x

وحيد حامد: 25 يناير «ثورة بنت ثورة».. و«30 يونيو» أعادتها إلى أصحابها (1 – 2)

الأربعاء 08-07-2015 11:25 | كتب: شريف عارف |
المصري اليوم تحاور «الكاتب والسيناريست وحيد حامد » المصري اليوم تحاور «الكاتب والسيناريست وحيد حامد » تصوير : فؤاد الجرنوسي

ربما تتفق معه أو تختلف، لكنك فى النهاية لا تستطيع إلا أن تؤكد أنك أمام شخصية لها «قراءتها الخاصة» للأحداث، فهو صاحب رؤية عميقة للواقع المصرى، الذى رصده فى أعماله الدرامية من مختلف الزوايا. وكانت هذه الأعمال مؤشراً لما شهدته مصر منذ بداية الألفية الثالثة وحتى ثورة 30 يونيو.

الكاتب والسيناريست المبدع وحيد حامد أخذ على عاتقه خوض معركة مصر ضد «طيور الظلام» من جماعات الإسلام السياسى، وظل جنديا مقاتلاً فى «خندق الحرية» لهذا البلد.

وحيد حامد يؤكد فى حواره مع «المصرى اليوم» أن «25 يناير» هى «ثورة بنت ثورة»، وأن «30 يونيو» أعادت الثورة إلى أصحابها الحقيقيين.

وقال إن حادث اغتيال النائب العام تم بأسلوب «المافيا الإيطالية»، وإن الذين يتحدثون عن وجود اختراق أمنى عليهم النظر إلى وقائع مماثلة فى الدول الكبرى، مبدياً تعجبه من التناول الإعلامى لحادث الهجوم على كمائن شمال سيناء الأسبوع الماضى... وإلى الحوار:

■ بعد عامين من ثورة 30 يونيو، التى وصفها مراقبون بأنها «أكبر زحف فى التاريخ».. برؤيتك العميقة كيف ترى هذه الثورة الآن؟

- لابد أن نتفق على أن ثورة 30 يونيو كانت ضرورة، وأعادت الثورة إلى أصحابها الشرعيين بعدما سرقت منهم، وبالتالى فأنا ضد الفريق الذى يهاجم ثورة 25 يناير فهى «ثورة بنت ثورة»، وفى رأيى أنه لولا ثورة 30 يونيو والخلاص من حكم الإخوان لكانت مصر قد مضت إلى أسفل سافلين.

■ إلى مصير بعض الدول المحيطة بنا مثلاً!

- أنا شخصيا لا أحب هذه المقارنة بما حدث لعدد من الدول المحيطة بنا، وضد من يروجون أننا أفضل حالاً ونحن صامدون.. أنا ضد هذه المسألة.

■ لماذا؟

- لأن مصر هى الأكبر.. مصر هى الأكثر حضارة والأبعد عمقا. فمصر دولة تملك كل مقومات البقاء كدولة تمرض ولا تموت. ولديها استعداد قوى وإرادة للتعافى، فحتى المرض المزمن لا يقدر عليها.. فهذا هو وضع مصر، وكون الدول العربية كالعراق وليبيا قد أصابها ما أصابها، فظروف كل منها تختلف عنا. فمعظم هذه الدول تركت نفسها لـ«الاختراقات»، وبالتالى حل بها ما هى عليه الآن. وللحقيقة أن مصر اخترقت هى الأخرى على مدار سنوات مضت بالإهمال وبالتراخى، ولكنها على كل المستويات لم تفرط فى أى شبر من الأرض، وهى قضية مهمة جداً وعلينا أن نسجلها ونعيها جيداً. فالعناصر الغريبة التى دخلت على مصر فى سيناء أو غيرها حلت عليها خلال «العام الأسود» لوجود الإخوان فى حكم مصر، وكل ما ترتب على هذا الدخول كان بعلم «حكام مصر» من هذه الجماعة، لأن الإخوان لم يصلوا إلى الحكم إلا بمساعدة الأمريكان والمجتمع الأوروبى، وهو مخطط متفق عليه وفق شروط محددة التزموا أو ألزموا بها!

■ ما هذه الشروط؟

- أول هذه الشروط توطين اللاجئين الفلسطينيين فى أرض سيناء، وثانيها التنازل عن حلايب، وثالثها ضمان تأمين الحدود الليبية، وفوق كل ذلك مظلة تهدف إلى تحييد وتقييد الدور الوطنى المصرى على كافة الأصعدة، ولنا أن نرجع فى التاريخ إلى الفترة التى أعقبت هزيمة عرابى حينما اشترط الإنجليز على مصر أن تحدد عدد أفراد جيشها، وفُرضت شروط قاسية جدا للإخضاع الكامل بهدف عدم قيام دولة قوية فى المنطقة؛ ولذلك وصل الإخوان المسلمون لمرحلة «الخضوع الكامل» لكل ما يملى عليهم، وللأسف الشديد هذه السياسة الإخوانية ليست وليدة عام 2012، وإنما هى قديمة منذ نشأة الجماعة، فالإخوان كانوا على علاقة وطيدة باليهود فى الخفاء خلافاً لما حاولوا أن يظهروه على السطح دائماً!

■ نعود مرة أخرى إلى 25 يناير.. وربما قد تنبأت أعمالك الدرامية بعدد من المواقف، التى ظهرت فى الواقع المصرى خلال الفترة التى أعقبت الثورة، ولعل أبرز هذه الأعمال فيلم «طيور الظلام» الذى أنتج عام 1995، ويصل إلى حقيقة أن

الصراع فى النهاية سيكون بين فتحى نوفل القيادى بالحزب الوطنى، وعلى الزناتى القيادى الإخوانى.. إلى أى حد تحققت هذه الرؤية على أرض الواقع؟ وبعد 25 يناير و30 يونيو ما الذى تبقى من «دولة مبارك» و«الإخوان»؟

- الاثنان لا يزالان موجودين، والاثنان يحاربان نظام الحكم الحالى! فأنا أعتقد أن النظام الحالى الآن يتعرض لـ«هجمة شرسة» من بقايا نظام مبارك والإخوان معاً. فمن المعروف أن الحزب الوطنى هو «حزب المصالح» وكيان لـ«جنى الأرباح»، وهذا الكيان لا يقبل بأى نظام لا يرعى مصالحه أو يتوافق مع اتجاهاته. والمصريون «الكادحون» والباحثون عن أرزاقهم يبحثون عن نظام يرعى مصالحهم، وبالنسبة للإسلام السياسى والمتمثل فى كل التيارات الإسلامية المتواجدة على الساحة.. وبالمناسبة فإن كل هذه الجماعات خرجت من عباءة الإخوان المسلمين وهى تمثل نفس الخطورة؛ فهى أشبه بـ«بيض الحية»، أما التيار السلفى- وهو لم يخرج من هذه العباءة- فيمثل نفس الخطورة، وربما أخطر. كل هذه التيارات تناهض النظام الحاكم الآن، فحلمهم الأساسى هو عودة ما يسمى الخلافة الإسلامية، والأخطر منه هو جر مصر إلى نقطة ثابتة من التخلف وعدم التقدم؛ ولذلك فهم ضد العلم والتنوير، ويتطلعون إلى أن تعيش مصر فى مستنقع من الجهل.

■ بماذا تفسر موقف السلفيين من ثورة 30 يونيو.. وموقف النظام منهم بعد 30 يونيو؟

- هو موقف مؤيد على الدوام، والدولة تستمع لهم بشكل دائم، إنما على العموم أنا لا أثق فيهم على الإطلاق، لأننا ننسى بسرعة. ألم يكن هؤلاء السلفيون هم الذين قالوا بعد أيام من ثورة 25 يناير بأنه «لا يجوز الخروج على الحاكم»؟ هل نسينا كل ذلك؟ فهم يبدلون مواقفهم أسرع مما يبدلون ملابسهم.. ولو جد جديد- لا قدر الله- وتغيرت الأمور سيصبحون مع النظام الجديد!.. وليس الأمر مقصوراً على هذين النوعين، الإخوان والسلفيين، ولكن هناك نوعية ثالثة لا تقل خطورة عنهما، وهى «النخبة الفاسدة» .. فهناك بعض السياسيين والنشطاء والإعلاميين الطامعين فى اقتطاف ثمرة من الثورة ولم يحصلوا عليها. هؤلاء كان موقفهم من الثورة متخاذلاً.. ومشكلة هذه النخبة الباحثة عن دور تنحصر فى نظرتهم الذاتية للأمور؛ فهم ينظرون إلى مصالحهم الشخصية وليس إلى مصلحة الوطن. ونعود إلى جماعة الإخوان التى حددت هدفها منذ البداية وهو «الاستيلاء على الحكم»، وكانت غلطتهم الرئيسية أنهم تعجلوا فى الوصول إليه، فظهر عجزهم وقلة حيلتهم وفسادهم فانكشف أمرهم، والتاريخ يشير إلى ذلك، فحسن الهضيبى- المرشد الثانى- كان يسعى إلى نفس الهدف، واتفق مع محمد نجيب على الإطاحة بعبدالناصر من أجل أن يحكم الإخوان، ولكن المخطط فشل، وأصبح هذا الهدف «عقيدة» بالنسبة لهم، وإلا لم تكن الدول الداعمة لهم قد ساندتهم بهذه القوة!

■ هناك من يعقدون مقارنة بين سيناريو 30 يونيو، وسيناريو 1954. ما رأيك؟ وهل التاريخ يعيد نفسه فى ذلك؟

- ده حقيقى وتقريباً نفس الوقائع..حتى «نغمات المصالحة».. فعبدالناصر تعرض لنفس الشائعات والأكاذيب التى يتعرض لها الرئيس السيسى الآن. فعبدالحكيم عابدين أحد قادة الإخوان فى الخمسينيات أشاع أن عبدالناصر قابل «بن جوريون» فى لقاء سرى. فحرب «الشائعات الإخوانية» أسلوب قديم ومستمر حتى اليوم. وفى هذا الإطار هذه الشائعات لا يسلم منها الجيش نفسه، فهم الذين يروجون بأن الجيش ضعيف وغير متماسك وبداخله حالات من التذمر.. كل هذه هى أساليب الجماعة الآثمة!

■ جدل كبير أثاره حادث اغتيال «محامى الشعب المستشار هشام بركات».. ما قراءتك لهذا الحادث وسط حديث عن أن هناك قصورا أمنيا فى الحادث؟

- فى ملابسات هذا الحادث، أعتقد أن الطريقة التى تم بها تنفيذ عملية اغتيال المستشار الجليل هشام بركات، تمت بنفس الأسلوب الذى جرت به عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى، من حيث الشكل وإحكام التنفيذ، وهذا يدل على أنه كانت هناك عناصر خارجية مدربة على مستوى عال، ولكن لا بد أن تكون نظرتنا أكثر عمقاً، فالذى اغتيل هو «القاضى محامى الشعب»، وهو أشبه بأسلوب «المافيا الإيطالية» التى كانت تقتل القضاة للتوسع فى نشاطها الإجرامى المتمثل فى تجارة المخدرات. فقتل القاضى لا يغتفر، فالمحارب يمكن قتله فهو مقاتل فى النهاية، أما القاضى فهو ممثل العدل، والله اسمه «العدل»، وحساب القاضى سواء كان عادلاً أم ظالما ليس عند البشر، إنما عند الله، فنحن ننظر إلى الأشياء بعين مجردة، بينما بواطن الأشياء لا يعلمها إلا القاضى، فهو الذى أقسم بتحقيق العدل، وحسابه هنا عند الله. والهدف من هذه العملية الخسيسة ليس إرهاب القضاة، ولكن إرهاب عامة الشعب؛ فالمواطن البسيط عندما يرى هذا الرجل وهذه الشخصية يتم اغتيالها بهذا الشكل وهذه الجريمة الشنعاء، يقول: «أُمال أنا حيعملوا معايا إيه؟».

■ وماذا عن طريقة التنفيذ؟

- الناس الذين يتحدثون عن «الاختراق الأمنى» عليهم أن ينظروا إلى الدول الكبرى ماذا فعلت أمام الجرائم الإرهابية الكبرى.. فنحن نعيش حالة تناقض نتهم الشرطة بالقصور الأمنى، وعندما تتخذ إجراءات مشددة الناس تصرخ وتقول: «الشرطة متجاوزة» ونكيل لها الاتهامات ونهيل عليها التراب.

■ ولكن الناس تتساءل عن مستوى الحرفية فى الردع والقدرة على إحباط مثل هذه المخطات رغم بقاء بعض التجاوزات.. ما رأيك؟

- نحن لا نختلف على أن هناك تجاوزات، ولكن التعميم مرفوض، أو أن نقول إن ذلك يمثل «ظاهرة».. وكما قال لطفى الخولى فى إحدى مسرحياته الشهيرة «أقفل الشباك..ولّا أفتحه.. وفى الحالتين مش عاجب».. ودعنى أتساءل: لماذا نحن لا نقدر الظروف؟.. أنا مستعد أن تحاسب الشرطة حساباً عسيراً.. «لو البلد دى واقفة على رجليها» ولديها اقتصاد وتعليم جيد.. ولكن تقول هذا وأنت أمام بلد منذ أربعين عاماً «وهى تزحف على بطنها».. فعلى الناس أن تقدر هذا؛ لأن كل هذه الأشياء لن تتم بين يوم وليلة.

■ وكيف تنظر إلى «حرب الكمائن» التى نفذها تنظيم «أنصار بيت المقدس» مؤخرا ضد أكمنة الجيش والشرطة بشمال سيناء.. وتعامل الإعلام معها؟

- حقيقة أنا أصبت بدهشة كبيرة.. فعلاً اندهشت من تناول وسائل الإعلام للحدث، لأننى شعرت أن أجهزة الإعلام المصرية تنشر أخبار هزيمة الجيش المصرى، والبعض شعرت منه بـ«الشماتة» وربما الفرح.

■ وبم تفسر ذلك؟

- أنا أفهم أن الإعلام المعادى لى كإعلام «الجزيرة» مثلاً أو قنوات الإخوان وغيرهما- يتعامل بمخطط عدائى تحريضى فماذا ننتظر منه؟.. هو عدو لى.. ولكن بماذا تفسر موقف بعض الإعلاميين المصريين من الحادث! وهنا أنا لا أذيع سراً فى أن بعض رؤساء التحرير الذين نشروا المعلومات الكاذبة، كانوا فى إفطار «الأسرة المصرية»، الذى حضره الرئيس السيسى.. وكان ذلك قبل الحادث بأيام، وهم يشيدون بمواقف الجيش، ولكن نفس الأشخاص بعد الحادث بساعات، وجدتهم يرفعون «رايات داعش» عبر وسائل إعلامهم.. فاندهشت جداً وتساءلت «إنتم مع مين بالضبط؟».. فأنا ليس لدى مانع فى أن تتخذ موقفاً واضحاً «يا مع.. يا ضد»، إنما هذا التلون مرفوض.

■ هل تعتقد أن البعض وقع فى هذا الفخ نتيجة نقص المعلومات؟

- لا.. دعنا نتحدث بالمنطق.. وأنا أقولها بصراحة: من العار أن تأخذ الصحف ووسائل الإعلام المصرية معلوماتها من «تويتر وفيس بوك» أو وكالات أجنبية تسعى لأهداف محددة. فأنت كصحفى يمكن أن تقول: «إننى أبحث عن المعلومة».. وهنا أيضا لنا وقفة.. فنحن فى حرب والجيش لا يستطيع أن يعطى معلومة ناقصة، ولم نعد إلى الذكرى الأليمة فى حرب 1967 ونقول: «أسقطنا 70 طائرة!». هذا الكلام لم يعد مقبولاً.

■ ..والشعب المتلقى لمثل هذه الأخبار لن يقبلها؟

-بكل تأكيد..فمن حق الجيش قبل أن يصدر أى بيان، أن يكون هذا البيان حقيقياً، وبناء على واقع، فالجيش لن يخرج فى وسائل الإعلام و«يطلق النار فى الهواء».. وهذه حرب.. ولذلك كان رد القوات المسلحة عظيماً ومدروساً رغم نقطة خلاف صغيرة.

■ ما هى؟

- هى نشر صور الجثث.. ولكن شهداءنا تم نشر صورهم على مواقعهم بأسلوب مبتذل.. وللأسف تسمع كلاماً غريباً من مصريين يرددون ما قالته «الجزيرة» متسائلين: «لماذا هذه القوة المفرطة؟».. تكفيريون هاجموا قواتنا واعتدوا على أراضينا وبلدى.. ويوجهون بعدها مثل هذه الأسئلة؟!

■ وكيف تنظر إلى تعليقات «النشطاء» على مواقع التواصل الاجتماعى؟

- أنا ضد ما يروج من أن كتابات النشطاء تمثل الرأى العام.. فلكل منا رأيه الخاص، ولا يجوز أن أفرضه على الآخرين، فهو فى النهاية مجرد رأى شخصى لا يمكن تعميمه. وللأسف فإن بعض الإعلاميين يعتبرون كلام النشطاء على مواقع التواصل يمثل قياسا للرأى العام. بصراحة سأقولها وربما يغضب ذلك الكثيرين منهم: أغلب كتابات النشطاء أشبه بالتعليقات على «حوائط المراحيض»، فمعظمها سباب وألفاظ خارجة وفجاجة وعدم وضوح رؤية!.. وهنا أقول لهم: لماذا لا نتناقش بأدب واحترام متبادل؟ وليس معنى أننى اختلفت معك أننى ضدك.

■ البسطاء من عامة الشعب المصرى تلقفوا هذه الصور بفرحة بالغة.. والبعض شارك بها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعى.. هل ذلك امتداد لنظرية «الثأر» الموجودة فى الشخصية المصرية؟

- «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم». هذا ما وضحته الآية القرآنية، وهذا حق أصيل.. ففى ظل كل هذه الأمور تظهر لك أصوات انهزامية ومحبطة وتطرح «فكرة المصالحة».. مصالحة مع من؟! فنحن لدينا فى الصعيد والأرياف عموما مثل شعبى يقول: «مفيش بعد حرق الزرع جيرة».. هؤلاء أحرقوا الزرع وغير الزرع، ودمروا مرافق البلاد، وقتلوا الأبرياء.. وبعد ذلك «نصالحهم على إيه»؟ فالشعب المصرى مطالب بأن ينظر إلى التاريخ، فمثل هذه الجماعات «تنقرض» مع الوقت، انظروا الى طائفة الحشاشين مكثت أكثر من مائة عام. انظروا إلى الخوارج وغيرهم من الذين استخدموا الدين فى تحقيق مكاسب سياسية.

■ إذن.. هل جماعة الإخوان فى «العد التنازلى» للنهاية؟

- جماعة الإخوان تكسب دائماً وتمدد فى عمرها ليس بسبب قوتها ولكن بسبب ضعف الآخرين. فهذه الجماعة ينطبق عليها التشبيه الذى كنا نطلقه على إسرائيل قديماً بأنها «مخلب القط»، فهى دائما ما توظف نفسها كأداة لكل طامع فى الحكم، وبالتالى فالقضاء عليها لن يتم بين يوم وليلة، لأننا نحتاج إلى تغيير فكر الناس، خاصة الأجيال الجديدة، أما الأجيال القديمة فالأمر معها صعب.

■ لو حددنا ذلك فى شرائح عمرية..ما هى؟

- الإخوانى إخوانى.. فبعد الثلاثين لا تستطيع تغيير فكره، أما من هم تحت الثلاثين فمن الممكن أن تتواصل معهم.. فالشباب الصغير يمكن تغيير فكره وإقناعه.. وللحقيقة جمال عبدالناصر كاد يحقق ذلك، ونجح إلى حد كبير فى القضاء على الإخوان، ولولا وصول السادات إلى الحكم لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه، فهو الذى أفرج عنهم وبشروطهم! وبالتالى فهم خدعوه.. لأن من بين الشروط أن يقتصر نشاطهم على الدعوة، بحيث لا يعارضون الدولة أو يلجأون إلى العنف، ولكنهم لجأوا إلى العنف بطريقة أخرى، وأسسوا الجماعة الإسلامية التى مارست العنف.

فى الجزء الثانى من الحوار:

■ مصر لن تستطيع «الوقوف على رجليها» بدون برلمان

■ «الصوت العالى» آخر ما تبقى من اليسار والناصريين

■ السيسى يعلم ما لايعلمه الناس



قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية