4 عقود قضاها عم سيد في مهنة جمع القمامة، مرَّت عليه مواسم كثيرة وأعياد ومناسبات عاشها مع سكان المنطقة التي يعمل بها، إلا أنه يعتبر شهر رمضان «موسم غير كل المواسم».
يقول سيد: «أعمل في الزبالة منذ 40 سنة، وهى فترة أعطتنى خبرة في فهم الناس، يعنى أقدر أقول إنى بعرف أحكم على الناس من خلال زبالتهم، وأعرف أقول البيت ده فيه فرح ولا حزن، بيت عرسان جداد ولا بيت عيلة، فيه عزومة ولا مفيش».
ويضيف: «اعتدنا دايماً على إن فضلات الطعام هي أكثر ما نجده في مخلفات البيوت، لكن في رمضان الكمية بتتضاعف حوالى 3 مرات عن المعتاد، وكنت باحزن لما ألاقى كل كمية الأكل دى مصيرها الزبالة».
ويؤكد عم سيد أن التوسعة التي تدخلها الأسرة على مائدتها في الشهر الكريم تنعكس على مخرجاتها من الزبالة، بقوله: «الناس في رمضان بتوسع على نفسها باللحوم والفراخ، وبيظهر ده في الزبالة، على عكس بقية السنة، لكن في النهاية يكون مصيرها للقطط لأن رائحتها بتكون اتغيرت».
ويعلن عم سيد عن اكتشافٍ من خلال عمله يوضحه بقوله: «من حوالى 3 سنين بدأنا نلاحظ إن الناس بتكون رابطة فضلات الأكل في أكثر من كيس عشان تحافظ عليها، وأحيانا بتكون مجمدة أو ساقعة زى ما تكون خارجة من التلاجة على الزبالة، عشان تعيش أطول وقت ممكن فيها من غير ما تبوظ، ويمكن ده بقى بيحصل بعد ما الناس عرفت إن فيه ناس بتاكل من الزبالة، وبقى فيه وعى أكتر، وأحياناً بلاقى صاحب البيت فاصل بقايا الأكل في كيس ويقول لى لو لقيت حد غلبان في سكتك اديهاله، فالمصريين سلوكياتهم اتغيرت عن الأول».
ورغم تأقلم عم سيد على مهنته وحبه لها إلا أنه لا يستطيع العمل نهاراً في رمضان: «مهنتنا مرهقة ومتعبة، لذلك بعضنا يفضل يغير مواعيده لبعد الفطار، وكمان عشان فيه ناس بتصحى متأخر فبنروح لهم بعد الفطار أفضل».