طرح نجاح القوات المسلحة فى توجيه ضربات موجعة لتنظيم أنصار بيت المقدس، فى سيناء، تساؤلاً حول من يدىر التنظيم الآن، بعد مقتل العديد من قياداته، فضلاً عن نجاح الجيش فى قتل أعداد كبيرة من العناصر الإرهابية والتكفيرية التى حاولت شن هجمات بأسلحة متخلفة لإقامة إمارة إسلامية، ورفع أعلام ما يسمى «ولاية سيناء»، على منطقة الشيخ زويد.
وأكدت مصادر أن كمال علام، القيادى بالتنظيم، قتل فى الهجمات الأخيرة، وهناك تكليفات صدرت للتنظيم بالاستمرار فى أعماله، حتى تسمية قيادة جديدة تتولى إدارته، او حتى عودة القيادى شادى المنيعى، من غزة، رغم أن السلطات المصرية أعلنت عن مقتله فى إحدى العمليات النوعية فى سيناء.
وسبق أن أعلنت وزارة الداخلية فى بيانات ومؤتمرات أمنية قتل «علام»، لكنه أصبح وجهاً مألوفاً فى تقارير تنظيمه المصورة عن عملياته الإرهابية، وآخر ظهور له كان فى فبراير الماضى، بعنوان «يوميات مجاهد». ويعد «علام»، المولود فى العريش، من أبرز المتهمين بالهجوم على قسم ثانٍ العريش خلال الأحداث التى واكبت ثورة 25 يناير، وصدر بحقه حكم غيابى بالإعدام لقيامه وآخرين بقتل 5 مجندين ومدنى، بالإضافة إلى مهاجمة بنك القاهرة فرع العريش، وتم القبض عليه عدة مرات، إلى أن أطلق سراحه كمئات السجناء، خلال ثورة 25 يناير.
وكشف أبومريم البغدادى، أحد عناصر تنظيم داعش الإرهابى، والمقربة من «بيت المقدس»، أن أبوصهيب الأنصارى، الذى قتل على يد قوات الجيش، داخل إحدى مزارع الزيتون بمنطقة المدفونة الشمالية بمدينة رفح الحدودية، أثناء الاشتباك مع 7 عناصر تكفيرية تابعة للتنظيم، اسمه الحقيقى، أبوعبدالله توفيق الفريج، وهو أحد مؤسسى «بيت المقدس» فى سيناء.
وفجر البغدادى، عبر إحدى المواقع التابعة للتنظيم، مفاجأة، حيث أكد أن الأنصارى هو أحد المشرفين على محاولة اغتيال محمد إبراهيم، وزير الداخلية السابق، والتى تبناها التنظيم فى بيان له صدر فى سبتمر 2013، بعد أن حاول استهدافه عن طريق سيارة مفخخة كان يقودها انتحارى فى ذلك الوقت، بعد أن تم تكليف الضابطين السابقين وليد بدر وهشام عشماوى بالتنفيذ. وينتمى الأنصارى لقبيلة السواركة بشمال سيناء، وسبق أن قتل شقيق له فى تفجيرات عام 2005، وكان معتقلاً وخرج، وأسس بعد ثورة 25 يناير تنظيم أنصار «بيت المقدس».
وبعدما أعلن اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية السابق، نبأ مقتل شادى المنيعى، أحد قيادات تنظيم أنصار «بيت المقدس»، وإخضاع جثته لتحليل الحمض النووى لقطع الشك باليقين، نفى التنظيم قبل نحو عام وشهرين، مقتل المنيعى، وعرضت الجماعة له 3 صور، ظهر فى واحدة منها وهو يقرأ خبر مقتله على كمبيوتر محمول، وفى صورتين وهو وسط مجموعة من المسلحين الملثمين، وخلفهم عربات دفع رباعى وأعلام لتنظيم «القاعدة»، وأكد التنظيم أيضاً أن الجيش المصرى لا يعلم من هو أمير هذه الجماعة، نافياً أن يكون توفيق محمد فريج، الملقب بـ«أبا عبدالله»، أميرا له، وأوضح أن فريج كان أحد مؤسسيه وقتل فى حادث سير أدى إلى انفجار قنبلة حرارية كان يحملها.
وقبل نحو شهرين، رصد تحالف شباب القبائل والعائلات وقبيلة الترابين فى سيناء قبل شهرين مكافأة مالية لمن يرشد عن مكانه، وكتب موسى الدلح، أحد وجهاء قبيلة الترابين، على صفحته بموقع «فيس بوك»: «يعلن تحالف شباب القبائل والعائلات وقبيلة الترابين فى سيناء عن مكافأة قدرها 100 ألف جنيه مصرى لكل من يدل على المدعو شادى المنيعى، ومبلغ مليون جنيه مصرى لمن يأتى برأسه»، ويكفل سداد هذا المبلغ بشكل فورى، شركة أبناء سيناء، برئاسة الشيخ إبراهيم جمعة العرجانى، وشركة الدلح للمقاوﻻت.
وقالت القبيلة فى بيان آخر لها موجه لـ«المنيعى»: «وردتنا معلومات مقربة من أشخاص يعرفونك عن هروبك إلى غزة.. ونعرف أفعالك مع الناس الأبرياء العزل فى رفح والشيخ زويد وأبوطويلة ونعرف نذالتك بتفجير بيت مهجور من حجر ﻻ يضر وﻻ ينفع».
ومن بين قيادات التنظيم، التى أعلنت وزارة الداخلية مقتلها، محمد السيد منصور الطوخى، الشهير بـ«أبوعبيدة»، مسؤول التنظيم بالقاهرة، والذى كان متورطا فى العديد من القضايا الإرهابية، منها مبنى مديرية أمن القاهرة.
وسبق أن أعلنت وزارة الداخلية فى بيان لها، خلال مارس 2014، إن قطاع الأمن الوطنى تمكن من رصد تردد «أبوعبيدة» على إحدى الشقق السكنية بمنطقة عين شمس شرق القاهرة، وعقب تقنين الإجراءات، وأثناء محاولة ضبطه خلال سيره بتلك المنطقة، بادر بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات من سلاح نارى كان بحوزته «طبنجة»، فبادلته القوات إطلاق النيران ولقى مصرعه فى الحال.