قلته لم تكن به صعاب أو آلام من أجل الوصول لحلمك؟
-قد يبدو الأمر كذلك لأننى قلت لك قصتى بطريقة مختصرة، ولكنى بالفعل عشت لحظات إحباط وألم وصل إلى حد اليأس. معاناتى لا تقل عن تلك التى يراها أى شاب فى مصر لكى يحقق حلمه، لك أن تعلم أننى بعد الحصول على التعليم الجامعى وهو ليس مجانيا كما الحال فى مصر، بعد التخرج كان على البدء فى تسديد القرض التعليمى الذى حصلت عليه، ومع ذلك قمت بالعمل فى محل فلافل وشاورما فى هوليوود لمدة تزيد على العام ونصف العام كنت أرسل خلالها سيرتى الذاتية ولم أسمع شيئا من أحد، كنت أتخيل أن صورى وأوراقى ترمى فى «الزبالة». وكنت أسال نفسى هل مكانى «سلة الزبالة»، هل أنا موهوب حقا أم أخدع نفسى، ودخلت فى مرحلة من الاكتئاب وعدم الخروج من المنزل أو الغرفة لأيام يمكن لأسابيع، كنت غير قادرا على رفع عينى فى عيون أسرتى لإحساسى أننى خذلتهم. وكنت أخاف أن أرى فى عين أبى وأمى نظرة خيبة الأمل فى ابنهم. ولكن فى أحد الأيام أثناء تفقدى لصندوق البريد أمام المنزل قلت لنفسى إننى حتما سأموت يوما ما، فأيهما أفضل أموت وأنا واثق أننى فعلت كل شىء من أجل تحقيق حلمى أم أموت وأنا متقاعس عن تحقيقه، فأدركت أننى يجب أن أواصل وعدم الاستسلام لليأس واستكمال المشوار الذى بدأته فإذا نجحت حققت ما أريد، وإن لم أنجح لن ألوم نفسى فى يوم ما أننى لم أسع وراء الفرصة الجيدة فأنت لا تعلم متى ستأتى تلك الفرصة التى تحتاج إليها.
■ أشهر أدوارك هو الفرعون فى فيلم ليلة فى المتحف، ومصاص الدماء المصرى فى فيلم (The twilight) وإرهابى عربى، فهل انت محاصر فى أدوار الشخصيات؟
-لا لست محاصرا فى تلك الأدوار ربما تكون تلك الأدوار التى تحدثت عنها هى الأدوار ذات الشهرة العالمية. ولكنى قدمت دور شاب من نيويورك يترك وظيفته ليلتحق بزملائه ويفعل ما يحبه، فى الجزء الأخير من فيلم «نيد فور سبيد» وأيضا قمت بدور محارب أمريكى فى مسلسل «ذا باسيفيك»، انت تتحدث عن 3 من أصل 10 أو أكثر، ولديك مسلسل «مستر روبوت» الذى يعرض حاليا شخصيتى به ليست لديها أى صلة بكون أصلى مصرى، مع العلم أنه أول عمل بطولى لى، ومع العلم أن المؤلف مصرى أيضا، اسمه سام إسماعيل. ومع ذلك إذا عرض على دور مصرى أو عربى لن أرفضه وسأقدمه.
■ على ذكر أول بطولة لك فى (مستر روبوت) الذى يعرض حاليا، وحقق نجاحا وهو من بطولة مصرى وتأليف كاتب مصرى فما هى ملامح شخصيتك فى المسلسل؟
-الدور عن شاب أمريكى يعيش فى نيويورك اسمه إليوت آلدرسن، لدية مشكلة فى التواصل مع الآخرين وإقامة علاقات اجتماعية طبيعية، لكنه بارع جدا فى علوم البرمجيات الإلكترونية، ويعمل فى شركة أمن إلكترونى للحماية من القرصنة. آلدرسن يقوم أيضا ببعض عمليات القرصنة على حسابات الناس التى يرى أنها شريرة، فتقوم مجموعة القراصنة بمحاولات ضمه إليها للقيام بعمليات اختراق كبرى ضد شخصيات مهمة، وشركات ومنظمات كبرى، فهذه المجموعة تعتقد أن هؤلاء هم المسؤولون عن فساد المجتمع. فتدور أحداث المسلسل فى سلسلة من التعقيدات والإثارة وتتناول مشاكل ذلك الجيل الذى يعيش داخل حياة إلكترونية بحتة.
أما عن علاقتى بسام إسماعيل المؤلف ربما لن تصدق أننى لم أكن أعلم أنه مصرى حتى أول يوم تصوير عندما قلت له هل تعلم أن اسمك مصرى!، فقال اسمى مصرى لأننى مصرى فعلا. فقلت له يا لها من صدفة عظيمة أنا أيضا مصرى، فرد قائلا: صديقتى أخبرتنى أنك مصرى، ولكن يجب أن تعلم كونك مصرى ليس له علاقة باختيارك لتقوم بذلك الدور. وفعلا أنا سعيد جدا من تلك الصدفة العظيمة.
■ إذا كنت متابعا لأخبار الشأن المصرى فما هو موقفك من الأحداث المصرية وما هى رؤيتك للوضع الراهن؟
-أنا متابع جيد للأخبار المصرية وبرامج التوك شو أثناء تواجدى فى المنزل بحكم أن أسرتى دائما يتابعونها، وأنا على علم جيد بالأحداث الأخيرة فى مصر، وأقول لكل الشعب المصرى قلبى معكم، إنكم حقا أبطال كل فرد من الشعب بطل، فى اتحادكم ضد الهجمات الإرهابية، وهذا الاتحاد الشعبى سيجعل مصر أقوى، وستمر مصر من هذه الفترة الصعبة من تاريخها.
حسب فهمى للأحداث أستطيع أن أقول إن مصر الآن فى حالة أفضل مما كانت ستؤول إليه الأوضاع، إذا لم يقم الشباب المصرى بالثورة الثانية فى 30 يونيو، حيث كانت المؤشرات تتجه إلى حرب أهلية، فإن الشباب الذى قام بثورة 25 يناير 2011 وخرج بثورة أخرى فى 30 يونيو 2013، شباب بطل حامى وطنه من الحرب الأهلية. ومن الواضح أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يتعامل مع الشعب تحت مظلة الوطن وليس الدين وهذا هو الطريق الصحيح فى تجميع الشعب تحت راية واحدة فمصر بها مسلمون ومسيحيون. والمسلمون منهم سنة وشيعة، والمسيحيون منهم أرثوذكس، وكاثوليك وبروتستنات. فمن الأفضل أن يجتمع الجميع تحت مظلة الوطن دون النظر إلى الدين أو الطائفة.
■ كيف ترى دور الفن المصرى فى المرحلة الحالية؟
-الفن له دور مهم فى كل وقت وفى أى مكان فى تكوين وعى وثقافة الشعوب وترسيخ المبادئ والأحداث فى ذاكرة أى أمة، سواء بمجرد طرح المشكلة بدون حل أو أن يجد لها حلا، طرحها بشكل درامى أو ترفيهى.
وفى الحالة المصرية، من المتعارف عليه أن أى دولة يحدث بها تغير مسار تاريخى، كما حدث فى مصر تعانى تلك الدولة لبعض الوقت حتى تستطيع التعافى مرة أخرى. وبالتالى دور الفن يأتى فى المساعدة على تقليص مدة التعافى والمعاناة عن طريق مناقشة مشاكل المرحلة أو تخليد سيرة الشباب البطل الذى قدم أغلى ما يملك أى إنسان وهى حياته من أجل مستقبل أفضل لبلده، ومن أجل أمان البلد، لذلك لا يجب أن ينسى الشعب هؤلاء الأبطال فهم يستحقون تسليط الضوء عليهم، أيضا من الممكن تقديم أعمال فنية بها أمثلة لنماذج نجاح لمواطنين استطاعوا أن يحققوا شيئا بعد معاناة وزرع بعض القيم المجتمعية فى الأجيال الصغيرة مثل الانفتاح على الآخر وقبول الآخر، والاستماع واحترام الآخر وهكذا، هناك الكثير والكثير للفن لكى يقدمه فى تلك المرحلة حتى ولو بشكل ترفيهى للمشاهد.
مثلا هناك العديد من الأفلام الأمريكية عملت على مكافحة العنصرية وعن فترة الحرب الأهلية بين المواطنين ذو البشرة البيضاء وذو البشرة السوداء.
■ هل تتابع الأعمال الفنية المصرية؟
- لكى أكون صريحا معك فى الأعوام الأخيرة لم أكن متابعا جيدا للأعمال الفنية فى مصر، ولكن عندما كنت صغيرا كنت أشاهد الأفلام المصرية التى تجلبها أسرتى مثل فيلم باب الحديد ليوسف شاهين الذى تدور أحداثه فى محطة قطار رمسيس. آخر فيلم شاهدته كان فيلما وثائقيا اسمه الميدان، الذى يروى قصة الثورة المصرية فى 25 يناير 2011. نعم لدى أمنية تخص مهرجان القاهرة السينمائى بدأت بعد تكريمنا فى مهرجان «إيمى أوورد»، وهى أن أذهب إلى مهرجان القاهرة السينمائى، أكيد إذا تمت دعوتى سأذهب دون تردد.