تعرضت منطقة وسط القاهرة، صباح اليوم، لتفجير إرهابى بسيارة مفخخة، استهدف مبنى القنصلية الإيطالية بشارع الجلاء، أسفر عن مصرع شخص وإصابة 10 آخرين بجروح وكدمات، وتحطم واجهة القنصلية وجزء من السور المجاور، وتحطم أبواب ونوافذ العديد من العقارات المحيطة بموقع الحادث نتيجة شدة الانفجار الذى هز المنطقة بالكامل، ونتج عن التفجير أيضا انفجار ماسورة مياه كبيرة أمام القنصلية، فيما أكد مصدر أن رجال الأمن تمكنوا من الوصول إلى معلومات من شأنها التوصل إلى المتهمين فى الواقعة.
أخبار متعلقة
وكشفت المعاينة الأولية، لرجال المفرقعات والمعمل الجنائى، أن السيارة المفخخة كانت تحتوى على 200 كيلو جرام خليط من مواد شديدة الانفجار، بينها «تى إن تى»، ونترات الأمونيوم، وذكر مصدر بإدارة المفرقعات، أن السيارة كانت متوقفة بشارع جانبى ملاصق للقنصلية الإيطالية، وأن الموجة الانفجارية كانت شديدة، وأسفرت عن تلفيات بمبان تبعد عن موقع الانفجار بما يزيد على 500 متر.
وتابع المصدر أن طريقة تصنيع المواد المتفجرة المستخدمة فى الحادث هى نفسها التى تم استخدامها قبل أيام فى حادث اغتيال الشهيد هشام بركات، النائب العام، ومحاولة تفجير موكب وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد إبراهيم، مرجحاً أن الإرهابيين استخدموا تقنية التفجير عن بعد بواسطة شريحة المحمول.
وأشار المصدر إلى أن رجال المباحث بالمديرية يعكفون على تفريغ كاميرات المراقبة المجاورة لمنطقة الانفجار، وجمع التحريات فى محاولة للوصول إلى المتهمين بارتكاب الواقعة، لافتاً إلى أن السيارة المستخدمة فى الانفجار هى نفس نوع السيارة التى استخدمت فى انفجار النائب العام، وهى من طراز «إسبرانزا»، وتم جمع أجزاء السيارة التى تطايرت فى محيط الانفجار، وعثر على عدد منها أعلى كوبرى أكتوبر، وفى بعض المبانى المجاورة.
ومن جانبه تفقد اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، مكان الانفجار الذى استهدف مبنى القنصلية الإيطالية بشارع الجلاء، صباح أمس، واستمع الوزير إلى شرح من اللواء أسامة بدير، مدير أمن القاهرة، حول المعلومات والتحريات بشأن الحادث، وكيفية وقوعه.
وكلف الوزير رجال المعمل الجنائى بسرعة التعامل مع بقايا السيارة «الإسبرنزا»، التى تم تنفيذ التفجير بها، على أن يشمل التقرير نوعية المواد المتفجرة، وأمر بسرعة ملاحقة الجناة عقب تحديد هويتهم.
وقال الوزير إن هذه العمليات لن تثنى رجال الأمن أو الدولة المصرية عن الاستمرار فى التصدى وملاحقة هذا الإرهاب الأسود، وإن الحادث نُفِّذ بسيارة بها بعض العبوات الناسفة، وسيتم حصر الخسائر فى مبانى منطقة بولاق أبوالعلا.
وانتقل إلى مكان الواقعة فريق من النيابة العامة، التى أجرت المعاينة بمحيط الانفجار، وأمرت بانتداب المعمل الجنائى، وكلفت بسرعة كشف ملابسات الحادث والقبض على الجناة، كما أمرت الطب الشرعى بتشريح جثة المتوفى لبيان سبب الوفاة.
وقال الدكتور خالد وشاحى، رئيس الإدارة المركزية للرعاية العاجلة والحرجة بوزارة الصحة، إن 8 مصابين فى الحادث غادروا المستشفيات، بعد استقرار حالاتهم، موضحا أن الإصابات تنوعت ما بين كسور وجروح فى أماكن متفرقة من الجسم، وأن الحالتين المتبقيتين مازالتا تحت العلاج بمستشفيى الهلال وقصر العينى، وأحدهما مصاب فى العناية المركزة، للاشتباه فى إصابته بارتجاج فى المخ.
أضاف أن الشخص المتوفى، ويدعى ربيع شعبان عبدالعال، كانت حالته متأخرة جداً حين وصل للمستشفى، وكان يعانى من جروح وشظايا، وبمجرد دخوله للعناية المركزة، توفى، وتم وضع الجثة تحت تصرف النيابة وإرسالها للطب الشرعى.
وانتقلت «المصرى اليوم» إلى موقع التفجير عقب وقوع الحادث، حيث تم إغلاق شارع الجلاء، وفرض كردون أمنى فى محيط الحادث، وانتشر رجال الأمن وخبراء المفرقعات وسيارات الإسعاف، وسط تحطم واجهة القنصلية الإيطالية وانهيار أجزاء منها، وغرق المنطقة بالمياه، تحطم زجاج وأبواب ونوافذ العشرات من الشقق والمحلات بعقارات المنطقة.
وسيطرت حالة من الرعب والغضب بين الأهالى وسكان العقارات بسبب تصدع بعضها، وتحطم محتوياتها من أبواب ونوافذ، وهرع الجميع إلى الشارع خوفاً من سقوط العقارات أثناء تواجدهم بداخلها.
وأغلقت الإدارة العامة لمرور القاهرة شارع الجلاء، من الاتجاهين، أمام حركة السيارات، ومنعت المارة من العبور لحين انتهاء رجال المفرقعات والمعمل الجنائى من رفع آثار التفجير، وقامت بإجراء تحويلات مرورية لمنع حالات التكدس.
وانتقل إلى مكان الحادث المهندس جلال السعيد، محافظ القاهرة، وعدد من قيادات المحافظة، ووعد الأهالى بترميم المبانى المتضررة من الانفجار، ووجه رجال المحافظة بحصر التلفيات الناتجة عن محيط الانفجار، كما حضر اللواء أسامة بدير، مدير أمن القاهرة، وأمر بسرعة الكشف عن أسباب وملابسات الحادث وضبط الجناة وتقديمهم لجهات التحقيق المختصة.
وقال مصدر بمديرية أمن القاهرة، إن الخدمات الأمنية أخطرت بوقوع التفجير فى الساعة 6.30 صباحاً، وتم إخطار رجال الحماية المدنية وخبراء المفرقعات، الذين انتقلوا إلى مكان الحادث، وتبين انفجار سيارة ماركة «إسبرنزا» بالقرب من القنصلية الإيطالية، كانت تحوى كمية من المواد شديدة الانفجار، وأدى الانفجار إلى تحطم واجهة القنصلية وتصدع بعض العقارات المحيطة بها.
وأضاف أن رجال المعمل الجنائى جمعوا أجزاء من السيارة المستخدمة فى التفجير لفحصها والتوصل إلى بياناتها، وقام رجال المفرقعات بقيادة اللواء جمال حلاوة، نائب مدير الحماية المدنية بالقاهرة، واللواء علاء عبدالظاهر، مدير المفرقعات بالقاهرة، بجمع بقايا الانفجار للوقوف على نوع المواد المستخدمة، كما قام رجال المفرقعات بتمشيط المنطقة للكشف عن أى متفجرات قد يكون تم زرعها بالمكان.
وعززت قوات الأمن من تواجدها بكافة الشوارع والميادين الرئيسية بالعاصمة، وانتشرت سيارات التدخل السريع، كما انتشرت الأقوال الأمنية الثابتة والمتحركة بكافة أنحاء العاصمة، خاصة منطقة وسط القاهرة فى محاولة للوصول إلى مشتبه بهم فى التفجير، كما انتشرت الكمائن الثابتة والمتحركة فى مناطق وسط البلد وكافة أنحاء القاهرة، وتواجد عدد من قيادات مديرية أمن القاهرة بمحيط الانفجار.
ورفعت القوات حالة الاستنفار الأمنى بمختلف قطاعات المديرية، بالتنسيق مع رجال الحماية المدنية وخبراء المفرقعات، وقوات الأمن والأمن المركزى، وكذلك جميع القطاعات المعنية بوزارة الداخلية، وكثفت من تواجدها أمام وفى محيط السفارات بمنطقة جاردن سيتى.
وأكد اللواء أسامة بدير، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، أن جميع القوات بمختلف قطاعات المديرية، من مباحث وأمن مركزى وأمن عام وقوات أمن، وخبراء المفرقعات، والقيادات الأمنية بمختلف مستوياتها، كثفوا جهودهم للوصول إلى الجناة،
وقال مصدر بالإدارة العامة لمباحث القاهرة، إن رجال المباحث، بالتعاون مع كافة قطاعات الوزارة، وقوات التدخل السريع، متواجدون بكافة الميادين والأماكن الحيوية بالعاصمة، وإن رجال المباحث يعملون على تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة بمكان الحادث للوصول إلى المتهمين.
