أكد الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار أن إعادة توظيف المواقع والمباني الأثرية تعد من أفضل الوسائل للحفاظ عليها، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم المساس بقيمتها وخصوصيتها التاريخية، مشيرا إلى أن الوزارة حرصت على ترميم حوض السلطان الأشرف قايتباي دون إدخال أي إضافات حديثة عليه حيث يعد واحداً من أهم الآثار الإسلامية الموجودة بمنطقة «قرافة المماليك» التي تحتوي على عدد من المباني التراثية الفريدة ذات القيمة التاريخية الهامة.
وافتتح وزير الآثار اليوم مشروع ترميم وإعادة توظيف حوض السلطان الأشرف قايتباي، بحضور جيمس موران رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي السفير الهولندي بمصر، ومحافظ القاهرة جلال السعيد، وعدد من الشخصيات العامة وذلك ضمن فعاليات «مهرجان السلطان» المقام احتفالا بإتمام مشروع ترميم وإعادة استخدام الحوض والبدء في مرحلة جديدة من ترميم وإعادة استخدام بعض المباني الأثرية التي مازالت موجودة ضمن مجموعة «السلطان العظيم»، ويقام ضمن فعاليات المهرجان معرض للمنتجات التقليدية التي يتم إنتاجها بواسطة حرفيي المنطقة.
وأشار الدماطي إلى أن تحويل الحوض إلى منفذ لعرض وبيع منتجات الحرفيين واستخدامه كمعرض مؤقت سيساهم بشكل كبير في الحفاظ على الأثر من خلال استخدامه الدائم وصيانته المستمرة، إلى جانب ترويج الحرف اليدوية التي تنتج بالمنطقة والمساهمة في نشر الوعي الثقافي بالتراث الملموس وغير الملموس.
وأوضح أنه تم تمويل هذا المشروع من قبل مفوضية الاتحاد الأوروبي بمصر بالتعاون مع سفارة المملكة الهولندية، وذلك في إطار برنامج التعاون الثقافي المصري الأوربي وتحت إشراف وزارة الآثار من خلال مشروع تطوير القاهرة التاريخية.
من جانبه، قال محمد عبدالعزيز معاون وزير الآثار لشؤون الآثار الإسلامية والقبطية إن مشروع الترميم اشتمل على إزالة التربة التالفة والمشبعة بالرطوبة المتراكمة داخل المبنى، حيث تم كشف الأرضية الأصلية، فضلا عن حوض المياه، كما تم تنظيف حجر البناء يدويا لإزالة رواسب الأملاح الضارة وطبقات البلاط الأسمنتية المتبقية، وتقويتها وإعادة تركيب الأحجار المفقودة، وملء الفراغات داخل الجدران بمون سائلة عن طريق الحقن بالضغط، كما تم تنظيف السقف الخشبي، وتقويته وإصلاحه، وتركيب غطاء جديد للسقف وتنظيف وتقوية الزخارف الحجرية ذات الألوان الأصلية المتبقية.
يذكر أن هذا الحوض الذي يرجع للعصر المملوكي بناه الأشرف أبوالنصر قايتباي المحمودي الذي تولى حكم مصر من عام 872هـ، 1468م وحتى عام 901هـ ،1495م، ويقع بالجهة الشمالية الشرقية من مدرسته في «قرافة المماليك»، وهو عبارة عن سبيل كبير بجواره فسقية، وبصدر الحوض ثلاث مجارٍ حجرية يعلوها رنك مذهب، يعلوها تاريخ إنشاء الحوض بالسقف الخشبي وهو سقف نقي معرق بالتذهيب واللازورد معلق على ثلاثة أعمدة حجر.
أما عن الشكل الحالي للحوض فهو عبارة عن مساحة مستطيلة بصدرها خمس دخلات ثلاث منها بصفوف مقرنصة وعلى جانبي كل دخلة منها عمود مدمج، أما الدخلتان الأخريان فيتوج كل واحدة منهما عقد منكسر تملؤه صفوف من المقرنصات، وأكبر تلك الدخلات، الأولى والثالثة والخامسة، أسفل كل واحدة منها حوض صغير، وتوجد بالجهة الشمالية الشرقية دخلة معقودة بعقد منكسر ترتكز على عمودين مدمجين ويتوسط الدخلة عقد ثلاثي أما الجهة الشمالية الغربية فتوجد بها دخلة تشبه السابقة، إلا أن عقدها الثلاثي مسدود، وفي سقف الحوض براطيم خشبية ترتكز على دعامة مستطيلة مبنية، أما قديما فكان يرتكز على ثلاثة أعمدة من الحجر، ويجري أعلى الدخلات شريط كتابي ورنك باسم السلطان قايتباي.