لم أتدخل في اختيار الممثلين المشاركين معى.. وأطالب من انتقدنى بالانتظار حتى نهاية الحلقات
قال الفنان أحمد السقا إنه حاول من خلال مسلسله «ذهاب وعودة» التنوع والبعد عن إطار الأكشن والحركة، واعتبره تحديا وجائزة من الله، وأضاف، في ندوة «المصرى اليوم»، أنه لا صحة لما يردده البعض من أن العمل مكتوب بتوجيهات أمنية أو رئاسية، قائلا إن من التقول الذي حدث الربط بين الأمانة التي حمَّلها له الرئيس عبدالفتاح السيسى وهذا العمل، فهو ليس سببًا في قبوله تجربة تتناول قضية شائكة خاصة بالمتاجرة بالأعضاء البشرية للأطفال، ومشيرًا إلى أن تصوير المسلسل كان قبل 3 أسابيع من خطاب الرئيس:
■ لنبدأ من سر تحمسك لسيناريو العمل..
- قرأت القصة كرواية في البداية، وهى شيقة جدًا ومستوحاة من مجموعة قصص واقعية حدثت عام 2007، وهذه هي نوعية الدراما المفضلة بالنسبة لى، كونها من وحى الدنيا، بالإضافة إلى أنها تمس قطاعا كبيرا من المجتمع ممن يتعرض أولادهم للاختطاف أو الاختفاء دون سبب، لم أقل إننى بحثت من خلاله عن التغيير أو الابتعاد عن الأكشن، ولكننى كممثل أبحث عن النواقص والأدوار التي لم أجسدها، ووجدت أن شخصية خالد تعتبر تحديا بالنسبة لى، لأنى في النهاية ممثل ولن أظل طول مشوارى أقدم أدوار الحركة والأكشن فقط، التنوع مطلوب ومهم، واعتبرت المسلسل والدور جائزة من ربنا أرسلها لى والحمد لله.
■ كيف كانت الاستعدادات للمسلسل؟
- «ذهاب وعودة» مسلسل مشكلته كانت في تفاصيله الدقيقة والمتعددة، والسيناريو كان محسوبا بالحرف، لأن الغلط في فهم أي جملة يمثل أزمة، ويحول المعنى، وهنا كانت الصعوبة، لذلك كان لدى إصرار ألا نبدأ التصوير حتى ينتهى عصام يوسف من كتابة الـ 30 حلقة كاملة، وتكون لدينا صورة كاملة للقصة وأحداثها، وأجرينا بروفات ترابيزة أكثر من مرة، ولا شك أنه كانت هناك مسؤولية كبيرة على مَن هم خلف الكاميرا، إلى جانب الممثلين وأدائهم، مثل أيمن أبوالمكارم، مدير التصوير، وأحمد عباس، مهندس الديكور، وإيناس عبدالله، الاستايلست، هذا الثلاثى كان سببًا في تأهيل الممثلين بالحالة الخاصة لكل مشهد، وكل منا بذل أقصى ما لديه من جهد وتركنا التوفيق على الله، وأزعم أن التوفيق كان حليفنا بقدر كبير.
■ هل تقصد بالأزمة أن هناك بعض الضغوط من جهات أمنية؟
- لم أقصد ذلك، وأعنى أن الخطأ في حرف يسبب أزمة، ويمكن أن يكشف لغزا ويغير في سياق الدراما، ولعبة التباديل والتوافيق غير مناسبة في هذا العمل تحديدًا، لكننا لم نتعرض لأى ضغوط أو مضايقات من أي جهاز أمنى على الإطلاق، وكان هناك تعاون كبير من عدة أجهزة، وما أريد التأكيد عليه أن المسلسل لم يكتب بتوجيه من جهة أمنية، وأن هذا الكلام عار تمامًا من الصحة.
■ كيف رصدت ردود الفعل تجاه المسلسل؟
- لم أقل لك إننى تفاجأت بنجاح المسلسل، لكن لكل مجتهد نصيب، وأنا هنا لا أتحدث عن نفسى لكن عن كل المشاركين، الكل كان يعمل بضمير، وأكثر شىء اعتبرته مكسبا من هذا المسلسل أنه أعاد إلينا معانى جميلة كنا نفتقدها تكمن في العلاقات الإنسانية بين الزملاء والجيران والأقارب والأشقاء، وهى روح اختفت عنا الفترة الماضية لسبب أو لآخر، فلا فرق بين مسلم ومسيحى، غنى أو فقير، فالمسلسل استطاع طرح مجموعة من العناصر الإيجابية الموجودة في مجتمعنا، وأننا للأسف كنا ننظر للأسوأ فقط.
■ لماذا كنت متخوفا من التواجد في الدراما التليفزيونية هذا الموسم؟
- ليس بهذه الصورة، لكنى مؤمن بأن فيلم السينما أقصى مدة له ساعتان و40 دقيقة، لكن المسلسل يعنى 30 حلقة، تبحث خلالها عن جذب المشاهد نحو الأحداث التي تتناولها، ولهذا السبب أبحث دائما عن عمل يحترم المتلقى، ولهذا أفكر جيدًا في اختياراتى، ليس خوفًا من التليفزيون، لأنى في النهاية أنا صناعة الجمهور ومِلْك لهم، وأعتبر نفسى استثمارا للجمهور، لكنى قلق بالطبع، ولا أفضل الثقة الزائدة في النفس.
■ ما أكثر شىء مرهق في هذا العمل؟
- الحفاظ على الحالة التي تسيطر على خالد طوال الأحداث، وألا تهرب منى، حالة الانكسار الرجولى التي عاشها بعد خطف ابنه الوحيد ياسين.
■ مَن كان صاحب اختيار اسم ياسين في المسلسل، وهو نفس اسم ابنك في الواقع؟
- ياسين هو الاسم المكتوب في الرواية، وطلبت من السيناريست تغييره، لكنه رفض، والآن أقول إنه كان الأصح في اختياره، لأنه أفادنى كثيرا على مستوى المشاعر في المسلسل، وهى مسألة غير مقصودة.
■ البعض قال إن المسلسل تكليف من الرئيس السيسى بعد رسالته لك..
- هذا العمل ليس توجيها أو تكليفا كما قال البعض، وهذا لا ينفى أن الأمانة التي حمَّلها لنا الرئيس السيسى على رؤوسنا، ولكننا بدأنا تصويره قبلها بثلاثة أسابيع، وكنت واثقا مع نزول هذا العمل أن هذه الأقاويل ستتردد على ألسنة البعض، وأؤكد أن المسلسل لا يمجد لأى قضية بقدر ما يمجد أخلاقيات المواطن والمواطنة المصرية.
■ وجود إسرائيل طرفا في أحداث المسلسل هل هو لاستغلال الصراع بين البلدين؟
- إذا كنا نبحث عن ذلك كنا أوضحنا ذلك منذ الحلقة الأولى، وهى حدوتة واقعية مستوحاة من الواقع.
■ لماذا حرصت على التعاون مع أحمد شفيق للمرة الثانية عكس السينما التي ترفض فيها التعاون مع مخرج مرتين متتاليتين؟
- هذه حقيقة، لكنها غير مقصودة، ولا أسير وفق خطة معينة، ويجذبنى فقط السيناريو والورق الجيد، لذلك ليست لدىَّ مشكلة في تكرار نفس فريق العمل إذا تواجدت الفكرة، لكن مهم أيضًا بالنسبة لى التعاون مع مدارس مختلفة تضيف لى وأضيف لها، فعلى سبيل المثال تعاونت أكثر من مرة مع شريف عرفة وعمرو عرفة وكاملة أبوذكرى وعلى إدريس وأحمد صالح وخالد مرعى ومحمد خان وعاطف الطيب ومحمد فاضل ويحيى العلمى وكمال عبدالحميد.
■ هل كان لك دور في اختيار الأبطال المشاركين؟
- دورى استشارى، وقبلت أن أدار.. فكيف أدير؟! «المركب التي لها 100 ريس بتغرق»، وأنا مؤمن بالتخصص وأن لكل عنصر وظيفته التي يتقنها، والمخرج في النهاية هو صاحب الرؤية ومَن يتحمل مسؤولية الصورة النهائية للعمل، وكنت فخورا بالتعاون مع مجدى كامل وكل المشاركين في العمل، لأنهم أصدقائى على المستوى الشخصى وبيننا تفاهم أمام الكاميرا، و«معندناش عقد»، وبنخاف على بعض، لأننا من جيل واحد.
■ هل كانت هناك بعض جوانب التقصير تلوم عليها نفسك في هذا العمل؟
- بدون شك، لكنى أحتفظ بها لنفسى، وهو منهج أتبعه بعد كل عمل أجسده، وأرى عيوبى جدًا، كما أننى أهتم بالنقد.
■ بعض النقاد قالوا قبل أن ينتهى العمل إن السقا لم يوفق به..
- هذا نقد أحترمه، لكنهم لم ينتظروا حتى ينتهى العمل ويحكموا عليه، فأنا بكالوريوس إخراج وتمثيل ونقد مسرحى، وأقدر هذه الكلمة جدًا.
■ تحرص في أعمالك على ألا تكون خادشة للحياء، فلماذا؟
- أعتقد أن الفترة التي نمر بها حاليًا محتاجون فيها تناول العناصر الإيجابية، وكنت من الممثلين الذين تناولوا موضوع العشوائيات في «الجزيرة» و«إبراهيم الأبيض»، وكنا نلقى الضوء، وهوجمت بسببها، لكننى الآن أسلط الضوء على قضية مهمة تعمل عليها جهات عديدة داخل الدولة، أقدمها من خلال خلق وقيم، وهو شىء لا يعيبنى، وأنا هنا لا أتحدث عن فن نظيف أو غير نظيف، «مفيش حاجة اسمها كدة»، لأن الدراما تفرض نفسها في النهاية.
■ البعض انتقد احتواء المسلسل على مط في بعض أحداثه، كونه كان مقررا تقديمه في فيلم..
- المسلسل كان رواية، حدوتة أدبية، كان يريد عصام يوسف أن يكتبها للسينما بالفعل، وتجنب هذه الفكرة، وقد يكون هناك بعض التطويل في الأحداث، وارد، لأن الكمال لله وحده، وأعتقد أن المجمل عمل جيد في النهاية.
■ كيف ترى المنافسة هذا العام في التليفزيون؟
- أتمنى النجاح للجميع، وأن تزدهر الصناعة بالكامل، ولا أفكر في نفسى أو أقول إننى الأفضل أو غيره، لأن ذلك تفكير عقيم، لأننا بصدد صناعة تدر دخلا قوميا لمصر، وكانت ثانى أهم مصدر دخل لمصر في الستينيات بعد القطن، وإذا استمررنا في التعامل معها سواء في السينما أو التليفزيون بمبدأ «اخبط واجرى» فسنتراجع وسنفقد الريادة تمامًا، وما أتمناه أن أنجح وسط أكثر النجوم نجاحا حولى، وأعتقد أن هذا الموسم فيه حالة رواج وهناك أعمال جيدة مثل «حارة اليهود» و«تحت السيطرة» و«بعد البداية» و«حوارى بوخارست».
■ كيف ترى تواجد السينمائيين في الدراما؟
- لا شك أن أي مخرج سينمائى يمثل إضافة للدراما، وهم ليسوا دخلاء لأن الصناعة واحدة.