x

قوة «داعش» في غزة «فردية» ولا يمكن الاستهانة بها (تحليل)

الأحد 05-07-2015 12:48 | كتب: إسلام الأسطل |
داعش سيناء داعش سيناء تصوير : آخرون

أثار نشر فيديو لتنظيم «داعش» يتوعد فيه حركة حماس في قطاع غزة، ببحر من الدماء والأشلاء حالة من المخاوف في أوساط المواطنين المحليين خشية تنفيذ التنظيم لتهديداته وإدخال القطاع المنهك بفعل الحصار والانقسام والعدوان الاسرائيلي في موجة جديدة من العنف.

ويرى خبراء أن هذه التهديدات يجب أن تؤخذ على محمل الجد، وأن يتم التعامل معها بدون تهويل أو تقليل منها.

واستبعد عدنان ابو عامر، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، في حديث للمصري اليوم وجود تنظيمي فعلي لتنظيم الدولة في قطاع غزة لافتا أن الموجود حالات فردية ومتفرقة تحمل فكر قريب من فكر التنظيم، دون ارتباط عضوي فيه.

وفيما يتعلق بالفيديو الذي تم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال أبو عامر «لا يمكن اعتبار كل شيء ميداني جدي ولكن هذا لا يعني ان يتم تجاهله تماما»، وأوضح أن حالة من المخاوف والحذر المتزايد تسود قطاع غزة تحسبا من مغبة قيام بعض العناصر بنقل نماذج موجودة في الدول المجاورة ووفق أبوعامر فإن الاجهزة الامنية في غزة تحاول بشتى الطرق التعامل مع هذه السيناريوهات من خلال حوارات فكرية مع هذه المجموعات لإقناعها بأن ما تحمله من فكر خاطئ وبعيد عن سماحة الدين الاسلامي.

وقال أبوعامر «ان الاجهزة الامنية في القطاع لا تألو جهدا في احباط أي اعمال ميدانية امنية يمكن ان تمس امن واستقرار القطاع» مؤكدا ان الاجهزة الامنية نجحت حتى الان في احباط كل المحاولات لزعزعة امن القطاع والنيل من استقراره .

وبحسب ابو عامر فإن المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة يرفض أي محاولات لمحاكاة ما يجري في الدول المجاورة، ويسوده الاسلام الوسطي، مؤكدا ان قطاع غزة يشهد التفافا جماهيريا نسبيا حول الاجهزة الامنية في مكافحة تنامي هذه الجماعات، ورغم الخلاف بين حماس والقوى الوطنية واليسارية والعلمانية إلا انها تقف جنا إلى جنب في مواجهة هذه الظاهرة.

وأكد أبوعامر ان حماس تسعى بكل قوتها للقضاء على أي ظواهر امنية من شأنها زعزعة الامن داخل القطاع وعلى حدوده الداخلية والخارجية.

وبالعودة إلى بدء انتشار الفكر الاسلامي المتشدد قال ابو عامر «بدأت الافكار السلفية الجهادية تنتشر في القطاع بعد دخول حماس الانتخابات السياسية عام 2006، واعتبارها بذلك تخالف الشريعة وأضاف» كما ان هناك البعض ممن لهم مشاكل شخصية مع حماس وجدوا في تبني افكار السلفية الجهادية ملاذا وحماية«وتابع :»هذه الاسباب اضافة لوضع غزة الداخلي من حصار وانقسام وفقر وعدم وجود افق سياسي دفع بالبعض الذهاب لتبني افكاراً اكثر تشددا.

من جهته اعتبر جمال أبونحل كاتب متخصص في الحركات الإسلامية، أن الفكر الاسلامي المتطرف نشأ مع عبداللطيف الموسى الذي أعلن الإمارة الإسلامية بعد سنتين من سيطرة حماس على قطاع غزة، وتم مواجهته بالقوة المسلحة، وقتله مع 20 من أنصاره عام 2009، لافتا إلى أن محاولة عبداللطيف موسى سبقها ارهاصات لبعض من يحملون الفكر المتطرف، الخارجون من رحم حماس والجهاد الاسلامي .

وتابع «بعد القضاء على موسى، بدأت هذه العناصر بالعودة إلى حماس والجهاد، لحماية نفسها، وبدأت تعمل في الخفاء لتقوية ذاتها وتكوين قاعد قوية من التنظيم.

وبدأ يزداد الفكر المتطرف في فلسطين مع قوة شوكتها في سوريا والعراق وقال «في فبراير 2014 أعلنت داعش عن نفسها رسميا في قطاع غزة، بنشر فيديو لعدد من الاشخاص يرفعون راية داعش ويعلنون عن أنفسهم».

ويتفق أبونحل، مع أبوعامر، في بعض أسباب انتشار الفكر المتطرف بغزة فيما يتعلق بالانقسام والفقر وعدم وضوح الرؤية، وعدم وجود مستقبل واضح.

وعكس أبوعامر، يرى أبونحل أن قوة داعش في قطاع غزة بدأت تزداد ولا يمكن الاستهانة بها ولا يجب التهاون معها وأن كانت ليست بمستوى قوة داعش في سوريا والعراق.

ويفسر أبونحل مخاوفه بالتفجيرات التي حدثت في أماكن متفرقة، وما تبعها من إزالة مصلى تابع للنظيم في وسط قطاع غزة، والمواجهة التي أسفرت عن مقتل أحد عناصر داعش (الحنر) وخروج مسيرات احتفالا بسيطرة داعش على مدن عراقية ناهيك عن المسيرات المناهضة للرسومات المسيئة للرسول والتي قامت بحرق المركز الفرنسي في غزة، وقال «اعدادهم في ازدياد وموجودين بالفعل على الأرض ولهم قادة معروفين».

وتابع «الجماعات السلفية الجهادية في غزة، لا تنكر ارتباطها بداعش، هم يريدون تواصل حقيقي وفكري وتنظيمي ومالي بتنظيم داعش وخروج بعض العناصر من قطاع غزة والالتحاق بالتنظيم في الشام يشكل خطورة على القطاع وليس العكس لما يتبعه من تواصل تقني بينهم وبين أنصارهم في غزة».

ويرى أبونحل أن العلاقات الإقليمية بين «داعش» في غزة والخارج أصبحت أكثر قوة، بدليل أن هناك الكثير من الوساطات العربية التي حاولت أن تمنع حماس من ملاحقة عناصر السلفية الجهادية في القطاع، وطالبتها بالإفراج عن بعض المعتقلين منهم في سجونها.

ويقول أبونحل إن الأمر يحتاج إلى حل لأن قوة حماس على الأرض ان لم تحسم هذا الأمر سيكون الأمر أكثر خطورة.

وبحسب ابو نحل فإن حماس تستطيع أن تقضي عليهم بإنهاء الانقسام والذهاب للمصالحة والتحالف مع الفصائل الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية قوية قادرة على مجابهة الفكر المتطرف.

ويعتقد أبونحل أن حماس لن تسمح لاحد أن يهدد حكمها في غزة، وستضرب بيد من حديد، من يحاول ذلك وسيكون لها رد حاسم مع «داعش».

وكان القيادي في حركة حماس محمود الزهار، أكد في رد سابق على تهديد داعش بأن ظاهرة تنظيم الدولة ظاهرة صغيرة محصورة في مجموعة يتقلبون ويتنقلون بين الفصائل، ويتم التعامل معهم وفق الأصول القانونية أمنياً في حال ارتكاب مخالفات، ومناقشتهم فكرياً».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية