تعهد دبلوماسيون وساسة من أكثر من 45 دولة خلال اجتماعهم فى العاصمة الكينية برعاية الأمم المتحدة بالتعاون فى مكافحة أعمال القرصنة التى تمارس قبالة السواحل الصومالية. وجاء فى البيان الختامى للمؤتمر الذى استمر طيلة يومين «ينبغى أن نواجه القرصنة البحرية ولاريب، لكننا يجب إلى جانب ذلك أن نحل المشكلة من جذورها. لقد أصبح من الضرورى إرساء السلام فى الصومال التى مزقتها الحرب الأهلية والعنف وأصبح من الضرورى أيضاً تشكيل حكومة فاعلة وقادرة فى هذا البلد الذى يعج بالأزمات».
وعلى هامش المؤتمر، وقَّعت بريطانيا وكينيا اتفاق إطار يتيح للبحرية البريطانية أن تسلم السلطات الكينية قراصنةً تقوم بتوقيفهم أمام السواحل الصومالية لمحاكمتهم. ورحب نائب وزير الخارجية البريطانى للأمن ومكافحة الإرهاب اللورد «وست أوف سبتهيد» بالاتفاق الذى وصفه بانه مهم.
ويحدد الاتفاق الإطار القانونى الذى سيتيح لبريطانيا تسليم قراصنة إلى كينيا بعد توقيفهم فى خليج عدن أو المحيط الهندى. وفى نوفمبر الماضى سلمت البحرية البريطانية كينيا 8 أشخاص متهمين بالقرصنة أوقفتهم فى عرض البحر، وهم لا يزالون معتقلين فى مومباسا حيث حددت جلسة محاكمتهم المقبلة فى 14 يناير المقبل.
وبينما تتعثر جهود المجتمع الدولى لمكافحة القرصنة، بسبب غياب اطار قانونى للتعاون بين الدول، وزعت الولايات المتحدة على أعضاء مجلس الأمن الدولى أمس الأول مشروع قرار جديداً حول القرصنة قبالة الشواطىء الصومالية يهدف إلى السماح بمطاردة القراصنة حتى على الأرض الصومالية.
وبينما أعلن مبعوث الأمم المتحدة للصومال أحمد ولد عبدالله على هامش مؤتمر نيروبى أن قراصنة الصومال تمكنوا من جمع 80 مليون جنية إسترلينى خلال العام الجارى من أموال الفدية التى تدفعها السفن نظير حريتها، وردت أنباء عن اختطاف القراصنة الصوماليين لقاربى صيد يمنيين بالقرب من ميناء عدن وإن كان بحارة القاربين الـ7 قد تمكنوا من الهرب على متن قارب أصغر.
وميدانياً، أفاد تقرير لمجلس الأمن بأن الجيش والشرطة الصوماليين بتداعيات بسبب ترك نحو 80 % من أفرادهما (أى 15 ألف ) الخدمة آخذين معهم أسلحتهم ومركباتهم، مشيراً إلى معاناة الحكومة الصومالية من حالة تفكك مستمر.
فى الوقت نفسه، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى جان بينج أمس عن «قلقه الكبير» من احتمال انسحاب جنود قوة السلام الأفريقية من الصومال. وقال بينج «قلقنا كبير فعلا، لكننا نأمل بالقيام بشىء لتفادى انسحاب 3400 جندى أوغندى وبوروندى تابعين لقوة السلام الأفريقية».
