يقبل فلسطينيون، شبان وشابات، كهول وصغار، على التقاط صور «سيلفي» لأنفسهم ولأحبائهم في الحرم القدسي، لاسيما في باحة المسجد الأقصى، وكذلك في مسجد قبة الصخرة، بكثرة هذه الأيام، كتوثيق يُذَكرهم بالزيارة، وفي الوقت ذاته، كصورة يرسلونها إلى أقربائهم الممنوعين من زيارة الحرم بسبب تعنت الاحتلال الإسرائيلي.
فوفقا لما ذكرته صحيفة «السفير» اللبنانية، فـ«(السيلفي) ليست مجرد صورة شخصية للفلسطينين المشتاقين للقدس المحتلة، ويخضعون لمزاجية الاحتلال وغطرسته كلما أرادوا زيارة المسجد الأقصى، وإنما هي وثيقة عبور ودخول ورسالة تحدي: الأقصى مشتاق لنا».
ويرفع هؤلاء الفلسطينيون تلك الصور على مواقع التواصل الاجتماعي ليتيحوا لمن لم تسنح لهم فرصة زيارة الحرم القدسي مشاركتهم الزيارة، وخلال شهر رمضان الجاري، أصبحت الصور «السيلفي» ظاهرة بين الفلسطينيين لتأكيد ارتباطهم ووجودهم في أحد المقدسات الإسلامية المهمة.
والتقطت شروق، من الضفة الغربية المحتلة، صوراً مع صديقتها شهيرة وقد ارتدت كل منهما حجاباً ملوناً، رغبة في تجسيد هذه اللحظة «كذكرى لأنه يمكن ما نفوتش (لا نأتي) رمضان الجاي»، على حد قولها. وأضافت شروق: «التقطنا سيلفي مع مسجد قبة الصخرة ذي القبة الذهبية» الذي يقع داخل الحرم القدسي.
ما قالت شهيرة، على صفحتها على موقع «فيس بوك»: «مع قبة الصخرة وإشي وهيك»، في إشارة للأماكن التي تلتقط لنفسها فيها صور «سيلفي» أثناء زيارة الحرم القدسي.
ومن المتوقع أن يزور مئات الآلاف من المسلمين في الضفة الغربية وغزة وإسرائيل، الحرم القدسي خلال شهر رمضان.
وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي إن 80 ألف مسلم صلوا في المسجد الأقصى في أول يوم جمعة في رمضان.
وحمل كثيرون ممن التقطوا صور «سيلفي» أوراقاً كتبوا عليها رسائل بخط اليد موجهة لأقاربهم الذين لم يسمح لهم بالمجيء.
ووفقا لابتسام طاهر، وهي أم من مدينة رام الله بالضفة الغربية، فإن «هؤلاء الشباب هو أقاربي وابني لأنهم ممنوعون من دخول القدس، وهم يريدون أن يكون لهم بصمة في شهر رمضان داخل المسجد الأقصى وان شاء الله أن تكون هذه البصمة تحققت».
كما رفع أمير طه، من القدس المحتلة، ورقة عليها ملاحظات لأفراد أسرة والدته، الذين قال إن قوات الأمن الإسرائيلية منعتهم من المجيء إلى القدس، أما مهدي الكركي، من مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، فقال إنه أراد فقط تسجيل ذكرى شخصية، وأضاف أنها «ذكرى للأقصى انزلها ع (فيس بوك) لي 20 سنة ما دخلت الأقصى».
[image:8:center]