قال اللواء على العزازى، مدير أمن شمال سيناء، إن التكفيريين بدأوا تنفيذ عملية الشيخ زويد الأخيرة وفى نيتهم وخيالهم إقامة وإعلان ما يسمى «ولاية سيناء»، لكن تصدى رجال الجيش والشرطة لهم وقيامهم بدور بطولى أحبط هذا المخطط.
وأضاف اللواء العزازى فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن هذا المستوى من التعامل والصد وقتل أعداد كبيرة من التكفيريين زلزل كيانهم، وما تبقى منهم أصبح كالفئران حالياً، يتخذون من الجحور فى الجبال مخابئ لهم، مشيراً إلى أن القوات الجوية والبرية لقنتهم درساً لن ينساه من ظل منهم على قيد الحياة.. وكان يوم المواجهة يدعو للفخر والتفاؤل بمستقبل سيناء.
■ بداية.. كيف حال الوضع الأمنى فى سيناء الآن؟
- الوضع الأمنى يتجه فى مجمله نحو الاستقرار، وكما تلاحظون التكفيريون تلقوا ضربات موجعة قصمت ظهورهم، بفضل يقظة وتعاون رجال الجيش والشرطة، ونكثف الحملات الأمنية والدوريات الثابتة والمتحركة، ونحكم قبضتنا على جميع مداخل ومخارج شمال سيناء.
■ ماذا حدث يوم الهجوم على الشيخ زويد الأربعاء الماضى؟
- فى هذا اليوم، اتصل بى العميد أحمد، مساعد المنطقة هناك، فى الساعة السابعة صباحاً، وأخطرنى بأن هناك هجوما مسلحا على قسم الشرطة، وأن سيارة مفخخة انفجرت فى أحد أكمنة القوات المسلحة، فرفعنا حالة الاستعداد على مستوى المديرية كلها ونشطنا الخدمات واستنفرنا القوات، وكان الجميع فى وضع الاستعداد، وبدأت العناصر الإرهابية بمهاجمة القسم من جميع الجهات، من اتجاه السوق التى هى أمام القسم، ومن حى الترابين فى الخلف، وتصدى الضباط للهجوم بما معهم من أسلحة حديثة، ولم يسمحوا للإرهابيين بالاقتراب من القسم.. بعد ذلك تسلق 8 أو 9 عناصر إرهابية سطح عمارة خالية من السكان، وعلى الفور تدخلت القوات الجوية للقضاء عليهم، وتم نسف العمارة بالكامل، وشهادة حق فإن قوات الشرطة والقوات المسلحة أديا عملا بطوليا دام لساعات طويلة، حتى إن بعض الضباط قالوا إنهم كانوا يشعرون أن هناك ملائكة تحارب معهم، وأن كل طلقة تخرج من أسلحتهم تذهب مباشرة لقتل تكفيرى مسلح ولم تذهب فى الهواء، وكل الضباط والجنود ونحن كقادة أمنيين استلهمنا روح انتصار العاشر من رمضان، ولم يصب أى فرد أو ضابط نهائياً من قوات الشرطة خلال الهجوم الذى تعرض له قسم الشيخ زويد، وقوة القسم كما هى، ومعنوياتها مرتفعة للغاية.
■ ما تقديرك لقوة الضربة؟
- كانت ضربة كبيرة وقوية جداً، خصوصاً أن التكفيريين بدأوا تنفيذ هذه العملية وفى نيتهم وخيالهم إقامة وإعلان ما يسمى «ولاية سيناء»، لكن تصدى رجال الجيش والشرطة لهم وقيامهم بدور بطولى أحبط هذا المخطط، وصد ورد كل ما أطلقه التكفيريون من رصاص وقنابل و«آر. بى. جى»، وهذا المستوى من التعامل والصد وقتل كل هذا العدد الكبير من التكفيريين زلزل كيانهم، وما تبقى منهم أصبح كالفئران حالياً، يتخذون من الجحور فى الجبال مخبأ لهم، وهذه أول مرة يظهرون على الطبيعة بهذا الشكل الواضح بكل قوتهم وعتادهم وأسلحتهم وسياراتهم، حتى إن الملابس المموهة التى كانوا يرتدونها كانت جديدة، ولكن لم يخرج منهم أحد سليماً كما دخل، القوات الجوية والبرية لقنتاهم درساً لن ينساه من ظل منهم على قيد الحياة، فعلاً كان يوماً يدعو للفخر والتفاؤل بمستقبل سيناء.
■ صِف لنا آلية وأعداد المشاركين فى هذا الهجوم من العناصر التكفيرية؟
- كان عدد من شاركوا فى هذا الهجوم حوالى 300 تكفيرى تقريباً، استخدموا أسلحة كثيرة مثل المدافع المضادة للطائرات وبنادق آلية وكميات كبيرة من القنابل اليدوية، وقذائف آر. بى. جى، وسيارات مفخخة، وفى يوم الهجوم قتلت قوات الجيش والشرطة فى الشيخ زويد حوالى 150 عنصراً من هؤلاء الإرهابيين، وبالتدريج فى الأيام التى تبعتها وصل العدد إلى 250 عنصراً بعد استهداف بؤر إرهابية أخرى، وأؤكد لكم أن الإرهابيين على وشك الاختفاء من سيناء قريباً.
■ ماذا يدفعك للاطمئنان إلى أن الإرهاب على وشك الاختفاء من سيناء؟
- توجد متغيرات كثيرة على الأرض حدثت خلال الشهور والأيام الماضية، لعل أبرزها تعاون أهالى سيناء بكل طوائفهم مع رجال الجيش والشرطة فى الفترة الأخيرة، وهم ذوو طبيعة متعاونة وقلوب طيبة، سواء فى الحضر أو البدو، وقلوبهم يملؤها حب مصر، والعمليات الإرهابية فى الفترة الأخيرة لم تفرق بين مدنى وعسكرى، وبدأ الناس فى التأثر، وشعروا جميعا بالخوف على البلد، ويوم حادث الشيخ زويد كانت هواتفنا المحمولة والأرضية لا تتوقف عن الاتصال، كان جميع الأهالى يتصلون بنا للإبلاغ عن التكفيريين وأماكن تحركهم فى الشيخ زويد، والأماكن التى زرعوا بها القنابل، وهو ما ساعد رجال الجيش والشرطة على إنجاز المهمة بنجاح، والقضاء على هذا العدد الكبير من التكفيريين.
■ كيف ترى الحل الأمنى الأمثل للتعامل مع العنف فى سيناء؟
- الوضع الأمنى فى سيناء أصبح جيدا، وهذه حقيقة باعتراف الأهالى أنفسهم، هناك انتشار وأكمنة فى كل مكان، وقوات الجيش والشرطة تداهم أوكار الإرهابيين، وتعاون الأهالى كان له بالغ الأثر فى دقة وسرعة استهداف العناصر الإرهابية، وبالأمس فقط، كان هناك بلاغ فى الساعة الثالثة وعشر دقائق عصراً من مواطنين شرفاء عن سيارة بها 5 أشخاص قاموا باختطاف شخص ووضعه فى شنطة السيارة، فتم إخطار جميع نقاط التفتيش والدوريات، وفى الساعة الثالثة والنصف تم القبض على المتهم وإنقاذ المخطوف، وعند ضبط السيارة عثر بها على شخص واحد فقط، وعند مواجهته أرشد عن باقى المتهمين، وكل ذلك خلال 20 دقيقة فقط.
■ هل توجد عناصر إرهابية كثيرة فى مدينة العريش، عاصمة شمال سيناء؟
- منطقة الظهير الصحراوى الملاصق للطريق الدائرى جنوب العريش يتسلل منها بعض العناصر الإرهابية، ولذلك قمنا بتغيير الخطط وتطويرها، ونقوم بعمل أكمنة للحد من وصول الإرهابيين إلى هذه المنطقة المفتوحة على الصحراء، وسيطرنا عليها حالياً.
■ ما الإجراءات التى اتخذتموها لعدم زحف الإرهابيين وسط وجنوب سيناء؟
- فى كل مراكز وأقسام الشرطة على مستوى سيناء هناك ضباط أكفاء يعملون بتنسيق كامل، وهناك خطة مترابطة مجهزة للتعامل مع أى مشكلة، وجميع الكمائن فى الوسط فى حالة استنفار لمنع هروب أى من هذه العناصر، ولا قلق من ذلك.
■ هل تغير تعامل اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، مع سيناء عن سابقيه؟
- توجيهات وزير الداخلية هى المواجهة الصارمة دون تهاون، مع تطوير الخطط والاستراتيجيات، وتطوير التسليح بشكل مستمر، وعندما تولى اللواء مجدى عبدالغفار منصبه، طلبنا منه كل ما أردنا، واستجاب هو على الفور لكل طلباتنا، سواء المتعلقة بالتسليح، أو وضع الضباط والأفراد سواء المعيشى أو المادى، وكان مهتما جدا بسيناء، لأنها من الأماكن الحساسة جدا، وقام بتشكيل لجان لمعرفة ما ينقصنا، وما تحتاج له مديرية الأمن هنا من معدات ومدرعات وأسلحة حديثة، وتم توفيرها جميعا خلال أيام دون تأخير، وتم دعم قسم الشيخ زويد بالأسلحة الثقيلة والحديثة، ويوجد تنسيق كامل بين القوات المسلحة والشرطة فى كل العمليات التى يتم تنفيذها فى سيناء.
■ كيف علق إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، على الوضع الأمنى فى زيارته الأخيرة للمنطقة؟
- كان سعيداً جداً، وتقابل مع بعض رجال الشرطة، وزار المصابين والمرضى، حتى إنه أثناء زيارته للمستشفى طلب أن يزور منطقة وسط البلد هنا، ويمرّ على المجمعات الاستهلاكية ويرى السلع التموينية المتوافرة للشعب السيناوى، ونزل فى الشارع وترجل وسط المواطنين وتلاحم معهم، وصرح لوسائل الإعلام التى رافقته بأن الحالة الأمنية فى العريش مستقرة، رغم أنه جاء فى زيارة مفاجئة، ولم تكن هناك ترتيبات أمنية مسبقة، وتجول فى قلب مدينة العريش فجأة وتكلم مع المواطنين واستمع لمشكلاتهم، وهذا أكبر دليل على استقرار الوضع الأمنى هنا.
■ هل زيارة المسؤولين الكبار تسبب لكم عبئا أمنيا، وهل هناك خطر على وجودهم هنا؟
- ليست هناك أى احتياطات زائدة، بل على العكس، نحن نتشرف بحضور أى شخصية فى أى وقت، وهذه طبيعة عملنا، ونحن نقوم بعملنا طوال الوقت مع تواجد الضيف أو عدم وجوده، وأرى أن وجود المسؤولين الكبار وزيارتهم لسيناء رسالة للعالم كله والشعب المصرى بأن سيناء أصبحت آمنة، وأن هناك سيطرة كاملة على البوابة الشرقية لمصر.