برامج المقالب.. «انقلب السحر على الساحر»

تنطوي برامج المقالب بشكل عام على وضع الضيف في موقف محرج في غرابته أو طرافته، ومن ثمّ يأتي الضحك من رد الفعل غير المتوقع.

هذا الرد غير المتوقع قد يقع أحيانًا على المضيف وليس على الضيف، فينقلب عليه سحره من حيث صنعه، وقد يتعرض مقدم البرنامج نفسه إلى مواقف أكثر سوءًا مما أوقع فيه ضيفه.

رامز واكل الجو

ومن أشهر برامج المقالب هذا العام برنامج «رامز واكل الجو»، الذي يقدمه الفنان رامز جلال بعد أن اعتاد تقديم برنامج سنوي من نوعية تلك البرامج، ورغم ذكاء «رامز» في تقديم المقلب بإحكام شديد إلا أنه أحيانًا ينقلب عليه ولا يستطيع التحكم فيه.

وفي إحدى الحلقات وبالأخص في حلقة لاعب الكرة، إبراهيم سعيد، الذي توعده «رامز» في بداية الحلقة قائلًا: «بص يا هيما، اللي معرفش يعمله معاك حلمي طولان وجوزيه والكابتن حسن شحاتة، أنا هطلعه عليك»، لكن الأمر انقلب عليه بعد لحظات من ركوب الطائرة.

انفعل إبراهيم سعيد بشكل كبير بعد ركوبه الطائرة واستنشاق الرائحة الكريهة التي يفتعلها «رامز» بواسطة «بخاخ» في جيبه، وبدأ يصرخ ويعتدي على من حوله بمن فيهم الجالس إلى جواره «فايق العايق»، الشخصية المصطنعة التي يقدمها رامز جلال.

انقلب الأمر على «رامز»، إذ لم يستطع التحكم في الأمر وبدأ «إبراهيم» يوجه له اللكمات والضربات على وجهه ورأسه، ثم تشاجر مع مضيف الطائرة وضربه بـ«الشلوت» وصفعه على وجهه، وبدلًا من أن يضايقه «رامز» استطاع «سعيد» مضايقة جميع من حوله لدرجة جعلت أحدهم يضربه بشكل حقيقي بسبب ما فعله.

تلقى «رامز» ما نسميه «علقة سخنة» من «سعيد» مصحوبة بعدد هائل من الألفاظ الخارجة، ما جعل الأمر ينقلب على «رامز» واضطر بعد خناقة بالأيدي والأرجل حدثت بين «سعيد» وأحد المتواجدين على الطائرة إلى إنهاء المقلب في الطائرة على عكس قواعد البرنامج، معترفًا له أنه رامز جلال وأن ما يحدث ما هو إلا «مقلب».

Ramez.Hala.Saran by ahmed-el-kamony

وفي حلقة الإعلامية هالة سرحان، انقلب الأمر على «رامز» وتلقى منها صفعة قوية على وجهها، قال بعدها ساخرًا إنه لم يتلقَّ مثل هذه الضربة في حياته حتى إن والدته نفسها لم تصفعه هكذا يومًا.

هبوط اضطراري

يخوض الفنان هاني رمزي تجربته الأولى في برامج المقالب هذا العام ببرنامج «هبوط اضطراري»، الذي يتشابه في جزء منه مع مقلب «رامز واكل الجو»، وإن اختلفا في المضمون والتفاصيل.

يعد برنامج «هبوط اضطراري» أكثر خطورة في تفاصيله، ويتعرض فيه الضيف إلى موت حقيقي في بعض الأحيان، لدرجة أن بعضهم يبدأ بترديد الشهادة وإقامة الصلوات لتحققه أنه أمام دقائق قد يموت بعدها.

هذا الموت المحقق تعرض له «هاني» في أحيان كثيرة، وكان يشعر في لحظات أنه أكثر ضعفًا من الضيف ولا يستطع تحمل ما يحدث من اختلال توازن الطائرة، لدرجة أنه كان يستنجد في بعض الأوقات بإنزال الطائرة وإنهاء الوضع لعدم قدرته على التحمل.

وفي حلقة الفنان منذر رياحنة، انقلب السحر على الساحر ولم يستطع «هاني» تحمل الوضع وظل يصرخ بشكل هستيري: «يا لهوي، يا لهوي»، ويضرب بيديه على جدار الطائرة ويمسك بيد «منذر»، الذي كان أكثر قوة منه.

وتقيأ «رمزي» على رجل «منذر»، وبعد اختلال توازن الطائرة شعر بتعب شديد ولم يستطع تمالك نفسه رغم مساندة الأخير له.

وتقبّل «منذر» الموقف بصدر رحب، وحاول تهدئة «هاني»، و«طبطب» على ظهره وقبّل كتفه كنوع من المساندة له، وبعد انتهاء المقلب قال «هاني» وهو في حالة إعياء شديدة: «(منذر) والله العظيم والله العظيم ما قادر أقف، بس ده مقلب وأنا آسف جدًا، بس أنا وحياتك عندي ما قادر أقف، أنا تعبان أكتر منك، والله تعبان أنا آسف»، ووقع على الأرض من شدة التعب.

كما تعرض الفنان هاني رمزي لحالة خوف شديد في حلقة الفنانة نيكول سابا، رغم علمه بحقيقة المقلب إلا أن التنفيذ كان أصعب مما تخيل.

وتواجه برامج المقالب في مصر انتقادات واسعة رغم إقبال الجمهور عليها، وتشير النتائج الأولية إلى أن صُناع تلك النوعية من البرامج سيقبلون على إعادة إنتاجها في السنوات المقبلة، مستغلين النجاح والانتقاد معًا.