أكد الفنان طارق لطفى أنه انتظر 20 عاما فى التمثيل، حتى وصل إلى البطولة المطلقة الأولى فى مسلسل «بعد البداية»، موضحًا أنه تعرض لإصابات شديدة أثناء التصوير، لأنه فى حياته ليس مغامرًا، لكنه اختار أن يصدم الجمهور، وأن يجذب انتباهه بتقديم نفسه فى إطار درامى جديد، وقال لـ « المصرى اليوم» إن المسلسل يتناول قضية مهمة حدثت بعد ثورة 25 يناير، وأنه كممثل لا يتأثر بالشخصيات التى يجسدها أمام الشاشة، مشددا على أن خطوته القادمة ستكون محسوبة، ولها شروط محددة.
■ لماذا اخترت «بعد البداية» كأولى بطولاتك الدرامية؟
- أولا، أنا اجتهدت على نفسى كثيرًا، خلال 20 سنة تمثيل، وكنت أركز فى كل دور صغير أو كبير أجسده، والحمد لله ربنا أكرمنى بما وصلت له الآن.
■ ولماذا بعد البداية؟
- لأن دورى فيه لم أجسده من قبل، ونوعية كتابته لم أحتك بها، ولم أقدم أدوار ساسبنس أو أكشن، ولم أفكر فيها، حينما عرضت على الفكرة، والأحداث تبدأ بشخص غير موجود رسميًا، ومن هنا جاء العنوان بوجود حياة جديدة، فى حياة إنسان أصبح غير موجود على الورق، ما جذبنى للعمل أيضًا أنه مكتوب بشكل جيد، وإيقاع رائع وسريع، لعمرو سمير عاطف، الذى يمتلك ميزان ذهب، فى هذا النوع من المسلسلات، ولأننى مقتنع بأن النجاح جزء منه أن يصدم الفنان الجمهور، ويشتت تفكيره، بنوع من الدهشة، قررت أن أخوض التجربة وأغير من نفسى والصورة التى اعتاد أن يرانى بها الناس، والحمد لله ردود الأفعال حتى الآن لم أتخيلها وأبهرتنى من صحفيين ونقاد وزملاء ومخرجين وكتاب، وهو ما أكد لى أننى اخترت صح إلى حد كبير، ومعى ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز، منتجا العمل اللذان راهنا علىّ فى هذا النوع من الدراما، وشجعانى جدًا ولم يبخلا عن المسلسل، وربنا كرمنى بأحمد خالد المخرج الذى أتوقع أن يكون من أهم مخرجى الدراما فى مصر فى السنوات القادمة، والحمد لله أشعر بأن المسلسل يحظى بمساندة آلهية.
■ كيف كان استعدادك لتجسيد شخصية عمر نصر؟
- عمر نصر صحفى جرىء، موهوب، قوى، معتز بنفسه يدرك أهدافه، شيك، لديه هالة، محبوب من كل من حوله، عليه أطماع وحقد كبير، يذكرنى بنموذجين أو ثلاثة من كبار الصحفيين فى مصر فى بداياتهم، قاموا بمجموعة من التحقيقات الصحفية التى أحدثت جدلا واسعًا، لهم نفس الشكل، وتخيلت أن واحدا من هذه النماذج تعرض لكارثة، مثل التى يعيشها عمر نصر، فكيف ستكون ردود فعله، وتصرفاته، وتعاملاته مع كل من حوله بخبرته، وحسه، وبمن يثق ومن يبتعد عنه.
الأحداث التى يعيشها طول الوقت هو رجل متورط فى موضوع كبير لا يفهمه، حتى الأكشن الذى يتخلل الأحداث اتفقت مع أحمد خالد ألا يتم تنفيذه بشكل احترافى، وأن يبدو أنه يقوم به لأنه متورطن وإذا لم يقفز من أعلى مبنى مكون من 4 أدوار سيتم القبض عليه، وسيموت، وكنا حريصين على أن يتألم «عمر» أثناء مشاهد الحركة، أو يتعرض لكسر أو جذع، ولا يبدو كـ«هيرو»، وكنت حريصا على أن يكون الأكشن، من خلال دراما الشخصية نفسها، وكانت صعوبته فى المشاعر التى يحملها من خلال عيونه للجمهور، وكيف أنها مليئة بالأفكار التى يتحدث فيها مع نفسه، وهو دائمًا فى حيرة وخايف وقلقان ومتوتر.
■ وكيف أديت مشاهد الأكشن فى المسلسل؟
- هذه منطقة مرعبة جدًا، وأنا فى حياتى حريص جدًا على نفسى، وبعد إنجابى أصبحت أكثر حرصًا، فى أول يوم تصوير أكشن، استعنا بخبير من جنوب أفريقيا اسمه «أندرو»، له العديد من الأفلام العالمية، كان يريد إقناعى بأن الأمور بسيطة، ومؤمنة، وقام بإجراء تجربة مع شخص من الطاقم الخاص به وهو محترف أيضًا، وسيقوم بالقفز من أعلى مبنى ارتفاعه يصل إلى 6 أدوار من «بلكونة» إلى أخرى حتى ينزل على الأرض، بالمستشفى الإيطالى، ويريد إقناعى بأن الموضوع صعب، لكنه ليس خطرا، ولأن المبنى قديم تعرض الشخص لإصابة نتيجة سقوط أحد أجزاء المبنى عليه، ودخلت عيناه كمية تراب ضخمة، واختلت الرؤية، وواجه صعوبة حتى هبط على الأرض، وقتها قلت ربنا يستر وتشاهدت، و«علقونى» فى الهواء، المشكلة أنى خايف ومحتاج أمثل، وقفزت من المبنى وتم تصوير المشهد 6 مرات، وكنت قلقا جدًا من تعرضى لأى إصابة حتى لا أعطل التصوير.
■ ولماذا لم تستعن بدوبلير فى هذه المشاهد؟
- لأنى حرصت على المصداقية، والواقعية، فى التصوير، وهو شىء مفيد يضيف لى خبرة، وجماهيرية، لأن الدوبلير سوف يتحايل المخرج حتى لا يظهر وجهه، لكن الجمهور يرانى بوجهى وأنا أقفز وأنا معلق.
■ هل تعرضت لإصابات أثناء تنفيذها؟
- طبعًا، جروح وجلطات، وكدمات، وإصابة بسيطة فى كتفى، الأكشن كان أصعب شىء بالنسبة لى فى المسلسل، غيرت بداخل الكثير، وجعلتنى أقوى و«جمدت قلبى».
■ إلى أى مدى تتشابه شخصيتك مع عمر نصر؟
- منذ أن تعايشت مع الشخصية، ألغيت طارق تمامًا، ودائما أرى عمر أمامى، وهما مختلفان تمامًا، فى ملابسهما، وتصرفاتهما، وحتى أسلوبهما فى الكلام، عمر فى أشد حالات خوفه يحاول أن يتمالك أعصابه، ويتصرف بحكمة، طارق كشخص غير مغامر وبعيد كثيرا عن عمر، اتبع مدرسة التقمص، وأرفض أن تؤثر الشخصيات التى أجسدها علىّ لأننى هنا أكون خطرا على نفسى وعلى من حولى.
■ ما تصنيفك لـ«بعد البداية»؟
- ساسبنس أكشن فى إطار اجتماعى، والرومانسية عنصر غير متواجد فى هذا العمل بشكل كبير، لأن القصة لا تسمح بالتعمق فى قصة حب، ويعتمد على العلاقات المتشابكة جدًا سواء فى الحاضر أو الفلاش باك.
■ هل تدخلت فى اختيار الممثلين المشاركين لك فى البطولة؟
- التدخل فى اختيار الممثلين ليس وظيفتى ولا حتى تقييم أدائهم، فهو رؤية مخرج وإمكانيات منتج، وليس لى أى دخل بها، لكن ممكن أن يكون لدى رأى إرشادى فى أداء البعض، لكنه غير ملزم، ولو بنسبة بسيطة لصناع المسلسل.
■ كيف ترى الخطوة القادمة؟
- المسؤولية صعبة، ورغم أننى قلق من نجاحى هذا الموسم، فلن أتعجل، ومن الآن أفكر فى الخطوة القادمة وأمامى الآن أنا وأحمد خالد المخرج مشروعان اقل ما يقال عنهما مفاجأة، وإذا تعاقدت عليهما أكون إن شاء الله اطمأننت على العام القادم، وبعد القادم أيضًا، بورق على أعلى مستوى، وممثلين نجوم، حتى لو على حساب أجرى، وسأكون مستمتعا بتنفيذهما مع ريمون ومحمد محمود عبدالعزيز، لأن لهما فضلا كبيرا على طارق لطفى، وبيننا تواصل ولغة تفاهم.
■ وأين السينما؟
- عرض على 3 أفلام منذ رمضان الماضى، لكنها لم تكن مناسبة بالنسبة لى، ولم أجد فيها نفسى، وبدأ باب السينما يفتح أمامى وإن شاء الله يكون لى تواجد قوى فيها قريبا، وما أؤكده أن الخطوة بعد ذلك ستكون بحساب لأننى لا أعمل من أجل الفلوس.